تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالمغرور هو أخ للشيطان الرجيم. فتراه يعطي لنفسه كل الحقوق ولا يرى للغير أي حق فالحقوق له والواجبات على الغير, فهو يأمر الآخرون يطيعون, وهو يخطط وغيره ينفذ, وهو يفكر ويبتكر وغيره يتبع وبعبارة أخرى هو يرى نفسه فوق غيره من البشر ولذلك تجد في حديثه وكلامه واشارته ما يؤكد تلك المواصفات فهو يغتاب ويسب ويهمز ويلمز ولاحرج. فمن حقه أن يسب الآخرين وشيوخهم ولا حق للآخرين في ذلك, ومن حقه وحده أن يسفه اجتهادات الغير بينما عليهم الإنصياع لوجهة نظره لأنه قالها, ويرى خطأه (هذا إن رآه) له أجر واحد ويرى أخطاء غيره في الإجتهاد كفر وظلال ولا تستحق حتى نصف أجر, وقد يكون ذلك الغرور موجود في نفسه منذ الصغر بسبب التربية غير الصحيحة حتى إذا اكتسب شيئان من العلم أو المال أو السلطة ظهرت تلك التربية في سلوكه وأقواله مختومة بختم الغرور والتكبر. ومن علامة المغرور أنه لا يعترف بحقوق الآخرين حتى ولو نص عليها الكتاب الكريم أو وردت في السنة المطهرة أو اعترف بها السلف الصالح رضي الله عنهم فعدم الإعتراف بحقوق الآخرين المشروعة من أكبر علامات الغرور, وأبعد الناس عن الإنصاف هم المتكبرون, وأقرب الناس الى الظلم هم المغرورون. كما أن المغرور لا يستشير لأن ما يقوله هو الصواب في نظره فهو يعتبر نفسه في غنى عن الإستشارة.

يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} الأنفال1

ذكرنا أن من أسباب أسلوب السب والشتم هو الغضب والحسد والتكبر والغرور ونضيف اليوم على ما سبق:

4 - قد يكون السب والشتم بدافع الجهل والحمق, وما من مصيبة إلا وللجهل نصيب فيها, وقد جاء في الحكم أن الإنسان إذا جهل شيئا عاداه, ويمكن أن يكون الجهل هنا بمعنى عدم المعرفة الكافية وقد يكون بمعنى الجهل المركب وهو ان يحسب الإنسان أنه عالم وهو في الواقع جاهل وإنما ملأ عقله بأخاليط وتخليطات مشوشة يحسبها معارف وهي متالف.

ومن مظاهر هذا الجهل المؤدي الى استعمال الأسلوب الشرير ان فاعله لا ينتبه الى أن الإسلام ينهي عن سب المسلم والكافر, ويجهل أن السب والشتم يكشف عن ضعف الإنسان وليس عن قوته, ويجهل أن السب والشتم ليس هو المقصود بإستعمال الغلظة مع الكافرين في قتالهم. فالغلظة في القتال والحزم في النقاش لا يعني استعمال السب والشتم, كما ان صاحبنا يجهل أن السب والشتم هو اسلوب ينفر الناس ولا يبشرهم فيبعدهم ولا يقربهم ولايكسب الإنسان بالسب والشتم سوى المزيد من الأعداء والضغائن والكراهية, فأين أسلوب السب والشتم من قوله تعالى " يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفرلكم ذنوبكم." الأحزاب- وأين أسلوب السب والشتم من قوله تعالى "وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن إن الشيطان ينزغ بينهم". الإسراء- فأسلوب السب والشتم يدل على الجهل بأحكام الشريعة في هذا الباب وكذلك الجهل باخلاق السلف الصالح, وكذلك الجهل بالمفاسد والمصالح وأيضا الجهل بعوامل الهدم والبناء في الدعوة ولو أردنا إحصاء أوجه الجهل والمخالفات لطال بنا الأمر ولكن فيما ذكرناه ما يكفي لتوضيح المطلوب.

وفي النهايه أحب أن اقول لأخي الكندي

المؤمن ليس بطعان ولا لعان ولا فاحش

من أين تبين لك ان الأخ أبا الفرج غير صادق

ولو كان هذا السب فوق اثم السب بهتانا وافتراء

ماذا تقول وانت واقف امام الله- والله يقتص منك لأخيك

أدعو الله ان يغفر لك

وأنا أظن في أبي الفرج كل الخير ولا ازكي على الله شيئا

اللهم تقبل منا

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} المائدة8

ـ[الفاضل]ــــــــ[12 - 04 - 06, 07:43 ص]ـ

كم هو مؤلم كلامك أخي سلمان الكندي ولا أدري كيف تجرؤ على كل هذه الظنون وليس لديك أدنى تثبت بأي شيء مما ذكرت، أسأل الله لك الهدى والصلاح.

واسمحوا لي بهذه الكلمة بالنسبة لهذه الطبعة:

ظني الحسن بالشيخ الخضير -حفظه الله- أنه لو علم سعر هذه الطبعة لترفّع أن يكون له أي صلة بها!.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير