تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بالضار، كإطلاقات يحكيها عن بعضهم لا يجوز إطلاقها لشناعتها، وإن أخذت معانيها على ظواهرها كانت كالرموز إلى قدح الملحدين، ولا تنصرف معانيها إلى الحق إلا بتعسف على اللفظ مما لا يتكلف العلماء مثله إلا في كلام صاحب الشرع الذي اضطرت المعجزات الدالة على صدقه المانعة من جهله وكذبه إلى طلب التأويل.

5 - قاضي الجماعة أبو عبد الله محمد بن حمدين القرطبي:

جاء في السير: وقال قاضي الجماعة أبو عبد الله محمد بن حمدين القرطبي: إن بعض من يعظ ممن كان ينتحل رسم الفقه، ثم تبرأ منه شغفا بالشرعة الغزالية، والنحلة الصوفية أنشأ كراسة تشتمل على معنى التعصب لكتاب أبي حامد إمام بدعتهم، فأين هو من شنع مناكيره ومضاليل أساطيره المباينة للدين، وزعم أن هذا من علم المعاملة المفضي إلى علم المكاشفة الواقع بهم على سر الربوبية، الذي لا يسفر عن قناعه، ولا يفوز باطلاعه إلا من تمطى إليه ثبج ضلالته التي رفع لهم أعلامها وشرع أحكامها.

قال أبو حامد: وأدنى النصيب من هذا العلم التصديق به، وأقل عقوبته ألا يرزق المنكر منه شيئا، فأعرض قوله على قوله، ولا يشتغل بقراءة قرآن ولا بكتب حديث، لأن ذلك يقطعه عن الوصول إلى إدخال رأسه في كم جبته، والتدثر بكسائه، فيسمع نداء الحق. فهو يقول: ذروا ما كان السلف عليه، وبادروا ما آمركم به. ثم إن هذا القاضي أقذع وسب وكفر وأسرف نعوذ بالله من الهوى.

وقال أبو حامد: وصدور الأحرار قبور الأسرار، ومن أفشى سر الربوبية كفر ورأى قتل مثل الحلاج خيرا من إحياء عشرة لإطلاقه ألفاظا، ونقل عن بعضهم قال: للربوبية سر لو ظهر لبطلت النبوة، وللنبوة سر لو كشف لبطل العلم وللعلم سر لو كشف لبطلت الأحكام.

قلت سر العلم قد كشف لصوفية أشقياء، فحلوا النظام وبطل لديهم الحلال والحرام. قال ابن حمدين ثم قال الغزالي: والقائل بهذا إن لم يرد إبطال النبوة في حق الضعفاء فما قال ليس بحق فإن الصحيح لا يتناقض، وإن الكامل من لا يطفئ نور معرفته نور ورعه.

وقال الغزالي في العارف: فتتجلى له أنوار الحق وتنكشف له العلوم المرموزة المحجوبة عن الخلق، فيعرف معنى النبوة وجميع ما وردت به ألفاظ الشريعة التي نحن منها على ظاهر لا على حقيقة.

وقال عن بعضهم إذا رأيته في البداية قلت صديقا، وإذا رأيته في النهاية قلت زنديقا ثم فسره الغزالي فقال: إذ اسم الزنديق لا يلصق إلا بمعطل الفرائض لا بمعطل النوافل، وقال وذهبت الصوفية إلى العلوم الإلهامية دون التعليمية فيجلس فارغ القلب مجموع الهم يقول: الله، الله، الله، على الدوام، فليفرغ قلبه ولا يشتغل بتلاوة ولا كتب حديث. قال: فإذا بلغ هذا الحد التزم الخلوة في بيت مظلم وتدثر بكسائه فحينئذ يسمع نداء الحق، ???????????? ????????????? ??? ? ???????????? ?????•??????? ??? ?.

قلت: سيد الخلق إنما سمع ???????????? ????????????? ??? ? من جبريل عن الله، وهذا الأحمق لم يسمع نداء الحق أبدا، بل سمع شيطانا أو سمع شيئا لا حقيقة من طيش دماغه، والتوفيق في الاعتصام بالسنة والإجماع.

? التعليق:

قلت: هذا الكلام من هذا الإمام العارف بالغزالي وإحيائه نقل لنا جملة أمثلة مما هو في داخل الإحياء لو قرأها المسلم وأنصف نفسه لعلم حقيقة الإحياء، وأنها من الكتب التي تآمرت على الإسلام والمسلمين، سواء كان المؤلف على حسن نية أو على سوئها فأمره إلى الله، فلا أدري إن كان المعاصرون الذين يمدحون الإحياء وينصحون الشباب بقراءته ويدافعون عنه، هل يقرأون مثل هذه الفتاوى أم لهم أغراض أخرى في تضليل أمة محمد صلى الله عليه وسلم وإبقائها على ما هي عليه من الضلال والدجل والانحراف العقدي، وفي العبادات والأخلاق مما أشار إليه هؤلاء العلماء في فتاواهم التي سجلت في عصر مبكر عند ظهور هذا الكتاب أي الإحياء.

6 - الإمام ابن الجوزي:

قال في تلبيس إبليس: وجاء أبو حامد فصنف لهم كتاب الإحياء على طريقة القوم وملأه بالأحاديث الباطلة، وهو لا يعلم بطلانها، وتكلم في علم المكاشفة وخرج عن قانون الفقه، وقال: إن المراد بالكوكب والشمس والقمر اللواتي رآهن إبراهيم صلوات الله عليه أنوار، هي حجب الله عز وجل ولم يرد هذه المعروفات، وهذا من جنس كلام الباطنية.

وقد رد ابن الجوزي على أبي حامد في كتاب الإحياء، وبين خطأه في مجلدات سماه كتاب 'الأحياء'.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير