تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[شرح ستة مواضع من السيرة النبوية - محمد بن إبراهيم آل الشيخ]

ـ[أبو ريا]ــــــــ[17 - 09 - 06, 08:52 ص]ـ

شرح ستة مواضع من السيرة النبوية

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - تأمل - رحمك الله تعالى - ستة مواضع من السيرة كما ينبغي، وافهمها فهماً حسناً، لعل الله أن يفهمك دين الأنبياء لتتبعه ودين المشركين لتتركه، فإن كثيرا ممن يدعي الدين ويعد من الموحدين لا يفهم هذه الستة كما ينبغي.

الموضوع الأول:

قصة نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم:

وفيها أن أول آية أرسله الله بها: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ) الى قوله: (وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ). فإذا فهمت أنهم يفعلون أشياء كثيرة يعرفون أنها من الظلم والعدوان، مثل: الزنا وغيره، وعرفت أيضاً أنهم يفعلون أشياء كثيرة من العبادات يتقربون بها إلى الله، مثل: الحج والعمرة والصدقة على المساكين والإحسان إليهم وغير ذلك، وأعظمها عندهم الشرك، فهو أعظم ما يتقربون به إلى الله عندهم، كما ذكر الله عنهم أنهم قالوا: {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)، ويقولون: (هؤلاء شفعاؤنا عند الله} وقال تعالى: (فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ).

فأول ما أمر الله بالإنذار عنه، قبل الإنذار عن الزنا والسرقة وغير ذلك هو هذه العبادات، وعرفت أن منهم من تعلق على الصالحين والملائكة والأولياء والأصنام،ويقولون: ما نريد إلا شفاعتهم! ومع هذا بدأ بالإنذار عنه في أول آية أرسله الله بها.

فإذا أحكمت هذه المسألة الأولى فيا بشراك. . .

خصوصاً إن عرفت أن ما في الإسلام بعدها أعظم من الصلوات الخمس، ولم تفرض إلا ليلة المعراج - سنة عشر، بعد حصار الشعب، وبعد موت أبي طالب، وبعد هجرة الحبشة بسنتين - فإذا عرفت أن تلك الأمور الكثيرة الكبيرة والعداوة البالغة. . . كل ذلك عند هذه المسألة قبل فرض الصلاة، رجوت أن تعرف المسألة بحول الله.

الموضع الثاني:

[أنه صلى الله عليه وسلم لما قام ينذرهم عن الشرك، ويأمرهم بضده وهو التوحيد لم يكرهوا ذلك واستحسنوه، وحدثوا أنفسهم بالدخول فيه، إلى أن صرح لهم بسب دينهم وتجهيل علمائهم، فحينئذ شمروا له ولأصحابه عن ساق العداوة]: وقالوا: سفه أحلامنا، وأعاب ديننا، وشتم آلهتنا، ومعلوم أنه لم يشتم عيسى وكان أمه، ولا الملائكة، ولا الصالحين، لكن لما ذكر لهم أنهم لا يدعون ولا ينفعون ولا يضرون، جعلوا ذلك شتماً.

فإذا عرفت هذه المسألة، عرفت أن الإنسان لا يستقيم له دين ولا إسلام - ولو وحد الله وترك الشرك - إلا بعداوة المشركين والتصريح لهم بالعداوة والبغضاء، كما قال تعالى: (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ. . . الآية).

فإذا فهمت هذه فهماً حسنا جيداً، عرفت أن الكثير من الذين يّدعون الدين لا يعرفونها، وإلا فما الذي حمل المسلمين على الصّبر على ذلك العذاب والأسر والضرب والهجرة إلى الحبشة؟ مع أن النبي صلى الله عليه وسلم أرحم الناس، ولم يجد لهم رخصة، ولو وجد رخصة لأرخص لهم، كيف وقد أنزل الله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ) فإذا كانت هذه الآية فيمن وافقهم بلسانه إذا أوذوا في الله إذاً، فكيف بغير ذلك؟!

الموضع الثالث

[قصة قراءته صلى الله عليه وسلم سورة النجم، بحضرتهم]:فلما بلغ: {أفرءيتم اللات والعزى} ألقى الشيطان في تلاوته: تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى، فظنوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاله، ففرحوا بذلك فرحاً شديداً، وقالوا كلاماً - معناه:- هذا الذي نريد، ونحن نعرف أن الله سبحانه هو النابع الضار النافع وحده لا شريك له، ولكن هؤلاء يشفعون لنا عنده، فلما بلغ السجدة، سجد وسجدوا معه، فشاع الخبر أنهم صافوه، وسمع بذلك من في الحبشة فرجعوا، فلما أنكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، عادوا إلى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير