هـ. وقال أبو الفرج عبد الرحمن بن علي " ابن الجوزي":
صنَّف "أبو حامد" الإحياء وملأه بالأحاديثِ الباطلةِ ولم يَعلم بطلانها، وتكلَّم على الكشف، وخرج عن قانون الفقه،
وقال: "إن المراد بالكوكب والقمر والشمس اللواتي رآهن إبراهيم عليه السلام أنوارٌ، هي: حجب الله عز وجل، ولم يرِد هذه المعروفات". وهذا من جنس كلام الباطنية أ. هـ
.
و. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
و "الإحياء" فيه فوائدُ كثيرةٌ، لكنْ فيه مواد مذمومةٌ، فإنَّه فيه مواد فاسدة من كلام الفلاسفة تتعلق بالتوحيد والنبوة والمعاد، فإذا ذكر معارفَ الصوفية كان بمنزلة من أخذ عدواً للمسلمين ألبسه ثيابَ المسلمين وقد أنكر أئمة الدين على "أبي حامد" هذا في كتبه، وقالوا: مرضه "الشفاء"، يعني "شفاء ابن سينا" في الفلسفة. وفيه مع ذلك من كلام المشايخ الصوفية العارفين المستقيمين في أعمال القلوب الموافق للكتاب والسنة ... أ. هـ .
ز. وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب:
وأسمعْتُهم ما في "الإحياء" من التحريفات الجائرة والتأويلات الضالة الخاسرة، والشقائق التي اشتملت على الداء الدفين والفلسفة في أصل الدين ... وقد حذَّر أهل العلم والبصيرة عن النظر فيها - (أي: في مباحث"الإحياء") - ومطالعة خافيها وباديها. بل أفتى بتحريقِها علماءُ المغرب ممن عُرف بالسنَّةِ، وسمَّاها كثير منهم "إماتة علوم الدين"، وقام "ابن عقيل" أعظمَ قيامٍ في الذمِّ والتشنيعِ وزيَّف ما فيه من التمويهِ والترقيعِ، وجزمَ بأنَّ كثيراً من مباحثه زندقةٌ خالصةٌ لا يُقبل لصاحبها صرفٌ ولا عدلٌ أ. هـ
انظر لما سبق:
"سير أعلام النبلاء" (19/ 323).
"مجموع الفتاوى" (10/ 551 - 552).
"الكشف عن حقيقة الصوفية " (ص850).
"إحياء علوم الدين في ميزان العلماء والمؤرخين " لأخينا علي الحلبي.
2. بعض ما فيه من ضلال وزندقة:
أ. قال الغزَّالي: قال أبو تراب النخشبي يوماً لبعض مريديه: لو رأيتَ أبا يزيدٍ - (أي: البسطامي) - فقال: إني عنه مشغولٌ. فلمّا أكثر عليه "أبو تراب" من قوله "لو رأيت أبا يزيد" هاج وجد المريد، فقال: ويحك، ما أصنع بأبي يزيد؟ قد رأيت الله فأغناني عن أبي يزيد. قال أبو تراب: فهاج طبعي ولم أملك نفسي، فقلتُ: ويلك تغترُّ بالله، لو رأيتَ أبا يزيد مرةً واحدةً كان أنفعَ لك من أن ترى الله سبعين مرَّةً! قال: فبُهتَ الفتى من قوله وأنكره. فقال: وكيف ذلك؟ قال له: ويلك أما ترى الله عندك فيظهر لك على مقدارك. وترى أبا يزيد عند الله قد ظهر له على مقداره أ. هـ
"الإحياء" (4/ 305).
ب. قال الغزالي: قال "سهل التستري": إن لله عباداً في هذه البلدةِ لو دَعَوْا على الظالمين لم يُصبحْ على وجهِ الأرضِ ظالم إلا مات في ليلةٍ واحدةٍ ... حتى قال: ولو سألوه أن لا يقيم الساعة لم يقمْها! أ. هـ
"الإحياء" (4/ 305).
قلت: وعلق على هذا الغزالي فقال:
وهذه أمورٌ ممكنةٌ في نفسِها، فمَن لم يحظَ بشيءٍ منها فلا ينبغي أنْ يخلو عن التصديق والإيمان بإمكانها، فإنَّ القدرةَ واسعةٌ، والفضلَ عميمٌ، وعجائبَ الملك والملكوت كثيرةٌ، ومقدورات الله تعالى لا نهاية لها، وفضله على عباده الذين اصطفى لا غاية لها! أ. ه قال الغزالي: قال سهل بن عبد الله التستري وسئل عن سرِّ النفسِ؟ فقال: النفسُ سرُّ الله، ما ظهر ذلك السرُّ على أحدٍ مِن خلقِهِ إلا على فرعون! فقال: أنا ربُّكم الأعلى! أ. ه
"الإحياء" (4/ 61).
ج. قال الغزالي: قال الجنيد: أُحبُّ للمريدِ المبتدئ" أنْ لا يَشغلَ قلبَه بثلاثٍ، وإلا تغيَّر حاله! التكسُّب وطلب الحديث والتزوج. وقال - (أي: الجنيد) -: أُحبُّ للصوفي أن لا يكتبَ ولا يقرأَ، لأنه أجمع لهمِّه أ. ه
"الإحياء" (4/ 206).
د. قال الغزالي: ... وعن بعضهم أنه قال: أقلقني الشوقُ إلى "الخضر" عليه السلام، فسألتُ الله تعالى أن يريَني إياه ليعلِّمَني شيئاً كان أهمَّ الأشياءِ عليَّ، قال: فرأيتُه فما غلبَ على همي ولا همتي إلا أنْ قلتُ له: يا أبا العباس! علِّمْني شيئاً إذا قلتُه حُجبْتُ عن قلوبِ الخليقةِ، فلم يكن لي فيها قدْرٌ، ولا يعرفني أحدٌ بصلاحٍ ولا ديانةٍ؟. فقال. قل " اللهمَّ أَسبِل عليَّ كثيف سترك، وحطَّ عليَّ سرادقات حجبك، واجعلني في مكنون غيبك، واحجبني عن قلوب خلقك " قال: ثم غاب فلم أره، ولم أشتقْ إليه بعد ذلك، فما زلتُ أقول هذه الكلمات في كلِّ يومٍ. فحكى أنه صار بحيث يُستذلُ ويُمتهنُ، حتى كان أهلُ الذمَّةِ يسخرون به ويستسخرونه في الطرق يحمل الأشياء لهم لسقوطه عندهم، وكان الصبيانُ يلعبون به، فكانت راحته ركود قلبه واستقامة حاله في ذلك وخموله ... أ. ه
"الإحياء" (4/ 306).
قلت: وعلق على هذه الخرافة "حجة الإسلام"! فقال: وهكذا حال أولياء الله تعالى ففي أمثال هؤلاء ينبغي أن يطلبوا ... أ. ه.
هـ. وقال الغزالي: وكان أبو يزيد وغيره يقول: ليس العالِم الذي يحفظ من كتاب، فإذا نسي ما حفظه صار جاهلاً، إنما العالِم الذي يأخذ علمَهُ من ربِّه أيّ وقتٍ شاء بلا حفظٍ ولا درسٍ! أ. ه
"الإحياء" (3/ 24).
و. وقال - متَّهماً الله تعالى بالظلم -: قرَّبَ الملائكةَ مِن غيرِ وسيلةٍ سابقةٍ، وأبعدَ إبليسَ مِن غيرِ جريمةٍ سالفةٍ! أ. ه
"الإحياء" (4/ 168).
نقلتُه من "الكشف عن حقيقة الصوفية".
وانظر "العقيدة السلفية في مسيرتها التاريخية" الجزء الخامس. لأخينا الدكتور محمد المغراوي.
قلت: وأمثالُ هذه الحكايات والضلالات كثيرٌ كثيرٌ.
¥