وللخصوم تشرع المبارزه ***** كل لقرنه بحيث ناجزه
بالضرب للرءوس والأعناق ***** إن أثخنوا فالشد للوثاق
ويستحب حالة القتال ***** لقاؤه العدو باختيار
وسن الإكثار من الدعاء ***** فهو مجاب حالة اللقاء
وجائز سؤاله الشهاده ***** بل فيه جاء الفضل بالزياده
ويستحب في اللقا الإصمات ***** ويكره الصياح والأصوات
ويحرم الفرار من زحف إذا ***** لم يكن العدو أضعافًا خذا
لا متحرفًا إلى قتال ***** أو متحيزًا لمن يوالي
وجاز للمغلوب أن يستأثرا ***** وتركه أولى ومن صحب جرى
وفي انتصار يشرع المقام ***** بعرصة كان بها الزحام
5 - باب من يكف عنه، وما يعفى من ذلك عند التبييت
ومن يكن شعاره الإسلام ***** عنه اكففن فكله حرام
مثاله إذا رأيت مسجدا ***** أو في المواقيت سماعك الندا
واكف عن النساء والصبيان ***** كذاك راهب وشيخ فاني
ويصلح التبييت للكفار ***** وإن يكن أفضى إلى الذراري
والقطع والتحريق للأشجار ***** يجوز للإنكاء بالكفار
دليله في سورة الحشر ثبت ***** وعن رسول الله أخبار أتت
6 - باب حكم الغنيمة، وتحريم الغلول
أربعة الأخماس للمقاتله ***** وقاتل قل سلب المقتول له
وفي الغنيمة الضعيف والقوي ***** ومن يقاتل وسواه يستوي
لفارس ثلاثة من أسهم ***** وراجل سهم له فليعلم
وأسهم الرسول لابن الأكوع ***** أربعة من أسهم فافهم وعي
ومن يغب في حاجة الإمام ***** فسهمه يخرج في السهام
وللإمام جاز أن ينفلا ***** من شاء بعد الخمس أما قبل لا
فقد روي التنفيل للسريهْ ***** وهم كباقي الجيش في البقيهْ
فالبدأة الربع بها قد نقلا ***** والثلث رجعة على حسن البلا
والخلف في الصفي للإمام ***** والراجح الجواز نصًّا سامي
والرضخ للنساء والصبيان ***** ونحوهم من خارج السهمان
كذا له إعطاء بعض المدد ***** بعد انقضا الحرب بلا تردد
وجائز إعطاءه المؤلفهْ ***** كما روي في الطلقا تألفه
ومال مسلم إذا ما أخذا ***** رد لربه متى ما استنقذا
وجائز أخذ الطعام والعلف ***** وفي اعتبار الإذن خلف للسلف
وقد روي في الحيوان المنتهب ***** من العدو أن قسمه وجب
وصح تحريم انتفاع الغانم ***** بدون أن يقسم في المغانم
إلا السلاح جاز أن يستعمله ***** في حالة الحرب بلا مجادله
وما بدار الحرب من مباح ***** تقسيمه قد جاء في الصحاح
وفي الغلول قد أتى الوعيد ***** بل رد فيه قولهم شهيد
ومن يغلل يأتي بما قد غلا ***** سواء الكثير أو ما قلا
وليس للإمام أن يقبل ما ***** جاء به من بعد نصًّا علما
ففي الزمام إذ أتى الغلول ***** بعد الندا فرده الرسول
وقد روي عقابه ويحرم ***** كتمانه وآثم من يكتم
والأرض أن تغنم يرد حكمها ***** إلى الإمام إن يشأ قسمها
أو فليدعها بين أهل المغنم ***** شركة أو بين كل مسلم
7 - باب حكم الأسرى
والقتل والمن على الأسير ***** والرق والفدا بلا نكير
بدفع مال أو فكاك مسلم ***** الكل بالوحيين صح فاعلم
ولا يزول الرق عمن أسلما ***** من الأسارى بل بعتق تمما
وجاز فك مدعي الإسلام مع ***** بينة من قبل أسر قد وقع
واختلفوا هل يسترق العرب ***** لكن إلى النص الجواز أقرب
ويقتل الجاسوس باتفاق ***** ذو حربنا وقيل بالإطلاق
وعبد كافر إذا ما أسلما ***** يصير حرًا بدليل أحكما
أما إذا أسلم بعد سيده ***** فهو به أولى فيبقى في يده
وماله أحرز من قد أسلما ***** طوعًا كذاك الدم منه عصما
8 - باب الأمان والهدنة والجزية
وآمنًا من في جوار مسلم ***** يدخل لو من النساء فاعلم
ويأمن الرسول حيث قد أتى ***** بنفي قتله دليل مثبتا
وجائز إذا رأينا المصلحه ***** أن نعقد الهدنة والمصالحه
ولو بشرط صح دون مريه ***** وجائز تأبيدها بالجزيه
إذ صح أخذها من الكتابي ***** بثابت السنة والكتاب
وبالأحاديث المجوس ألحقوا ***** وفرقة على الجميع أطلقوا
من كل حر ذكر محتلم ***** وما سواه الخلف فيه قد نُمي
أقلها من ذهب دينار أو ***** من فضة اثنا عشر درهمًا رووا
وضعف ذا وضعفه قد نقلا ***** وجاز في ذا القدر أن يعدلا
فإن يؤدوها نكف عنهمو ***** من بعد أخذ بالشروط منهمو
كمالها استوفى كتاب عمر ***** مما روى عنه، ابن غنم الأشعري
والعهد فاحذر نكثه ومن قتل ***** معاهدًا فهي كبيرة فعل
وأهل عهد إن ترد أن تغزوا ***** فانبذ إليهم عهدهم على سوا
وواجب إخراج غير المسلم ***** من هذه البلاد ولتعمم
أعني به كل بلاد العرب ***** إذ صح بالتعميم من لفظ النبي
والأكثرون بالحجاز خصوا ***** والحق ما أدى إليه النص
9 - باب حكم الخمس والفيء
والخمس اقرأ آية الأنفال ***** في حكمه لم تبق من إشكال
وفي الكراع والسلاح يجعل ***** سهم الرسول بعده قد نقلوا
عن الخليفتين بعده وقد ***** قال جماعة إلى الباقي يرد
وسهم ذي القربى لمن قد حرما ***** صرف الزكاة فادر ما قد رسما
وما أفاء الله حكمه أتى ***** في سورة الحشر صريحًا مثبتا
وأنه حق لكل مسلم ***** ثم الأخل فالأخل قدم
والبدء بالمجاهدين يشرع ***** وعدة الجهاد كي يدافعوا
ولا أرى حقًّا لشاتم السلف ***** ممن يجي من بعدهم من الخلف
10 - باب السبق والرمي
قد سابق الرسول بين الخيل ***** وخص ما ضمر بالتفضيل
وقارح فضل منتهاه ***** في غاية السباق عن سواه
والخف والنصل وحافر أتى ***** فيها انحصار سبق قد ثبتا
وجاز تحليل بنص رفعا ***** فإن يكن يأمن سبقًا منعا
والسبقة اجعلها لمن تقدما ***** وله بأذن أو عذار قدما
والخيل قد أثنى عليها المصطفى ***** كذاك قد نص الكتاب المقتفى
وواجب إعداد ما نسطاع ***** من عدة يجدي بها الدفاع
وللعدو يمكن الإرهاب ***** بها كما قد صرَّح الكتاب
والحمد لله على الفضل الأتم ***** ربع العبادات بعون الله تم
¥