14 ـ منتهى نساء الخلفاء "زبيدة": جدها وزوجها وابنها خلفاء، جدّها "المنصور" الذي بنى بغداد، وزوجها "هارون الرشيد"، و (ابنها "محمد الأمين") (58).
15 ـ منتهى الفتن الإسلامية "فتنة التتار" ببغداد: قتلوا ألف (59) ألف وستمئة ألف وسدوا الدجلة بالكتب، وعلقوا الصلبان على المنابر وعلى دار الخلافة، وعلقوا المصاحف الشريفة في أعناق الكلاب، وزادوا في الفساد على " شداد بن عاد" و"فرعون ذي الأوتاد"، ونزعوا الخلافة من الإسلام (60)، وبشَّر وحذَّر وأنذر بهذه الفتنة الرسول ((61) وكانت في سنة (656هـ).
16 ـ منتهى فتن الدنيا "فتنة الدجال": لقوله عليه الصلاة والسلام: "مابين آدم والساعة أمر أكبر من الدجال" (62)، لا يسلم منه أحد من هذه الأمة إلا اثنا عشر ألفاً، وسنته الثالثة لا تنبت (63)، الأرض ذرَّة ولا تمطر (64) السماء قطرة.
17 ـ منتهى الأمم هذه "الأمة المحمدية": علماؤها كأنبياء بني إسرائيل (65)، وكفى منهم: الخلفاء الأربعة ـ وهم: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ـ، وعمر بن عبد العزيز، والأئمة الأربعة (66)، والذين اخترعوا العلوم ـ كاختراع علي رضي الله عنه علم "النحو"، والخليل "العروض"، والإمام الشافعي، أصول الفقه" (67)، والإمام الجرجاني، المعاني والبيان".
18 ـ منتهى الحفظ لـ"ابن جرير الطبري": فريد في علم التفسير، وكان يحفظ حمل ثمانين بعيراً.
ـ وحفظ "ابن الأنباري"، في كل جمعة ألف كراس، وحفظ ثلاثمئة ألف بيت من الشعر استشهاداً من الشعر للنحو.
ـ وكان "الشافعي" رضي الله عنه يحفظ من مرة ـ أو نظرة ـ.
ـ و"ابن سينا الحكيم" حفظ القرآن في ليلة واحدة.
ـ و"أبو زرعة" كان يحفظ ألف ألف حديث.
ـ والكل من بعض محفوظ إمام السنة (68) "أحمد بن حنبل".
19 ـ منتهى التصانيف في الكثرة (69) لـ"ابن شاهين": صنَّف ثلاثمئة وثلاثين مصنفاً منها، التفسير ألف جزء، والمسند ألف وخمسمئة جزء، والتاريخ مئة وخمسون مجلداً، ومداد هذه التصانيف وغيرها سبعة وعشرون قنطاراً (70).
قلت: هذا من كرامة طي الزمان كالمكان من وراثة الأسرار (71) وليلة القدر.
20 ـ منتهى الحشرات عقرب اسمها "كرور" وتسمى "الجرارة": إذا لدعت ثعباناً قدر النخلة الباسقة (72)، يذوب جسمه من لدغتها (73) ـ تموت الأفاعي من سموم العقارب ـ وقدر جسم هذه العقرب ثلاث أرزات موزونات في ميزان الذهب، ولدغت هذه العقر ب طست نحاس (74)، فغسل بالطين مرات، فسقطت يد الذي غسله (75)، لأنه كان لا يُغسل إلا أن يوضع في النار على كور الحداد والنحاس حتى يذهب أثره بزوال جسم من النحاس.
ـ وهذه العقارب بالكثرة في بلاد عَسْكَر مُكْرَم (76).
ولذغت إنساناً به الفالج (فعوفي وخلص من الفالج) (77) ـ وربما صحَّت الأبدان بالعلل ـ.
21 ـ منتهى الحيوان "السبع": وأكثره وأكبره بالمغرب قد عجل الجاموس. إذا صرخ كأنَّ القيامة إذا قامت، تذهل كل مرضعة عما أرضعت، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس (سكارى [وماهم بسكارى]) (78). لم يخلق الله في قلب السبع هيبة أحد من الخلق، كأنهم عنده كالكلاب والذباب ـ إذا غضب أو نُوزع أو غولب (79) لا ينهزم أبداً، وله كرم وهمم وشيم، وشمم، وثبت قدم، ولو كان يقتل مازال ولا تحول، فهو سلطان الوحوش وخاقان أوطان الفروس (80).
22 ـ منتهى السيول المكية: هدَّمت هذه السيل عام إحدى وسبعين وسبعمئة زيادة على ألف بيت، وقتلت نحو ألف نفس، وقافلة بأربعين جملاً، وأكثر حيوان الجبل (81) من الغنم والبقر والجمال، ونقل السيل حجراً من الوعساء إلى "تكية الخاسكية" ما حُمِلَ الحجر إلا بأربعة وعشرين عتالاً، وهدَّم أحجاراً من الجبال، وسدَّ "عين عرفة".
ـ وما عرف أحد هذه السيل من المنجمين ولا المكاشفين ولا غيرهم.
ـ وعلوه إلى قفل باب الكعبة، وطوله وعرضه من مكة إلى المدينة إلى زبيد إلى حضر موت، ومدته من العشاء إلى الظهر، ورعده كأنما رجت الأرض رجاً، وبرقه كالشمس الصاحية، وبَرَدُهُ أكبره كالبطيخ الصغير، وأصغره كبيض الحمام، [ولو انفتح سد خشكلدي (82)، أو أنه استمر، كانت المياه لا تبقي ولا تذر من البشر والحجر، ولكن الله دفعه كما دفع أصحاب الفيل] (83)، (وشر التتر، وإذا بلى دبَّر) (84).
23 ـ منتهى الفضل في هذه الأمة "لأبي بكر" رضي الله عنه.
24 ـ ومنتهى الأمر بالمعروف لـ"عمر بن الخطاب" رضي الله عنه.
¥