عن عبد الله ابن عباس وعائشة رضي الله عنهم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل به (حضرته الوفاة) طفق (جعل) يلقي (يطرح) خميصة له على وجهه (الخميصة ثوب من خز أو صوف معلم) فإذا اغتم كشفها عن وجهه (رفعها عنه) فقال وهو كذلك: (لعن (لعنة) الله (على) اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). - تقول عائشة: يحذر ما صنعوا (يحذر مثل الذي صنعوا).
- وفي رواية لعائشة قالت: كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم خميصة سوداء حين اشتد به وجعه, قالت فهو يضعها مرة على وجهه ومرة يكشفها عنه ويقول: (قاتل الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد, يحرم ذلك على أمته). (1)
(1):- البخاري –الجنائز- باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور وباب ما جاء في قبر النبي عليه الصلاة وسلام وفي المغازي-باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم.ورواه مسلم في المساجد –باب النهي عن بناء المساجد على القبور واتخاذ الصور فيها. والنسائي في المساجد – باب النهي عن اتخاذ القبور مساجد , وفي الجنائز باب اتخاذ القبور مساجد.
الحديث الثاني
عن عائشة رضي الله عنها أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأيناها بالحبشة , (وفي رواية): تذاكروا عند النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه, فذكرت أم سلمة وأم حبيبة كنيسة رأيناها في أرض الحبشة فيها تصاوير, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله عز وجل يوم القيامة).
- وفي رواية عنها: لما كان مرض النبي صلى الله عليه وسلم تذاكر بعض نساءه كنيسة بأرض الحبشة يقال لها (مارية) وقد كانت أم سلمة أم حبيبة قد أتتا أرض الحبشة , فذكرن من حسنها وتصاويرها , قالت: فرفع النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأسه فقال: (أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا تلك الصور, أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة) (2).
(2):- الرواية الأولى عند- البخاري في الصلاة , باب الصلاة في البيعة. ومسلم في المساجد, باب النهي عن بناء المساجد على القبور واتخاذ الصور فيها , والنهي عن اتخاذ القبور مساجد.
- الرواية الثانية عند أحمد في (المسند 6/ 51) وأبو عوانة في (الصحيح 1/ 400) والسياق له.
الحديث الثالث
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول: (إن من أشرار الخلق من تدركهم الساعة وهم أحياء, ومن يتخذ القبور مساجد).
- وفي رواية: من شرار الناس ... ). (3)
(3): - رواه أحمد في (المسند برقم 3844) والطبراني في (المعجم الكبير 3/ 37) وابن خزيمة في صحيحه (1/ 92) وصححه. و لابن حيان في (الإحسان 6/ 94).
ا لحديث الرابع:
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه الذي مات فيه: (أدخلوا علي أصحابي , فدخلوا عليه - وهو متقنع – فكشف القناع ثم قال: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد.). (4).
(4):-رواه الطيالسي في مسنده (منحة المعبود) (2/ 113) وأحمد في المسند (5/ 204) والطبراني في (المعجم الكبير بسند رجاله موثقون كما في (مجمع الزوائد (2/ 27) ونيل الأوطار (2/ 118):و سنده جيد.
الحديث الخامس:
عن علي بن أبي طا لب رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وآله وسلم-في مرضه الذي مات فيه-: (إئذن للناس علي ,فأذنت قال: (لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدا) ثم أغمي عليه فلما أفاق قال: (يا علي , إذن للناس علي , فأذنت للناس عليه, فقال: (لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدا) ,ثم أغمي عليه ,فلما أفاق قال:يا علي, إئذن للناس, فأذنت لهم فقال: (لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدا –ثلاثا- في مرض موته). (5).
(5):-رواه البزار في مسنده (البحر الزخار 2/ 216) وفيه: مساجد ,الأولى في مرضه. وفي مسنده راو فيه كلام (وهو حنيف المؤذن, مجهول وفيه أبو الرقاد وهو مقبول وبقية رجاله موثقون كما في المجمع (المجمع 2/ 27). (قلت): وقد تقدمت رواية أسامة برقم 4 أنه صلى الله عليه وسلم أمره أن يدخل عليه أصحابه مما يدل أن الحال تكررت.
الحديث السادس
¥