جاء في السير: وقال أبو عامر العبدري: سمعت أبا نصر أحمد بن محمد ابن عبد القادر الطوسي يحلف بالله أنه أبصر في نومه كأنه ينظر في كتب الغزالي رحمه الله، فإذا هي كلها تصاوير.
رأي خطير في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم للغزالي. ذكره أبو المظفر يوسف سبط ابن الجوزي.
جاء في السير: ولأبي المظفر يوسف سبط ابن الجوزي في كتاب 'رياض الأفهام في مناقب أهل البيت'، قال: ذكر أبو حامد في كتابه 'سر العالمين وكشف ما في الدارين'، فقال في حديث «من كنت مولاه فعلي مولاه» إن عمر قال لعلي بخ بخ، أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة، قال: أبو حامد وهذا تسليم ورضى ثم بعد هذا غلب عليه الهوى حبا للرياسة، وعقد البنود، وأمر الخلافة ونهيها، فحملهم على الخلاف فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون، وسرد كثيرا من هذا الكلام الفسل الذي تزعمه الإمامية، وما أدري ما عذره في هذا؟ والظاهر أنه رجع عنه وتبع الحق، فإن الرجل من بحور العلم والله أعلم.
هذا إن لم يكن هذا وضع هذا وما ذاك ببعيد، ففي هذا التأليف بلايا لا تتطبب، وقال في أوله أنه قرأه عليه محمد بن تومرت المغربي، سرا بالنظامية، قال وتوسمت فيه الملك.
قلت: حسن ظن كثير من العلماء إذا وجدوا مثل هذه البلايا حاولوا دفعها ولكن وكيف وقد قيل، والمهم التوبة الخالصة، فإن تاب وقبلت توبته ففضل الله واسع، والمهم أن التأليف إما من الصدقات الجارية، وإما من اللعنات المتتالية، وهل يظن بأمير المؤمنين هذا الظن، ويقال فيه هذا القول، فقبح الله قائله كان من كان، فقصدي إن ثبت هذا عن الغزالي فهو رافضي خبيث، ولا شك أن الرافضية في كتاب الإحياء مادتها كبيرة لأن الصوفية هي ربيبة الرافضة ونسجها ولحمتها وسداها، فلا تنفصل عنها إلا أنها أظهرت نفسها باسم جديد يسمى بالصوفية.
12 - فتوى كمال الدين بن أبي الشريف:
جاء في الإبريز: وقال كمال الدين بن أبي الشريف في شرح المسايرة بعد أن ذكر أن في مقدورات الله تعالى ما هو أبدع من هذا العالم ما نصه:
ثم إن ما في بعض كتب الإحياء ككتاب التوكل مما يدل على خلاف ذلك، والله أعلم صدر عن ذهول ابتنائه على طريق الفلاسفة، وقد أنكره الأئمة في عصر حجة الإسلام وبعده.
13 - فتوى بدر الدين الزركشي:
جاء في الإبريز: وقال بدر الدين الزركشي قال الغزالي: ليس في الإمكان أبدع من صورة هذا العالم، ولو كان ممكنا ولم يفعله لكان بخلا يناقض الجود أو عجزا يناقض القدرة، قال وهذا من الكلمات العقم التي لا ينبغي إطلاق مثلها في حق الصانع.
14 - فتوى الإمام ابن تيمية:
جاء في الفتاوى: سئل عن إحياء علوم الدين، وقوت القلوب، فأجاب، أما كتاب قوت القلوب وكتاب الإحياء تبع له فيما يذكره من أعمال القلوب مثل الصبر والشكر والحب والتوكل والتوحيد ونحو ذلك. وأبو طالب أعلم بالحديث والأثر، وكلام أهل علوم القلوب من الصوفية وغيرهم من أبي حامد الغزالي، وكلامه أسد وأجود تحقيقا، وأبعد عن البدعة مع أن في قوت القلوب أحاديث ضعيفة وموضوعة، وأشياء كثيرة مردودة.
وأما ما في الإحياء من الكلام في المهلكات مثل الكلام على الكبر والعجب والرياء والحسد ونحو ذلك فغالبه منقول من كلام الحارث المحاسبي في الرعاية، ومنه ما هو مقبول، ومنه ما هو مردود، ومنه ما هو متنازع فيه. والإحياء فيه فوائد كثيرة، لكن فيه مواد مذمومة، فإنه فيه مواد فاسدة من كلام الفلاسفة تتعلق بالتوحيد والنبوة والمعاد، فإذا ذكر معارف الصوفية كان بمنزلة من أخذ عدوا للمسلمين ألبسه ثياب المسلمين.
وقد أنكر أئمة الدين على أبي حامد هذا في كتبه وقالوا مرضه 'الشفاء' يعني شفاء ابن سينا في الفلسفة. وفيه أحاديث وآثار ضعيفة بل موضوعة كثيرة، وفيه أشياء من أغاليط الصوفية وترهاتهم. وفيه مع ذلك من كلام المشايخ الصوفية العارفين المستقيمين في أعمال القلوب الموافق للكتاب والسنة، ومن غير ذلك من العبادات والأدب ما هو موافق للكتاب والسنة، ما هو أكثر مما يرد منه، فلهذا اختلف فيه اجتهاد الناس، وتنازعوا فيه.
¥