تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كتاب بطلان العمل بالحساب الفلكي في الصوم والإفطار ووجوب العمل بالرؤية الشرعية]

ـ[الدسوقي]ــــــــ[20 - 10 - 06, 01:53 ص]ـ

كتاب

بطلان العمل بالحساب الفلكي في الصوم والإفطار وبيان ما فيه من مفاسد ووجوب العمل بالرؤية الشرعية الثابتة عن خير البرية - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -

بقلم وائل بن علي الدسوقي

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، أما بعد؛

فهذا كتاب بطلان العمل بالحساب الفلكي في الصوم والإفطار وبيان ما فيه من مفاسد ووجوب العمل بالرؤية الشرعية الثابتة عن خير البرية - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.

وبيان ذلك من نحو ثلاثين وجهًا:

الأول: عن أَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ " رواه البخاري ومسلم. وقد تواترت الأحاديث الآمرة بصيام رمضان والفطر منه لرؤية الهلال، أو إتمام عدة الشهر ثلاثين يوماً إذا لم يُر الهلال، وصرح الطحاوي في شرح معاني الآثار بتواترها عن رسول الله ?، وفيها أوضح بيان ممن أوتي جوامع الكلم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للطريقة الشرعية الوحيدة في بدء الصيام ونهايته، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (الطَّرِيقُ إلَى مَعْرِفَةِ طُلُوعِ الْهِلَالِ هُوَ الرُّؤْيَةُ؛ لَا غَيْرُهَا: بِالسَّمْعِ وَالْعَقْلِ) ا. هـ وقال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله: (النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالصوم لرؤية الهلال والإفطار لها وحصر ذلك فيها) ا. هـ فمن عمل بالحساب الفلكي أو قدمه على الرؤية أو جمع بينهما يكون قد خالف أمر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وقد قال الله تعالى: (فَلْيَحْذَرِ الَذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ). قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى:" أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك ".

الثاني: وهو نهيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن صيام رمضان والفطر منه حتى يرى الهلال أو تتم العدة ثلاثين يوماً، فعن عبد اللَّهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً فلا تَصُومُوا حتى تَرَوْهُ فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلَاثِينَ " رواه البخاري. فمن عمل بالحساب الفلكي أو قدمه على الرؤية أو جمع بينهما يكون قد خالف نهي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.

الثالث: نَفَي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الحساب عن الأمة المحمدية فيما يتعلق بالصوم والإفطار. فعن عبد اللَّهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنَّهُ قال: " إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ ولا نَحْسُبُ الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي مَرَّةً تِسْعَةً وَعِشْرِينَ وَمَرَّةً ثَلَاثِينَ " رواه البخاري ومسلم. فمن عمل بالحساب الفلكي أو قدمه على الرؤية أو جمع بينهما فيكون قد صحح ما أبطله النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأثبت ما نفاه، ويكون قد اتبع غير سبيل المؤمنين. فعن سَعْدِ بن عُبَيْدَةَ قال: سمع ابن عُمَرَ رضي الله عنهما رَجُلًا يقول اللَّيْلَةَ لَيْلَةُ النِّصْفِ فقال له ما يُدْرِيكَ أَنَّ اللَّيْلَةَ النِّصْفُ سمعت رَسُولَ اللَّهِ ? يقول: " الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَأَشَارَ بِأَصَابِعِهِ الْعَشْرِ مَرَّتَيْنِ وَهَكَذَا في الثَّالِثَةِ وَأَشَارَ بِأَصَابِعِهِ كُلِّهَا وَحَبَسَ أو خَنَسَ إِبْهَامَهُ " رواه مسلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير