تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[11 - 04 - 06, 02:13 ص]ـ

السلام عليك أخي سلمان الكندي

لقد اتهمتني بهتانا وزورا بما لم يتهمني به أحد من قبل؛ ولا أعرفه لي من خلق

ووالله لن أسامحك أبدا عن ما رميتني به كذبا و ظلما وعدوانا

فإني أر أنك لو استفسرت عن ما قلت على هيئة سؤال لكان خيرا لك

أسأل الله أن يهديك ويحسن خلقك ويحفظ لسانك

فقد جعلتني (كذابا؛ولص؛ وأسطو على ممتلكات الغير؛ ومحتال؛ ورجل عصابات؛ ونصاب) _كل ذلك بنص كلامك_ وعند الله تجتمع الخصوم

وإني والله أترفع عن الرد عليك

وكل ما أستطيع أن أقوله _حسبي الله ونعم الوكيل_

ـ[ابو حفص المصرى]ــــــــ[12 - 04 - 06, 02:44 ص]ـ

لماذا يسب الإنسان أخاه؟

قد يكون السب والشتم بدافع الغضب. وهذا أمر طبيعي لأن الغاضب الذي يسيطر عليه الغضب يكون قد خرج عن رزانته وطوره ويتلفظ بالفاظ هي موجودة في اعماق نفسه ولكنها كانت تحت السيطرة لإخرجها الغضب. ونلاحظ أن النقاش في المسائل الدينية عادة يبدأ بالهدوء وبالأدب ثم ترتفع وتيرة النقاش ويحدث التصلب والتعصب فالإنسان بطبعه لا يريد ان يبدو امام الناس أنه مهزوم, وليس كل إنسان يمتلك الشجاعة الأدبية والأخلاق الدينية ليعترف بهزيمته في النقاش. فإذا ما فرغت حجج المناقش ولم تكف بالغرض وأصر كل طرف على رأيه فإن التوتر يرتفع ويظهر الغضب على الوجوه وفي الكلام. وكلنا يعلم أن الشديد من يملك نفسه عند الغضب. فإذا كان السب والشتم بسبب الغضب فهذا يدلنا على أن من قام به هو إنسان ضعيف يلجأ للسب والشتم ليغطي النقص في قدرته على إقناع خصومه أو للتستر عن هزيمته امام حججهم ..

وقد يقول قائل أن الغضب محمود إذا كان لله ولرسوله, فسيدنا رسول الله كان لايغضب لنفسه ولكنه كان يغضب لله؟ فتقول له أنظر إلى المسالة التي حدث فيها الغضب فإن كانت معلومة من الدين بالضرورة أو مما اتفق عليه العلماء وغضب الإنسان لذلك فلا بأس بالغضب شريطة عدم الخروج عن الأدب حتى لا نتخذ الغضب مبررا لتصرفاتنا الحمقاء بإسم الدين. فرسولنا غضب لله ولكنه كان عف اللسان في كل أحواله فلنأخذ القدوة منه ولانجعل من غضبنا منطلقا للسب والشتم. فعلى من يقوم بالسب والشتم أن يملك نفسه عند الغضب المؤدي الى السب والشتم سواء كانت المسألة يصدقها أو لا يصدقها.

قد يكون السب والشتم بدافع الحسد. وهذا باب معروف فالحاسد يريد أن يرى المحسود في اقل درجة وأسوأ حالة فهو يعتقد انه بتهجمه وسبه وتنقيصه لخصمه ينزل قدره ومقداره .. ونحن نعلم أن الكثير من العلماء تعرضوا للطعن والسب والدسائس بسبب الحسد نظرا لشهرتهم واحترام الناس لهم, فقد يكون الشاتم حسودا حقودا ولا يرضيه إلا زوال النعمة عن غيره ومن أشعار الحكمة في هذا الباب:

كل العداوة قد ترجى مودتها إلا عداوة من عاداك عن حسد

ونلاحظ أن الحسد قد يدب حتى بين المجموعة نفسها فضلا عن المنتمين لمجموعات أخرى والخلاصة أن الشاتم قد يكون حسودا حقودا, وقد حذرنا رسولنا الكريم من داء الحسد المهلك للأمم التي كانت قبلنا. وبناء عليه قد يستتر الحاسد الشاتم بالدين ويبرر شتمه بأنه دفاع عن الإسلام ونحو ذلك وما هو في الواقع إلا انسان مريض مصاب بداء الحسد والعياذ بالله وعلامة الحاسد في موضوعنا هذا أنه لا يبالي أن يحرم الناس من الإنتفاع المحقق لخصمه أي قد يكون خصمه ذا نفع واضح في تعليم الناس وإرشادهم لما فيه صالح دينهم فتراه يدعو الى أمور لا يختلف عليها العلماء أو يدعو الى أمور مقبولة من المنظور الفقهي ولكن هذا الشاتم لا ينظر الى هذه المصلحة العظمى فتراه يسعى لتحطيم ذلك الخصم بالسب والشتم ويغفل عن النفع العظيم الذي يقدمه خصمه للمسلمين. ونحن لا نملك إلا أن نقول نعوذ بالله من شر حاسد إذا حسد.

قد يكون السب والشتم بدافع الغرور: إن التكبر والغرور واعجاب المرء بنفسه أمراض نفسية خطيرة وقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير