[الكشف المبين عن حقيقة القبوريين، زيارة هود عليه السلام وما فيها من ضلالات ومنكرات]
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[12 - 04 - 06, 03:10 ص]ـ
الكشف المبين عن حقيقة القبوريين
زيارة هود عليه السلام
وما فيها من ضلالات ومنكرات
الشيخ أحمد بن حسن المعلم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=38400&stc=1&d=1144796933
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضِّل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى دين الحق: ((لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)) [التوبة:33] .. ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) [آل عمران:102] .. ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)) [النساء:1] .. ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)) [الأحزاب:70 - 71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، ثم أما بعد، فإن الله أرسل الرسل ليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور، ليخرجوهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد سبحانه وتعالى، ليكون الدين كله لله.
ولقد عملت الشياطين على اجتيالهم عن دينهم، وصدهم عما جاء به الرسل، وإعادتهم للظلمات، وإلى الشرك والضلال والانحراف، وبعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم لا نبوة ولا رسالة، فهو خاتم الأنبياء، ولكن الله تعهد بحفظ دينه وبأن يبقى طائفة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم الحق، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك، وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بأن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها، وما ذاك إلا لأن عوامل الهدم كثيرة، ودعاة الضلال على كل سبيل، ومن أشد الداعين إلى الضلال والانحراف المتصوفة القبورية، الذين غيروا الدين، ونقضوا العقيدة، وشوهوا وجه الإسلام بما نشروا في الأمة من وثنية وخرافة وجهل وضلال.
ولدينا في حضرموت - إحدى محافظات الجمهورية اليمنية - نصيب وافر من القبورية، وكم هائل من البدع والخرافات، ومن تلك الخرافات خرافة قبر هود في الموضع المعروف شرقي وادي حضرموت، ومن تلك البدع ما تحفل به زيارة ذلك القبر المزعوم من طقوس عبادية، ومظاهر وثنية، وفنون من اللهو المحرم، وغير ذلك من المخالفات.
وفي هذا البحث المتواضع، حاولت أن أثبت عدم صحة وجود القبر في ذلك الموضع، وأن أكشف النقاب عما تحتوي عليه تلك الزيارة من بدع وضلالات، ودجل وخرافات، وبين ذلك أوضحت - بشكل مختصر - هدي الإسلام في التعامل مع القبور، وهدية في زيارة القبور، وهدي اليهود والنصارى في ذلك، وأن تلك الزيارة وما شاكلها، إنما تسير على هَدي اليهود والنصارى وليس على هَدي المسلمين، وقد قسَّمْت البحث إلى مقدمة وأربعة أبواب وخاتمة، وقسَّمْت الأبواب إلى فصول، والفصول إلى مباحث، والذي أحب التنبيه عليه في هذه المقدمة أن الباعث على كتابة هذا البحث، هو تجديد وإحياء هذه الزيارة من نواح مختلفة، ومحاولة دُعاتها تأصيلها، وإثبات أنها حق، وتبرير ما فيها من المخالفات، وإلباسها لباس السنة، والاستدلال عليها بالآية والحديث، وإيهام القارئ البسيط أن كل ما فيها حق، وكل ما قيل عنها من قِبَلْ مروجيها حق، وتأويل المفتريات التي اخترعها من لا خلاق له بأنها حق، كما فعل سالم الشاطري في رسالته التي كتب عليها «زيارة نبي الله هود -عليه السلام- في ميزان الشرع» «مع العلامة سالم بن عبد الله الشاطري».
وهي رسالة حول زيارة نبي الله هود، مفعمة بالأدلة وتوضيح شبه تثار حولها، وكما فعل فهمي عبيدون في رسالته «الدر المنضود في أخبار قبر وزيارة نبي الله هود» التي طبعت عام (1419هـ). وكذلك الرسالة التي طبعت قديماً فصورت ووزعت هذه الأيام والمسماة «بذل المجهود في خدمة ضريح نبي الله هود عليه السلام»
وبعد ما شاهدته بعيني أثناء زيارتي لموضع القبر مؤخراً، وما رأيت من جهود كبيرة لعمارة الموقع وبناء المزيد من المرافق والمساكن هناك، وما رأيت كذلك من طقوس للزيارة عبر أشرطة (الفيديو)، كل ذلك حملني على إخراج هذا البحث لبيان الحق وتفندي الباطل على مروجي البدعة ودعاة الخرافة.
ولقد حاولت جاهداً الإنصاف والأمانة في النقل، حتى أني أنقل من كتبهم كما وجدت، ولو مع الأخطاء المطبعية أو غيرها، حتى لا أقع في اجتهاد قد أخطئ فيه، وحتى لا أفتح باباً لمنتقد يطعن في أمانتي في النقل.
وليعلم القارئ الكريم أن ما ذكر عن الزيارة مستمر إلى اليوم وليس حديثاً عن أمر قد انتهى، ومن أحب التأكد فليحضر ليرى بعينيه، أو يشاهد شريط فيديو تلك الزيارة، ليشاهد بعض ما فيها، أما بعض الأمور فهم لا يصورونها خشية الانتقاد.
وقد سميت هذه الدراسة «الكشف المبين عن حقيقة القبوريين، زيارة هود عليه السلام وما فيها من ضلالات ومنكرات».
أسأل الله أن يكون هذا العمل خالصاً لوجهه، وأن يؤدي الغرض الذي كتب من أجله أنه سميع مجيب.
من موقع الصوفية
www.alsoufia.com
¥