[أفعمياوان أنتما؟! (نصيحة من الشيخ البراك للنساءبغض البصر))]
ـ[احمد الراوي]ــــــــ[11 - 04 - 06, 08:04 م]ـ
أفعمياوان أنتما؟!
للعلامة عبدالرحمن البراك - حفظه الله -والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه.
فمن المعلوم أن الله تعالى – أمر المؤمنات بمثل ما أمر به المؤمنين من غض الأبصار وحفظ الفروج.
قال الله تعالى: ((قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)) (سورة النور: 30).
((وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) (سورة النور: 31).
وهذا يدل على أن ما يُخاف على الرجال من إطلاق البصر يخاف على النساء، وقد قرن الله تعالى: في هاتين الآيتين بين الوسيلة والغاية، فغض البصر سبب لحفظ الفرج، وفي المقابل يكون إطلاق البصر سبباً للوقوع فيما حرم الله تعالى – من الزنا ودواعيه، وذلك في حق الرجال والنساء، لأن غريزة الشهوة موجودة عن الجنسين، فالفتنة حاصلة لكل منهما بالآخر، وإن كانت فتنة الرجال بالنساء أعظم، وتعلق نظرهم بهن أكثر وأشد، ولهذا جاء من التحذير للرجال من فتنة النساء، ما لم يأت مثله في حق النساء، كما قال: صلى الله عليه وسلم – فاتقوا الدنيا واتقوا النساء.
وقال صلى الله عليه وسلم: ((ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء)).
وقال سبحانه وتعالى: ((زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء)).
ولذلك شرعت أحكام تتعلق بالنساء لوقاية الرجال من هذه الفتنة. فنهى المؤمنات عن إبداء زينتهن إلا لمن استثني، وعن الضرب بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن، وأمرهن بأن يضربن بخمرهن على جيوبهن، وأن يدنين عليهن من جلابيبهن، ونهى الله تعالى: نساء نبيه - صلى الله عليه وسلم – عن الخضوع في القول، لأن ذلك يطمع الذي في قلبه مرض وهو شهوة الزنا.
قال الله تعالى: ((يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا)) (سورة الأحزاب:32).
وقال سبحانه: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ)) (سورة الأحزاب:59).
الآية: وجاء في السنة من تحذير الرجال من إطلاق البصر ما لم يرد مثله في النساء، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة فقال: اصرف بصرك).
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((العينان زناهما النظر)) وروى البخاري في صحيحه من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تباشر المرأةُ المرأة فتصفها لزوجها كأنه ينظر إليها)).
ولم يؤمر الرجال بالاحتجاب من النساء، ولم يشرع الحجاب للنساء نظرهن إلى الرجال، وهذا كله يدل على الفرق بين الرجل والمرأة في نظر أحدهما إلى الآخر، فنظر الرجل إلى المرأة الأجنبية، التي ليست له بمحرم حرام مطلقاً إلا في مواضع تدعو إليها الحاجة أو الضرورة، كنظر الخاطب والطبيب، وكلما كانت الفتنة بهذا النظر أعظم كان التحريم أشد.
¥