قلت: هذه كلمة خبير بعلوم الأوائل وعلوم الكتاب والسنة، وقد وافقه غيره ممن ذكرنا كلامهم فيما سبق، والذي يلفت النظر قولته كان بمنزلة من أخذ عدوا للمسلمين ألبسه ثياب المسلمين، وكان ذلك كذلك فالباطل لا يروج إلا بهذه الطريقة، فعنوان الكتاب لا يشك من يسمع به أو يراه أنه إحياء للكتاب والسنة، وأنه جمع بين دفتيه علوم القرآن وعلوم السنة والآثار السلفية الصحيحة، وأبوابه وكتبه معظمها كذلك ولكن في المادة ما قاله الذهبي سابقا أنه جرب مرد وسم قتال وداء عضال، وإمامنا هذا قال هذه القولة: كان بمنزلة من أخذ عدوا للمسلمين ألبسه ثياب المسليمن، وما ذكره من بيان مواد الإحياء فتقدمت غير ما مرة وسنذكرها عمليا بإذن الله.
وجاء في درء تعارض العقل والنقل:
ذكر أبو حامد في كتاب الإحياء كلاما طويلا في علم الظاهر والباطن وقال: وذهبت طائفة إلى التأويل فيما يتعلق بصفات الله تعالى، وتركوا ما يتعلق بالآخرة على ظواهره، ومنعوا التأويل وهم الأشعرية أي متأخروهم الموافقون لصاحب الإرشاد، قال: وزاد المعتزلة عليهم حتى أولوا كونه سميعا بصيرا، والرؤية والمعراج، وإن لم يكن بالجسد، وأولوا عذاب القبر والميزان والصراط، وجملة من أحكام الآخرة، ولكن أقروا بحشر الأجساد وبالجنة واشتمالها على المأكولات.
قلت: تأويل الميزان والصراط وعذاب القبر والسمع والبصر إنما هو قول البغداديين من المعتزلة دون البصرية.
قال أبو حامد: وبترقيهم إلى هذا الحد زاد الفلاسفة فأولوا كل ما ورد في الآخرة إلى أمور عقلية، روحانية ولذات عقلية إلى أن قال: وهؤلاء هم المسرفون في التأويل.
وحد الاقتصاد بين هذا وهذا دقيق غامض لا يطلع عليه إلا الموفقون الذين يدركون الأمور بنور إلهي، لا بالسماع، ثم إذا انكشفت لهم أسرار الأمور على ما هم عليه، ونظروا إلى السمع والألفاظ الواردة فيه، فما وافق ما شاهدوه بنور اليقين قرروه، وما خالف أولوه فأما من يأخذ هذه الأمور كلها من السمع فلا يستقر له قدم.
قلت: هذا الكلام مضمونه أنه لا يستفاد من خبر الرسول صلى الله عليه وسلم شيء من الأمور العلمية، بل إنما يدرك ذلك كل إنسان بما حصل له من المشاهدة والنور والمكاشفة.
وهذان أصلان للإلحاد، فإن كل ذي مكاشفة إن لم يزنها بالكتاب والسنة وإلا دخل في الضلالات.
وأفضل أولياء الله من هذه الأمة أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، وأفضل من كان محدثا من هذه الأمة عمر. للحديث، وللحديث الآخر «إن الله ضرب الحق على لسان عمر وقلبه» ومع هذا فالصديق أفضل منه، لأن الصديق إنما يأخذ من مشكاة الرسالة لا من مكاشفته ومخاطبته، وما جاء به الرسول معصوم لا يستقر فيه الخطأ، وأما ما يقع لأهل القلوب من جنس المخاطبة والمشاهدة ففيه صواب وخطأ، وإنما يفرق بين صوابه وخطئه، بنور النبوة، كما كان عمر يزن ما يرد عليه بالرسالة، فما وافق ذلك قبله، وما خالفه رده.
قال بعض الشيوخ ما معناه: قد ضمنت لنا العصمة فيما جاء به الكتاب والسنة، ولم تضمن لنا العصمة في الكشوف. وقال أبو سليمان الداراني: إنه لتمر بقلبي النكتة من نكت القوم فلا أقبلها إلا بشاهدين اثنين: الكتاب والسنة. وقال أبو عمرو إسماعيل ابن نجيد: كل ذوق أو كل وجد لا يشهد له الكتاب والسنة فهو باطل. وقال الجنيد ابن محمد: علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة، فمن لم يقرأ القرآن ويكتب الحديث لا يصلح له أن يتكلم في علمنا. وقال سهل أيضا: يا معشر المريدين لا تفارقوا السواد على البياض، فما فارق أحد السواد على البياض إلا تزندق.
وهذا وأمثاله كثير في كلام الشيوخ العارفين، يعلمون أنه لا تحصل لهم حقيقة التوحيد والمعرفة واليقين إلا بمتابعة المرسلين، وقد يحصل لهم من الدلائل العقلية القياسية البرهانية، ومن المخاطبات والمكاشفات العيانية، ما يصدق ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم.
كما قال تعالى: ???????????? ??????????? ??? ????????? ?????? ??????????? ?????? ??•??????? ?????? ?????? ???????? ? ???????? ?????? ????????? ??????? ?????? ????? ?????? ??????? ? ????.
وقال تعالى: ???????? ????????? ???????? ?????????? ???????? ??????? ???????? ??? ??????? ???? •??????? ?????????? ?????? ??????? ??????????? ??????????? ??? ?.
¥