تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

نعود فنقول: لقد وضعت النطفة في الأنبوبة مصحوبة بنطفة المرأة التي يسمونها (البويضة)، وكما يحدث بينهما من التلاحم داخل الرحم حدث داخل الأنبوبة، وتم التطور الخلقي بما ذكر الله تعالى، نطفة فعلقة، ونقلت من الأنبوبة إلى الرحم، فما الجديد في هذا؟ وما هي معجزة العلم الحديث يا أهل العقول؟ ثم لماذا لم يتركوا العلقة في الأنبوب حتى تتم أشهر الحمل وتلد الأنبوبة ابنها؟ لقد أسرعوا بها إلى الرحم هو المكان الذي خلقه الله، ليقينهم بأنه لن يتربى أبدا في مكان سواه، فما هو الجديد في هذا؟ و ما هي معجزة العلم الحديث التي أطلقت به الصحافة والإذاعة طبلها المزعج الكريه؟ وتم الحمل تسعة أشهر كما هو معتاد غالبا، وولدت المرأة طفلتها وما ولدتها الأنبوبة، وأرضعتها من ثديها حيث لا ثدي للأنبوبة، فما هو الجديد في هذا؟ وما هي معجزة العلم الحديث يا ابن آدم؟ وختمت القصة المضحكة، بأن المرأة حزنت لما ولدت أنثى، فقد أكد لها الطبيب الأريب، بأنه استعمل العلم الحديث ليجعله ذكرا، وعاشت الشهور الطوال مدة الحمل موقنة بذلك، فلما وضعتها قالت للطبيب متحسرة: إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت، فأجابها الطبيب بأنه سيحاول في المرة المقبلة، ليظل يبتز المال الحرام من المتلهفين على فتنة الدنيا {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ}، فهو الغالب على أمره، وهو القاهر فوق عباده.

تلك قصة الأنبوبة التي تحولت إلى أكذوبة، ولا حقيقة فيها إلا مادة المني، لعلمهم أنه لا خلق بدونها لكل بشري، وقد قالها الخالق متحديا بها {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ}.

أما المفتاحين الأخيرين {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوت} فلا زال العلم الحديث يدور حولها راهبا متهيبا، لا يجد مدعوه تجاههما فرية جديدة يحادون بها، فقد أدركوا جيدا أن الناس مع الدنيا الحلوة الخضرة يهيمون في حاضرها، ويرسمون لمستقبلها، وإذا الرسم لا يتم، فالكل يقول: سنفعل وسيكون، والخطة الخمسية والسداسية سيقام فيها كذا وكيت، وقد خلا كل ذلك من كلمة (إن شاء الله) فإذا بالذي كان، هو ما شاء الله أن يكون، ووجدوا ما رسموه سرابا بقيعة.

وعن المفتاح الأخير {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوت} وجد العلم الحديث نفسه أمام الموت يتحدى بآية جدعت أنوف الجبارين، وألصقت خدودهم الرغام {قُلْ فَادْرَأُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}، إن كنتم صادقين في أن الله لم ينفرد وحده بمفاتيح غيبه، ولقد بذلوا المكيال من المال، ليس ليدرؤوه وإنما فقط ليؤخروه، خاصة إذا حضر الموت رؤساءهم كي ينالوا الحظوة لديهم، فما وجدوا إلا هذا القول الأعز {إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لا يُؤَخَّرُ}، فمن سواه يؤخره؟ وفي أي مكان من بلاده ينهي أجل عباده؟ فهؤلاء غاصوا مع السفينة في الماء، وهؤلاء انفجرت به

الطائرة في الهواء، وألوف المقاتلين حصدوا في الميدان، وهذا سافر ولم يعد، وهذا مزقته في الطريق سيارة سائق مجنون، {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}

ثم ماذا بعد هذا؟ ثم هذه هي مفاتيح الغيب الخمسة، نحن الذين نتحداهم بها، وليسوا هم الذين يحادوننا، وسيرون من يكسب التحدي، من الآن وإلى أن تأتي أولى الخمسة، وهي الساعة، بعدها يقولون {يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا}، أما حملة الإيمان من الآن فقد استفادوا بخمسة ربهم، بما فتح ويفتح عليهم منها في الدنيا، وفي الآخرة بما أخفى لهم من قرة أعين، كان لي ولكم من الله ذلك، والرجاء عظيم في السخي الكريم.

أما عن الأبيات فلكل مفتاح من الخمسة أربعة، فالمجموع عشرون بيتا، و كل أربعة مستقلة الروي والقافية وعناوينها تصرفية.

(ساعتي والساعة)

يا ساعة في الجيب أو بالمعصم سيرى بغير تأخر وتقدم

لتذكريني بالصلاة لوقتها أو بالسحور لألحقن بالصُوّم

يا ساعة هوّنت يوم الساعة زودتني نورا ليوم مظلم

أما الذي ألهته ساعة زهوه عن ساعة قربت فليس بمسلم

(المطر الصناعي)

قالوا صنعنا القطر إذ منع المطر قلنا تعودنا سفالة من كفر

جفت زراعتكم ولم نر قطركم ماء السماء لواحد ملك القدر

لم تقصدوا إلا العداء لديننا خابت مقاصدكم ويومكم عسر

فلتشربوا كالهيم1 ماء حميمها بئس الشراب لكل كذاب أشر

(حمل الأنابيب)

أنبوبة حملت، نصدق قولهم وغدا تحيض، فلا نكذب فنهم

فصحافة وإذاعة أكدت حمل الجماد فلا نظن جنونهم

فإذا عقمت تزوجنْ أنبوبة تلد البنات كذا البنين جميعهم

يا واحدا فطر الخليفة كلها نبحت كلاب الكفر، فامحق جمعهم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ

1 نوع من الإبل لا يشبع مهما شرب.

(ماذا تكون غدا؟)

سأكون فيما الدنيا عظيما أرتجى والناس تقصدني ضحى أو في الدجى

و أشيدن عمائرا فكراؤها يجبى إلي المال بحرا مائجا

وسأملكن من الحدائق فرسخا ومن النساء رباع، ذاك المرتجى

فإذا به والموت يقطع حلقه فقد الرجاء فساء عقلا أعوجا

(أتدري مكان موتك؟)

قُتِلَ الألوف لدى احتدام قتال وقبورهم بجبال أو برمال

ركبوا البحار فكان فيها قبرهم كبوا الهواء، فكان في الأدغال

وحجيج بيت الله منهم لم يعد قُبروا هنا بعد انتها الآجال

لِمَ لمْ يمت كلٌّ؟ بأرض بلاده عزَّ الإله وذلّ كل ضلال

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير