تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

3 ـ يدّعي بعض المؤلفين في العلوم الشرعية أنهم يختارون تمتّع مؤلَّفاتهم بالحماية القانونية بقصد صرف حقوق التأليف المالية في سبيل الله. وهذه المصلحة لو تحققت لا يمكن أن ترجح بمصلحة المحافظة على الأخلاق الشرعية [ومصلحة العدول عن اتباع القوانين والتقاليد العلمانية إلى اتباع سبيل المؤمنين من فقهاء الأمة المعتد بهم، ومصلحة إخلاص العمل الشرعي لله وحده،ومصلحة اختيار ثواب الآخرة على ثواب الدنيا].

ل ـ كان السلف يَعُون الفرن بين جزاء المؤلِّف [الأخروي] والجزاء [الدنيوي] لمن يتكسب باستنساخ مؤلَّفه من الوراقين والنساخ، ولم ينقل التاريخ حادثة واحدة من المشاحة والشحناء بين المؤلِّف والوَرَّاق على انتفاع الثاني وارتفاقه بعمل الأول الذي يحتسب الأجر بنفع أخيه ويستفيد من ذلك بنشر مؤلَّفه، ونستطيع أن نجزم بأنه لم يخطر ببال مؤلِّف شرعي أن يأخذ ثمناً مقابل استنساخ الوَرَّاق مؤلَّفه قبل صدور القانون الفرنسي.

م ـ يغلو المؤلِّفون والمعنيون بتنفيذ نظام المطبوعات في التنفيذ بما يتجاوز حدود النظام؛ إذ لا يفرق التنفيذيون بين ما يحميه النظام وبين ما يَرْفع عنه الحماية ولا بين ما تجاوز مدّة الحماية القانونية، وترى المؤلِّف يسجِّل على الصفحة الأولى من مؤلَّفه أنه لا يجيز لأحدٍ طبعه ولا الاقتباس منه ولا ترجمته، ولا .. ولا .. ولا .. إلا بإذن خطي منه مخالفةً للنظام الذي أجاز في فقراتٍ عَشْر من المادة (8) أنواعاً من وجوه الاستخدام للمؤلِّف دون إذن المؤلِّف.

ومن أمثلة الغلوّ في التنفيذ إلزام الناشرين بالحصول على إذن من أئمة المساجد قبل نشر تسجيل لقراءة أيٍ منهم في صلاة التراويح [وهذا مخالف لشرع الله لأن حق الصلاة وتلاوة القرآن لله وحده، ومخالف للنظام والقانون لأن الإمام موظف للدولة والأمة وإنتاجه واقع في الملكية العامة].

ن ـ أُنَاشِدُ علماء الأمة أن يَعُوا مسؤليتهم ـ طاعة لله ولرسوله ولولاة الأمر منهم ـ فيعملوا على مكافحة الخطر الأخلاقي المحدق بالأمة في ظل الغزو الحضاري الدّاهم). انتهى النقل من البحث المنشور كاملاً في مجلة العدل.

قُلْتُ: ومن أسوأ أمثلة الغلوّ والإسراف في التنفيذ أن يحرص التنفيذيون على وضع خاتم القانون الوضعي العلماني بحفظ الحقوق على كل مصحف وكل تفسير وكل شريط تسجيل أنتجته أكبر مؤسسة في العالم لنشر كتاب الله وقفاً لله تعالى على المسلمين أسسها ولي الأمر في دولة الدعوة إلى الكتاب والسنة خدمة للإسلام والمسلمين فقطع التنفيذيون هذا الطريق العظيم ـ وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ـ بمنع الناشرين الآخرين حق نشر كتاب الله، والمستفيد الوحيد: الخطاط الذي باع حقوقه القانونية على المؤسسه، وبسبب تحجيرها واحتكارها استمر في بيع حقوقه القانونية على الآخرين؛ فَحُرِم المؤسِّس والمؤسَّسة زيادة الأجر وحُرِم كتاب الله زيادة الانتشار، هدى الله الجميع لأقرب من هذا رشدا، حتى تتحرّر رقابهم من نَيْر التقليد الغربي والرُوتين الإداري والعادة والعاطفة والمنفعة الخاصة العاجلة.

وكان فقهاء الأمة الأوَل يَعُدُّون العلم الشرعي مشاعاً بين الأمة ولربما نقل المؤلِّف منهم نصف مؤلَّفه أو أكثره أوكلّه ممن سبقه دون عَزوه إلى من نقله منه، فلا يُعَد ذلك سَرقةً بل تعاوناً على نشر دين الله الذي لا يملكه البشر ولا يجوز لهم تحجيره ولا احتكاره. وبالمناسبة؛ لم يعتادوا طلب (تقديم) الكتاب تزكية للنفس غير مباشرة، ولا تسويد الصفحات بتخريج الآيات ليعلم القارئ أنَّ {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} هي الآية الأولى من سورة الفاتحة. والله الموفق.

الطائف ـ 1425هـ

ـ[المنتصر لله]ــــــــ[27 - 10 - 06, 02:09 م]ـ

نقل نافع .. جزاك الله خيراً

ولننتبه جيداً إلى العبارة التالية:

وفي القرن الأخير وقع كثير من المؤلفين الصالحين ومن هم دون ذلك في مصيدة من مصائد الشيطان باستساغتهم تحجير العلم الشرعي واحتكاره والتكسب به تحت مظلة قوانين الثورة الفرنسية المخالفة لما أنزل الله.

ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[27 - 10 - 06, 04:48 م]ـ

مجرد سؤال , والمسألة قد قتلت بحثا

لنفترض أنك قمت بتحقيق صحيح البخاري مثلا - 10 مجلدات - سنوات من العمل , جهد كبير وووو .... أتى أحدهم وأخذ عملك؟؟

ماذا ستكون ردة فعلك

أحسن الظن , فأخوك طرح سؤالا فقط

ـ[المنتصر لله]ــــــــ[27 - 10 - 06, 06:50 م]ـ

لماذا أنا فعلته إذا؟

الجواب بكل موضوعية وصدق:

ألم أعمل هذا العمل لوجه الله وأريد أن ينتشر؟

إذا كان الأمر كذلك فكل من يأخذه فله مني الدعاء بالتوفيق ولينشره في الآفاق

أما إذا كنت عملت عملي هذا لأزيد به رصيدي في البنوك:

فسأبحث عن أقرب محامي في القوانين الوضعية لأسجن هذا الشخص الذي فعل فعلته التي لا تغتفر

ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[28 - 10 - 06, 01:37 م]ـ

رزقنا الله وإياكم الإخلاص

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير