تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويجب أن نعتقد أن الله موصوف بما وصف به نفسه من الصفات سميع بصير عالم قدير حي مريد ووصف بالنفس والذات والوجه والعين واليد وكلتا يديه يمين والأصابع والقدم وأنه يضحك وأنه ينزل إلى السماء الدنيا وجميع هذه يجب إثباتها لله صفات لذاته لا هي هو ولا هي غيره بل صفات له كما جاءت من غير كيفية ولا تشبيه ولا تأويل ولا تفسير تعالى الله أن يشبه شيئا أو يشبهه شيء والكلام في الصفات فرع على الكلام في الذات فإذا كان إثبات الذات إثبات وجود لا إثبات كيفية وتشبيه فكذلك إثبات الصفات ليس كمثله شي وهو السميع البصير، وليس ما وصف الله تعالى به نفسه ووصفه به نبيه تشبيها.ويجب أن نعتقد أن الله تعالى استوى على عرشه أنه عال فوق عباده ولا أسفل منهم وعلمه وقدرته محيط بهم وانه باين من عرشه والعرش باين منه والاستواء معلوم والكيف غير معقول والإيمان به واجب والجحود به كفر،فتعالى الله أن يكون مدركا بحد أو مكيفا بصورة خلق (ليس كمثله شئ وهو السميع البصير) ويجب أن نعتقد أن الله تعالى يرى في الآخرة يراه المؤمنون بأبصارهم من غير حد ولا كيف والكفار عن رؤيتة محجوبون. ويجب الإيمان بالله،وملائكته،وكتبه،ورسله، واليوم الآخر والجنة ونعيمها، والنار وأليم عقابها، والشفاعة، وذبح الموت،والحوض المكرم به نبيه صلى الله عليه وسلم والصراط والميزان وخروج الدجال، والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى بن مريم يقتل الدجال ويكسر الصليب ويقتل الخنزير.والبعث والنشور، والعرض والحساب، وعذاب القبر ومساءلة منكر ونكير، والجن والشياطين وأن لا يخلد في النار من في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ويجب الايمان بالقدر خيره وشره من الله تعالى.

ويجب أن نعتقد أن الإيمان الشرعي قول وعمل ونية ولا يكون مؤمنا إلا بمجموع هذه الخصال كلها مع ترك النواهي، وأن الإيمان يزيد وينقص فزيادته بالطاعات ونقصانه بالمعاصي.

ويخرج الرجل بفعل الكبيرة من الإيمان إلى الإسلام ولا يخرج من الإسلام بشيء إلا بالشرك بالله تعالى، والمؤمن مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، لا نكفر أحداً من أهل التوحيد بذنب فأن تاب تاب الله عليه، وأن مات من غير توبة فأمره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له.

ولا نقطع لأحد بجنة ولا نار بعد النبي صلى الله عليه وسلم ومن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة فهو من أهل الجنة يجب التصديق به.

والاستثناء مشروع في الإيمان وهو أن يقول أنا مؤمن إن شاء الله وليس بشك في إيمانه وإنما هو استثناء خوف وإشفاق.

ويجب أن نعتقد إن النبي صلى الله عليه وسلم افضل الأنبياء، وكتابه أعز الكتب.

وأمته خير الأمم، وخيرهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وافضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم أجمعين، ومن اعتقد إن عليا أحق بالخلافة من أبي بكر رضي الله عنهما فقد خطأ أبا بكر وعمر والمهاجرين والأنصار رضي الله عنهم وان اعتقد خطأهم كفر، ونترحم عليهم، ونتحدث بفضائلهم، ونسكت عما شجر بينهم.

ويجب الإيمان بمعجزات الأنبياء، وكرامات الأولياء.

فهذا جميع اعتقاد أهل التوحيد ثبتنا الله عليه وعصمنا من المخالفة ووفقنا للإقرار بالكتاب والسنة إنه على كل شي قدير. وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم.

تمت في نهار الأربعاء أواخر صفر الخير من شهور سنة تسع وخمسين وألف.


"

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير