أرشيف ملتقى أهل الحديث - 4

وجوب صيام الشهر وفطره كلٌ امرئ مع أهل قطره

ـ[هشام بن محمد]ــــــــ[16 - 09 - 06, 07:06 م]ـ

يعلم الله -عز وجل- أنني ما اجتهدت في جمع كلمات هذه الرسالة إلا لما أجده كل عام في رمضان من أمور تشق على نفسي جدًا فأرى جماعة ممَّن أحسبهم مخلصين والله حسيبهم. يخرجون من المعتكف قبل انفضاضه، ويخرجون زكاتهم قبل موعدها الذي اتفقنا عليه، والأدهى والأعظم أنَّهم يفطرون ويأتون نساءهم في نهار يوم يعتبره أهل بلدهم من رمضان.

* وأرجوا الله أن يوفقهم أن يقرءوا هذه الكلمات بنفس محايدة وقلب مجرد لا يتبعون إلا الدليل - وأعلم أنَّهم ربما قلدوا أحداً من أهل العلم وثقوا بعلمه وفضله وورعه وعبادته ..

ولكن هل هو معصوم هو أو غيره؟ وهل يمكن أن يطمئن النفس والقلب للسير خلف بعض أهل العلم في بلادنا يخالفهم جبهة العلماء ممَّن لا يُنكر علمهم وفضلهم كهيئة كبار العلماء بأرض الحرمين والشيخ الألباني وغيرهم وبقية علماء مصر وغيرهم ممن يقولون باعتبار اختلاف المطالع، وبوجوب طاعة ولي الأمر في بلده فيما يحدده من بداية الصوم والفطر وصلاة العيد.

ولقد رأيتم العلماء يُسألون عن التنقل بين البلاد، وقد تفاوتت في بدء الصوم وما ينكر عليهم أحد بل وما ينكرون على أولي الأمر أو العلماء في تلك البلاد. فكيف نضيق واسعاً قد وسعه الله علينا ونتحجره ونعسِّر يسيراً، ونُصعِّب ليناً.

وأخيرًا أقول لكل من قرأ هذه الرسالة وأبى إلا أن يظل مخالفاً أن يرحم نفسه ولا يفتي بذلك الرأي غيره وكفاه أن يتحمل مسئولية نفسه بل أنصحه ألا يجبر زوجته على المخالفة لما عليه أهل بلدها ... وأنصحه أيضاً أن يتخفى تماماً عن الناس في مخالفته فلا يفطر أمام أحد والناس صائمون منعاً لإثارة الفتن والقلاقل كما أنصحه أيضاً ألا يتظاهر بالفطر أمام أطفاله الصغار الذين قد ينقلون ذلك ببراءتهم أمام غيرهم فيتناقل الناس ذلك فتثار فتن الناس في غنى عنها ...

كما أنصح المخالف الذي أبى إلا أن يكون مخالفاً ألا يجهر بالتكبير للعيد الذي أعلنته بعض البلاد ولم تعلنه بلده وأن يظل متخفياً بمخالفته ويجعل ما عليه هو بينه وبين ربه سبحانه لا يعلنه على الناس لمنع البلبلة وإثارة الفتن.

والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.

كتبه أحمد حسن عواد

الخميس 19 من جمادي الأولى سنة 1427 هـ

الموافق 15 من يونية سنة 2006 م