تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[02 - 04 - 06, 09:34 م]ـ

المطلب الثاني: بشارة الملائكة المؤمن برضوان الله وفرحه بذلك.

يشهد لحضور الملائكة وتبشيرهم قوله صلى الله عليه وسلم “إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوهم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط1 الجنة حتى يجلسوا منه مدّ البصر، ثم يجيء ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الطيبة [وفي رواية: المطمئنة] اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان، وإن العبد الكافر [وفي رواية: الفاجر] إذا كان في انقطاع من الآخرة وإقبال من الدنيا نزل إليه من السماء ملائكة غلاظ شداد، سود الوجوه، معهم المسوح2 من النار، فيجلسون منه مدَّ البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه، فيقول أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب ... ”3.

فالملائكة تبشّر المؤمن بمغفرة الله ورضوانه، وتبشر الكافر والفاجر بسخط الله وغضبه، وقد جاء صريحاً في كتاب الله تعالى أن الملائكة تتنْزل على المؤمنين بعدم الخوف والحزن، والبشرى بالجنة، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ. نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ. نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ} 4، أي إن الذين أخلصوا العمل لله، وعملوا بطاعة الله تعالى

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 الحنوط: هو ما يُخلط من الطيب لأكفان الموتى وأجسامهم خاصة، انظر النهاية في غريب الحديث والأثر ص 237.

2 المسوح جمع مِسْح وهو الكساء من الشعر، انظر لسان العرب 3/ 481.

3 سبق تخريجه في ص: 85.

4 سورة فصّلت، الآيات 30 - 32.

ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[06 - 04 - 06, 07:46 م]ـ

على ما شرع الله لهم تتنّزل عليهم الملائكة عند الموت والاحتضار قائلين لهم

{أَلَّا تَخَافُوا} مما تقدمون عليه من عمل الآخرة {وَلا تَحْزَنُوا} على ما خلفتموه من أمر الدنيا من ولد وأهل ومال أو دين؛ فإنا نخلفكم فيه {وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون} فيبشرونهم بذهاب الشر وحصول الخير، ذكر هذا ابن كثير ثم روى عن زيد بن أسلم قوله بأن البشرى تكون عند الموت وفي القبر وحين البعث، ثم علّق ابن كثير على رأي زيد بقوله: “وهذا القول يجمع الأقوال كلها، وهو حسن جداً، وهو الواقع”1.

وقوله تعالى {نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} “أي تقول الملائكة للمؤمنين عند الاحتضار نحن كنا أولياءكم: أي قرناءكم في الحياة الدنيا نسددكم ونوفقكم ونحفظكم بأمر الله، وكذلك نكون معكم في الآخرة نؤنس منكم الوحشة في القبور، وعند النفخة في الصور، ونؤمنكم يوم البعث والنشور، ونجاوز بكم الصراط المستقيم، ونوصلكم إلى جنات النعيم”2.

وذكر الطبري في تفسيره أن تنَزل الملائكة عليهم، في الآية، معناه أن الملائكة تتهبط عليهم عند نزول الموت بهم قائلة لهم: لا تخافوا ما تقدمون عليه من بعد مماتكم، ولا تحزنوا على ما تخلفونه وراءكم3.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: “ وقد ذكروا أن هذا التنَزل عند الموت”4.

وقال الله تعالى سبحانه وتعالى في بشارة المؤمنين: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ. الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ. لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ

1 تفسير القرآن العظيم 4/ 100 - 101.

2 المصدر السابق ص101.

3 انظر جامع البيان في تفسير القرآن 24/ 74.

4 مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية 4/ 268.

ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[06 - 04 - 06, 07:47 م]ـ

لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} 1.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير