وبعد هذا عقد الفقيه خاتمته وأجمل فيها ما فصله في تعليقه على عامة الأحاديث الأربعين زاعما أن تلك الأحاديث متواترة تواترا معنويا، والدّعوى كما يقال أعم من الدليل، ثم أخذ يتتّبع ما ورد في هذه الأحاديث من فضائل ومزايا وأجر وفضل، ويحصره فيما زعم من الذكر الجماعي بالكيفية المعهودة، ويلزم من يقول ببدعيته وحرمته زضلاله كما هو منطوق حديث " وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار "، وإن أباها المتفيقهون، ما لا يلزم من تبديع من يقول بسنية الجهر والذكر الجماعي، بل وتبديع الصحابة المكّبرين المسبحين المهللين جماعة بل والملائكة، والجبال والطير، ونسي الفقيه أن يذكر الأنبياء والمرسلين في كل ملة ودين، والإنس والجن، وذكر ممن يلزم تبديعهم على مذهب السلف الصالح مجموعة مختلطة، فيها عجوة وحشف، كالحافظ أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، والحافظ الهيتمي، وأبو زكرياء يحي بن شرف الدين النووي، وابن رجب الحنبلي، ومحمد بن علي الشوكاني، والمازري، والقاضي عياض السبتي، ومحمد المختار الشنقيطي، وأبي بكر الطرطوشي، والكشمري، والكرماني، وسعيد حوى، وعبد الرحمن البنا، والكندهوي وغيرهم، وكان الأنسب أن يذك عرفة الحرّاق وابنه، والغماريين بطنجة، والتليدي الكرفطي، والكتاني، والتيجاني، إلى ما لا يحصى من مشايخ الزوايا في مشارق الأرض ومغاربها {وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين}. [سورة يوسف103].
ويلاحظ فيمن ذكرهم الفقيه أن منهم من لا يذهب مذهبه،وإنما أتي الفقيه من سوء فهمه لكلامهم، على أن منهم من اضطرب في أقواله، وخالف أصوله في البدعة الحسنة، كالإمام أبو زكرياء النووي رحمه الله الذي حرم قراءة القرآن جماعة بصوت واحد كما في كتابه التبيان وكذلك الإمام أبوبكر الطرطوشي، وأبو شامة استنكر صلاة الرغائب، وألف في تبديع من يصليها كابن عبد السلام، وهي لا تعدو أن تكون اجتماعا على الذكر والصلاة ليلة عرفة، وهؤلاء الغماريون بطنجة يجيزون كبائر الذنوب بدعوى أنها خير، تشهد لها الأصول، كالرقص والغناء والتّسول بالذكر في المدن والقرى والبوادي، وغفلوا عن كلمة ابن مسعود في حديثه العظيم:" وكم من مريد للخير لن يصيبه".
ولنا أن نقلب على الفقيه إلزامه لنا بتبديع من ذكر،وهو غير لازم قطعا، لأن لبعض أولئك العلماء عذرا، وهو مجتهدون أخطأوا، فنلزمه على مفهومه المعكوس للبدعة، تبديع العصور الخيرة المشهود لها من رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخير والفضل، وهذا الخطر الجسيم، ومن هؤلاء الأئمة الأربعة،وثانيهم مالك بن أنس، وكبار أصحابه، الذين يزعم المغاربة أنهم مقلدون لهم، وقد منع هذا الذكر الجماعي، وضلل أصحابه، وأمر بإخراجهم، فأي الإلزامين أحق وأولى!!!؟.
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.وكتبه راجي عفو ربه الغفور:
الشيخ العلامة المحدث أبي أويس محمد بن الأمين بوخبزة الحسني المغربي حفظه الله.
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[23 - 09 - 06, 04:08 ص]ـ
جزاكم الله خيرا و بارك فيكم
و حفظ الله الشيخ أبي أويس محمد بوخبزة المغربي
و بارك في عمره و علمه و نفع به الاسلام و المسلمين
و الرسالة في المرفقات بصيغة وورد لمن شاء تنزيلها
ـ[الموسوي]ــــــــ[23 - 09 - 06, 02:40 م]ـ
جزيت خيرا
الرجاء التكرم بإلحاق رسالة المردود عليه وشكرا
ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[23 - 09 - 06, 05:26 م]ـ
بارك الله فيك أخي الموسوي.
أما فيما يخص رسالة المردود عليه محمد بن محمد كركيش. فهي رسالة قديمة العهد. لم أحصل عليها.وقد نقل شيخنا أبي أويس منها ما يروي الغليل ويشفي العليل بحمد الله تعالى.
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[21 - 07 - 07, 05:15 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابو اويس التراثي]ــــــــ[21 - 07 - 07, 06:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفعنا واياكم بعلم الشيخ الكريم