تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أربعون حديث نبوية في النهي عن البناء على القبور للشيخ أبي خبزة التطواني]

ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[21 - 09 - 06, 01:23 ص]ـ

أربعون حديث نبوية

في النهي عن البناء على القبور واتخاذها مساجد وبطلان الصلاة فيها

جمع وتخريج وتعليق

العلامة المحدث

أبي أويس محمد بن الأمين بوخبزة الحسني الطبعة الأولى

دجنبر2001

المغرب

بسم الله الرحمان الرحيم

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه و سلم.

تقديم هذه أربعون حديثا صحيحة مختارة. جمعتها في موضوع مهم كثر فيه الخوض ممن لا يعلم. وعاثت فيه المذهبية والتقليد والتعصب فسادا. فخفي الحق فيه وهو واضح وضوح الشمس. وإلتبس الأمر فيه على من لم ينصف في البحث ولم يخلص فيه. وكان أول من عرفناه أشاع بعض هذه الأحاديث وشرحها ودعا إلى العمل بها الدكتور محمد تقي الدين الهلالي السجلماسي لما قدم تطوا ن مهاجرا من أوروبا. فلقي عداء وخصومة من طلبة البلدة وعلمائها. وبعد رحيله منها أثارها-على تخوف- الفقيه القاضي أحمد ابن تاويت في بعض دروسه. فأثار عليه شيخه وشيخ الجماعة الفقيه أحمد الزوا قي الذي أوحى إلى صهره عبد الحي القادري مقدم الطريقة القادرية. فكتب في جريدة (النهار) ردا عليه بإسم:" الفقيه لا يمت إلى العلة بصلة".ورد عليه الفقيه شفا هيا في دروسه بجامع السوق الفوقي ثم كتب رسالة سماها: (خبايا الزوايا في حكم الصلاة في المقابر والزوايا) قرأتها وهي هزيلة. ثم وقع بيدي كتاب (تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد) لشيخنا محمد ناصر الدين الألباني الدمشقي فشفى وكفى. إلا أنه لم يحكم ببطلان صلاة من صلى بالمقبرة قائلا بأن البطلان يحتاج إلى دليل خاص ولم يجده. فمن وجده فليتفضل به مشكورا. فعجبت لتردد الشيخ الذي لا داعي إليه مع تواتر هذه الأحاديث ووضوح معناها وسلامة مبناها وانطوائها على التهديد والوعيد البالغ. وأقل منه بكثير - كمجرد النهي- يقتضي الفساد كما قال أهل الأصول. فكيف باللعن ونعت الفاعلين بأنهم شرار الخلق عند الله تعالى الخ. ثم رأيت للشيخ شفاه الله في فتاواه الإماراتية ما يفيد رجوعه عن ذلك إلى الصواب. من أجل هذا كله راودتني فكرة جمع هذه الأحاديث للحفظ والتذكير فكان ذلك بعون الله وتم. وهذا ما كتبت منذ سنوات طويلة.

بسم الله الرحمان الرحيم

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما

(الأربعون حديثا في النهي عن اتخاذ القبور مساجد وبطلان الصلاة فيها والبناء عليها).

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبيه المصطفى وعلى آله وأصحابه أولي الإيمان الكامل و الوفا.

أما بعد: فقد جرت عادة العلماء قديما وحديثا باختيار أربعين حديثا في مختلف المواضيع تأسيا بحديث ضعيف رغم تعدد طرقه. ولم يكن من مذهبي العمل بالضعيف مطلقا إلا أني رأيت هذا العمل داخلا في خدمة الحديث ونشره. إن حسن الاختيار. ووضح البيان. فاستعنت الله تعالى على جمع أربعين حديثا نبوية صحيحة وحسنة وربما كان فيها حديث ضعيف اللفظ صحيح المعنى. معضد المنحى. في موضوع جد مهم وهو اتخاذ القبور مساجد. والبناء عليها. وما يتعلق بذلك. وقد أضرب الناس -عندنا- صفحا عن العمل بها. وتناسوها رغم وجودها. فكان هذا من غرائب الأمور وعجائب المقدور. جمعتها لتكون عدة للمفتي المتبع المنصف. وجوابا قاطعا للمستفتي المتعسف إن كان له دين يزجره عن اقتحام مهالك المخالفة. أو حياء يزعه عن جريمة التعصب للباطل والمخالفة, ويستريح عند سماعها قلب المؤمن من عناء الأقوال المتضاربة. والآراء المتنافرة التي يراها مبثوثة في كتب التقليد التي تنكبت الهدي النبوي فتاهت في بيداء الهوى والمخالفة. وطوحت بأصحابها إلى بحار الفتنة والعذاب التي أوعد الله تعالى بها من تعمد مخالفة رسوله الكريم. عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم فقال تعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} (سورة النور لآية 63).

وكما قال الإمام مالك رحمه الله لمن سأله عن الإحرام قبل الميقات:لا تفعل فإني أخشى عليك الفتنة, قال السائل وأي فتنة في هذا؟ إنما هي مسافة أزيدها, فقرأ عليه مالك الآية السابقة. وإليك الأحاديث الكريمة, فألق إليها سمعك وأقبل إليها بقلبك ,والله تعالى يتولى هدانا أجمعين.

الحديث الأول:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير