تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أبو بكر بن محمد بن أبي بكر المعروف جده بالنور المقرئ البلخي، في أواخر شهر ربيع الآخر من سنة ثلاث عشرة وستماية. والحمد لله رب العالمين. وصلواته على محمد وآله".

...

سبق أن ذكرنا أن شيوخ المعجم الذين ذكرهم ابن جميع وسمع منهم بلغوا (372) شيخاً، وقد سمع منهم: الحديث، والرقائق، والشعر. وكانت كمية الحديث هي الأوفر فيما سمعه، حيث يروي (336) حديثاً شريفاً بالسند المتصل. أما الرقائق والحكايات التي سمعها ورواها فبلغ عددها (34) وبلغت الأشعار التي أوردها (18).

وأهم ما يسترعي الباحث المؤرخ أن ابن جميع يهمل تماماً أي محاولة لتأريخ سماعاته على شيوخه، وهذا يجعلنا نجهل تماما مسار رحلته الطويلة التي قطعها من بلد إلى بلد. كما أنه لا يذكر تاريخا لوفاة أي من شيوخه إلا في مواضع ثلاثة، عند ذكر "محمد بن المطلب ابن حمزة .. " (51)، و"الحسين بن اسماعيل ابن محمد المحاملي" (52)، و"الحسين بن سعيد المعروف بابن المطبقي" (53). ويشذ مرة واحدة- إن جاز التعبير- عن منهجيته، فيذكر مولد أحد شيوخه دون الإشارة إلى تاريخ وفاته، وهو "عثمان بن محمد السمرقندي" (54). هذا، فضلا عن أنه لا يترجم لشيوخه مطلقاً. بل إنه يكتفي بذكر اسم الشيخ، ثم يقول: أخبرنا، أو حدثنا، أو حدثني، أو سمعت، أو أنشدنا، أو أنشدني، أو أخبرني، أو قرأ علي، ويذكر اسم شيخه ثانية واسم البلد الذي لقيه فيه في معظم الأحيان، وبعد ذلك الأسانيد ليصل إلى الموضوع.

ونسخة المعجم التي بين أيدينا كاملة واضحة القراءة، مشكولة، بخط نسخي تضم الصفحة الواحدة (17) سطراً، بمعدل (11) كلمة في السطر الواحد.

نصوص مقتطفة في الرقائق:

-حدثني محمد بن سهل قال: "كنت بالموصل، فرأيت رجلاً له ماية وثلث وعشرون سنة قد لقي السدي، قال: قرأت في الإنجيل ابن آدم، أعطيتك ثلاث خصال، ما لم تسلني سترت عليك ذنبك فلا يعلم الخلق أني راضٍ عنك أم غضبان. وأعطيتك دعوة أخيك المؤمن في ظهر الغيب. ورزقتك مالاً فبخلت به على نفسك في حياتك. فأنفذت لك ثلاثك بعدل وأنا أرحم الراحمين. قال: قلت شيئاً آخر؟ قال: نعم. الليل والنهار أربعة وعشرين ساعة يتنفس فيها ابن آدم ثلاثين ألف نفس، كل ساعة ألف نفس ومايتي وخمسين نفس" (55).

-سمعت أبا بكر محمد بن عبد العزيز بمكة يقول: "سمعت أبا داود سليمان بن الأشعت بن بشر بن شداد السجستاني بالبصرة وسئل عن رسالته التي كتبها إلى أهل مكة وغيرها جوابا لهم فأملي علينا: سلام عليكم، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو وأسأله أن يصلي على محمد عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم. أما بعد، عافانا الله وإياكم وهذه الأربعة آلاف والثمان ماية حديث كلها في الأحكام. فأما أحاديث كثيرة من الزهد والفضايل وغيرها من غير هذا فلم أخرجها. والسلام عليكم ورحمة الله وصلى الله على محمد النبي وآله) (56).

-أخبرنا أحمد بن مكحول ببيروت، حدثنا أبو علاثة يعني محمد بن عمرو، حدثنا مكي بن عبد الرعيني، حدثنا سفيان ابن عيينة، عن أبي الزبير، عن جابر قال: لما قدم جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة تلقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما نظر جعفر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حجل. قال لنا مكي: قال سفيان: حجل- مشى على رجل واحدة إعظاماً منه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عينيه وقال له: يا حبيبي أنت أشبه الناس بخلقي وخلقي، وخلقت من الطينة التي خلقت منها، حدثني ببعض عجايب أرض الحبشة. قال: نعم بأبي أنت وأمي يا رسول الله، بينما أنا ساير في بعض طرقاتها إذا بعجوز على رأسها مكتل، فأقبل شاب يركض على فرس له فزحمها فألقاها لوجهها وألقى المكتل عن رأسها، فاسترجعت قايمة وأتبعته النظر وهي تقول له: الويل لك غدا إذا جلس الملك على كرسيه فاقتص للمظلوم من الظالم. قال جابر: فنظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن دموعه على لحيته مثل الجمان، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا قدس الله أمة لا تأخذ للمظلوم حقه من الظالم غير متعتع" (57).

-حدثني أحمد بن محمد، حدثنا محمد بن يوسف البخاري قال: "كنت عند محمد بن اسماعيل البخاري بمنزلة ذات ليلة، فأحصيت عليه أنه قام وأسرج يستذكر أشياء يعقلها في ليلة ثمانية عشرة مرة" (58).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير