قال تعالى: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (88) وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (89) [النساء/88، 89]}
================
واليوم بعدما سقطت الخلافة الإسلامية، واستولى أعداء الإسلام على بلاد المسلمين، وفرقوها أيدي سبأ كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم
فعَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا». فَقَالَ قَائِلٌ وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ قَالَ «بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِى قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ». فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهَنُ قَالَ «حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ». أخرجه أبو داود بسند صحيح
===================
وبعد ذلك غيروا مناهج التعليم، ووضعوا مناهج تخدم أغراضهم، وربوا جيلا يؤمن بهذه الأغراض ليكون مؤتمنا على فرضها وإبقائها في بلاد المسلمين
====================
وغزوا بلاد المسلمين من خلال الجمعيات التبشيرية وغيرها والتي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب لتقوم بالدور المرسوم لها على أتم وجه
====================
وكان من خططهم تشكيك المسلمين بدينهم، وبقيمهم، وبرسولهم، وبسلفهم الصالح، وبتاريخهم، وبحضارتهم، وبوجودهم .....
==================
وحاولوا حصر الدين في المسجد ليس إلا كما هو الحال في أوروبا وأمريكا، يعني حاولوا إقصاء الدين عن الحياة، وهذا بيت القصيد
================
وصار التشكيك بالدين و بمعالمه أمرا مألوفا في بلاد المسلمين نتيجة هذا الغزو الفكري
===============
وقد انقسم المسلمون إزاء هذه الحملة المسعورة على الإسلام والمسلمين إلى أقسام:
قسم صدقوا هذه الترهات وصاروا يرددونها ترديد الببغاوات، وذلك من أجل لعاعة دنيوية يمنُّ بها عليهم أعداء الإسلام.
بل غدا هؤلاء من أكبر المروجين لهذه الشبهات، تحت ستار العلمانية، والعقلانية، والشيوعية، والوجودية، والحداثية، والعصرانية والإنسانية، والديمقطراية وغيرها
وبنظر هؤلاء فإن الإسلام لا يصلح لعصرنا هذا لأن الزمان قد تجاوزه على حد زعمهم!!!!!
وقسم لاذوا بالروحيات كالمتصوفة ومن لفَّ لفَّهم، فلا علاقة لهم بما يجري، وبما يمكر بهذه الأمة، فلاذوا بأذكارهم وأورادهم، بعيدين عما يجري من شر مستطير بهذه الأمة.
وقسم تمسكوا بهذا الدين دون التمييز بين ما صح فيه وبين ما نسب إليه من خرافات وأوهام.
والقسم الرابع بقيت طائفة من المسلمين متمسكة بهذا الحق المبين متمثلة قول الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) [الزخرف/43]}
واعتصم هؤلاء بالله استنادا لقوله تعالى: {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آَيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (101) [آل عمران/101، 102]}
فعكفت على فهم هذا الدين فهما صحيحا من مصادره الصحيحة وفق فهم منهج السلف الصالح، ثم قاموا بالرد على جميع شبهات أعداء الإسلام في الداخل والخارج، وهم الذين عناهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله
فعَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «لاَ يَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِى ظَاهِرِينَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ» رواه البخاري
¥