قلت: يعني يا محمد سبح اسم ربك الأعلى (17)، الذي أسرى بك ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، الذي باركنا حوله إلى (سدرة المنتهى إلى) (18) ما لا يصل حزقاييل ولا جبرائيل (19).
2 ـ منتهى الليالي "ليلة القدر"، قال الله تعالى: (ليلة القدر خير من ألف شهر، تنزَّل الملائكة والرُّوح فيها، بإذن ربهم من كل أمرٍ، سلام هي حتى مطلع الفجر (. (20) ..
3 ـ منتهى كل دار "الجنة" أو "النَّار":
فالجنَّة: عرضها كعرض السموات (21)، والأرض، طولها يمتد إلى الأبد، وشجرة طوبى يسير الراكب السريع (22) في ظلها مائة عام ما يقطعها (23)، وأشجارها أصولها في الغيب وفروعها (24)، إلى الأرض، تطرح الحلي والحلل (25).
4 ـ منتهى النعيم: "النظر إلى الله تعالى بلا كيف ولا وصف"، ولا يحيطون به علماً (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار (. (26). ولحديث: "إنكم سترون ربكم" (27). (وجوه يؤمئذٍ ناضرة إلى ربها ناظرة ((28).
وقوله تعالى: (لن تراني ((29)، أي في غير (30) الجنَّة.
5 ـ منتهى العقاب (31) "حجاب الخلق عن الحق". قال الله تعالى: (كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون ((32)، (ومفهوم الضد: غير المحجوبين) (33)، يرون ربهم من المؤمنين فينسون النعيم (34)، إذا رأوه، فيا خسران (35)، أهل الاعتزال.
6 ـ منتهى الملائكة ملك اسمه "الروح": قدر أهل الحشر (36)، وحده، وفي الحشر (36)، بعض الملائكة (37)، خطوة الواحد منهم (38)، أربعة ألاف سنة.
7 ـ منتهى السعادة (39)، لنبينا "محمد (" وخص بزيادة على أربعين خصيصة، وخلق الحق الخلق لأجله ليخاطبه بالقرآن (40)، ولولاه لم تخرج الدنيا من العدم.
8 ـ منتهى الشقاوة لـ"إبليس": عَبَدَ الله تسعين ألف سنة، ثم انقلب شقياً سرمداً (41)، إلى أبد الآبدين، لقوله تعالى: (وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين ((42).
9 ـ منتهى العلوم في (43) "القرآن": عجز عنه الثقلان، قال الله تعالى: (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ((44).
وفيه علوم عدد (45) الأنبياء ـ مئة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف نبي، وقيل: مئتي ألف وأربعة (46) وعشرون ألف ـ (قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفِد البحر قبل أن تنفِد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددَا (. (47).
10 ـ منتهى الملك لـ: (سليمان بن داود عليهما الصلاة والسلام): سماطه كل يوم: (ألف جمل، وأربعون ألفاً من الغنم، وأربعة آلاف من البقر، في قدور راسيات يعملون له ما يشاء، وبِساطه مسيرة مئة ألف فرسخ (48)، عليه الطير كالقبة، ومئة (49) ألف كرسي من ملوك الإنس والجن، ومن جنده "بلقيس" لها اثنا عشر ألف نائب، تحت يد كل نائب مئة ألف من الجند، وملكها بعرشها في ملك "سليمان عليه السلام" جزء من مئة ألف جزء، وكفى قوله تعالى: (وورث سليمانُ داودَ وقال: يا أيها النَّاس عُلّمنا منطِقَ الطَّيْرِ وأوتينا من كلِّ شيءٍ، إنَّ هذا لهو الفضلُ المبين ((50)، والآيات والآثار في ذلك كثيرة، ويكفي قوله تعالى: (ربِّ اغفر لي وهَبْ لي مُلْكَاً لا ينبغي لأحدٍ من بعدي إنَّكَ أنت الوهَّاب (. (51).
11 ـ منتهى المدائن "بغداد": حماماتها (ستون ألفاً) (52)، ومساجدها (ثلاثمئة ألف)، ومفتوها بالأسواق (أربعة وعشرون ألفاً) ودورها (ثلاثة أيام)، ومدتها (خمسمئة سنة وشيء)، وربها: الأديان الأربعة، والثلاثة والسبعون فرقة، ودار الخلافة بها: (أحد عشر ألف طواشي، وسبعة آلاف عبد خواص من البربر والروم، ونوبة كل فراش أربعة آلاف.
12 ـ منتهى كرم الوزراء "البرامكة" كاد ألا يوجد أحد من العلماء والحكماء والندماء والعظماء إلا وللبرامكة عليه كرم نما كماء السماء.
وتكرم "جعفر" (53) بخمسين ألف دينار من الذهب، وتكرر ذلك منه كثيراً (54) في ولايته كلها من غير مَنٍّ ولا أذىً ولا انفصال ولا تخصيص ولا لغرض ولا عرض حتى صار يضرب بهم المثل الأكمل بقولهم (55): تبرمك فلان.
ومن كرم "جعفر" تكرم في يوم على ألف شاعر ببابه أعطى كل شاعر ألف درهم ـ والدرهم: ثلاثة أنصاف ـ.
ومن كرمه أنه تكرم على (56) من هجاه بخمسة آلاف درهم، وعفى عن تأديبه وتعذيبه.
13 ـ منتهى الجند "الأموية": ستمئة [ألف، وعمروا الجامع الأموي بدمشق صرفوا عليه مقدار ألف كيس]، زيادة (57) على عشر مرات، وكان فيه اثني عشر ألف مرخِّم، واثني عشر ألف نجار.
¥