تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

، خاصّة ً وأنَّ أكثرَ ما ذُكرَ من المراجع ِ لا يكادُ يتهيأ لكبار ِ الباحثينَ المُختصّينَ من أهل ِ هذا العصر ِ، فضلاً عن عامّةِ القرّاءِ.

واشتملَ الكتابُ كذلكَ على عددٍ كبير ٍ من الصّور ِ لمن ترجمَ لهم، وكذلكَ على مجموعةٍ من الخطوطِ الخاصّةِ بهم، جمعها من بطون ِ الكتبِ، واستخرجها من أقبيةِ مراكز ِ المخطوطاتِ في العالم ِ.

هذه السعة ُ في المواردِ والكثرة ُ في عددِ التراجم ِ، إضافة ً إلى الجهدِ الكبير ِ المبذول ِ في سبيل ِ تحرير ِ الكتابِ وتنقحيهِ ومُحاولةِ استيعابِ الأعلام ِ، جعلتْ لهذا الكتابِ شهرة َ طاغية ً ومكانة ً عالية ً لدى أهل ِ العلم ِ والبحثِ، فأثنوا عليهِ وعلى مؤلّفهِ، وأنزلوهُ المنزلة َ اللائقة َ بهِ، وفي ذلكَ يقولُ الطنطاويُّ – رحمهُ اللهُ -: " وانصرفَ – أي الزّركليُّ – إلى التأليفِ فتركَ كتاباً من أعظم ِ ما ألّفَ في هذا العصر ِ، وهو الأعلامُ " - الذكرياتُ 1/ 229، ويقولُ أيضاً: " خيرُ الدين ِ الزركليُّ مؤلّفُ الكتابِ العظيم ِ الأعلام ِ، أحدُ الكتبِ العشرةِ التي يُفاخرُ بها هذا القرنُ القرونَ السابقاتِ " – الذكريّاتُ 1/ 125.

وقالَ حمدُ الجاسر ِ – رحمهُ اللهُ -: " كتابُ الأعلام ِ لأستاذِنا أبي الغيثِ خير ِ الدين ِ الزركليِّ، أوفى كتابٍ حديثٍ في التراجم ِ فيما أعلمُ، فهو عصارة ُ فكر ِ بحّاثةٍ جليل ٍ، قلَّ أن يُضاهيهُ في سعةِ اطّلاعهِ على المؤلّفاتِ قديمِها وحدِيثِها، وهو خلاصة ُ مئاتٍ من الكتبِ والمطبوعاتِ ألّفتْ في التراجم ِ، بحيثُ يصحُّ القولُ بأنَّ الأعلامَ من مفاخر ِ عصرنا الثقافيِّ " – مجلّة ُ العربِ 5/ 93 - 94 نقلاً عن الإعلام ِ بتصحيح ِ كتابِ الأعلام ِ 13 وانظرْ هناكَ المزيدَ من النّقول ِ في الثناءِ على الكتابِ -.

وحسبُكَ بهذا الكلام ِ في الدّلالةِ على عِظم ِ كتابِ الأعلام ِ، فقد صدرَ من باحثٍ شهير ٍ ورجل ٍ سبرَ أغوارَ الكتبِ والمراجع ِ، وهو العلاّمة ُ الجاسرُ – رحمهُ اللهُ -.

وعلى الرّغم ِ من المكانةِ العُليا التي تبوأها هذا الكتابُ، والجهدِ الضخم ِ الذي بذلهُ مؤلّفهُ فيهِ، إلا أنّهُ قد اشتملَ على مجموعةٍ من الهفواتِ، منها ما هو منهجيٌّ، ومنها ما هو أخطاءٌ وأوهامٌ.

أمّا المنهجيُّ منها، فإنَّ الزركليَّ في كتابهِ قصدَ إلى الموضوعيّةِ المُجرّدةِ في التراجم ِ، وإذا ترجمَ لشخص ٍ ما فإنّهُ لا يذكرُ ما يؤخذ ُ عليهِ، أو أقوالَ النقّادِ والمؤرخينَ فيهِ، أو أن يذكرَ رأيهُ هو في ذلكَ، بل يُترجمُ لهُ ذاكراً ولادتهُ ووفاتهُ وأهمَّ ما جرى في حياتهِ من أحداثٍ، ثُمَّ يختمُ ذلكَ بذكر ِ ما ألّفهُ من كتبٍ مع الإشارةِ إلى ما طُبعَ منها، وإن كانَ مخطوطاً ذكرَ ذلكَ، ويعتني غالباً بإيرادِ خطِّ المُترجم ِ لهُ أو صورةٍ لهُ، ويُعرضُ عمّا سوى ذلكَ من الحُكم ِ النقديِّ على الشخص ِ، أو التعرّض ِ لهُ بحكمهِ الخاصِّ.

وهذا المنهجُ هو منهجُ بعض ِ المؤلّفينَ في التراجم ِ والتأريخ ِ، فهم يُترجمونَ أو يؤرخونَ بقصدِ التوثيق ِ البحتِ، مُعرضينَ عن ذكر ِ آراءهم الشخصيّةِ أو أحكامهم الخاصّةِ، ويتركونَ ذلكَ للقارئِ والباحثِ، ومن الذين سلكوا هذا النهجَ واقتفوهُ في تصانيفهم: ابنُ خلّكان ٍ، وابنُ الأثير ِ، ومن المُعاصرينَ: الزركليُّ، والطناحيُّ - رحمَ اللهُ أربعتهم -.

وقد لخّصَ الشيخُ بكرُ أبو زيدٍ – متّعهُ اللهُ بالعافيةِ – ما يُنتقدُ على كتابِ الأعلام ِ بقولهِ: " أصبحَ كِتابُ الأعلام ِ للزركليِّ مرجعاً مُهمّاً للباحثينَ والرّاغبينَ في التعرّفِ على التراجم ِ، وهو مع معاناةِ مؤلّفهِ الدقّة َ والإتقانَ يردُ عليهِ أمران ِ: الأوّلُ: أنَّ الزركليَّ لم يُترجمْ لأحدٍ من أساطين ِ الدولةِ العُثمانيّةِ، فهل هذه نزعة ٌ قوميّة ٌ عربيّة ٌ أم ماذا؟، الثاني: فيهِ مجموعة ٌ من الأوهام ِ والأغاليطِ " – النظائرُ 64 - .

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير