أرشيف ملتقى أهل الحديث - 4

من بين الصحابة رضى الله عنهم (لامحالة) قال ابن الأثير رحمه الله في النهاية أي لاحيلة ويجوز أن يكون من الحول والقوة أو الحركة وهي مفعلة منهما وأكثر ما تستعمل بمعنى اليقين أو الحقيقة أو بمعنى لا بد والميم زائدة انتهى فيكون المعنى وأن زيداصخص حقيقة أو يقيناً أو لا بد (بما حياه) أي إعطاه والحبوة العطية والحباء العطاء (خاتم الرسالة) والنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (من قوله صلى الله عليه وسلم (في فضله) أي فضل زيد بن ثابت المذكور (منبها) على فضله وشرفه (افرضكم زيد) ذكر ابن الصلاح أن الترمذي والنسائي وابن ماجه رووه باستناد جيد قال وهو حديث حسن انتهى.

وروى الترمذي في جامعه باستناد صحيح عنه بلفظ اعلم امنى بالفرائض زيد ابن ثابت وإنما قال ذلك صلى الله عليه وسلم قال ابن هاشم نقلاً عن الماوردي رحمهما الله للعلماء في ذلك خمسة اوجهوعدها إلى أن قال الخامس أنه قال ذلك انه كان أصحهم حساباً وأسرعهم جواباً ثم قال قال الماوردي ولأجل هذه المعاني لم يأخذ الشافعي رضى الله عنه إلا بقوله رضى الله عنه انتهى.

وقوله (وناهيك بها) أي بهذه الشهادة من سيد البشر وخاتم الرسل صلى الله عليه وسلم حسبك بها لأنها غاية تنهك عن أن تطلب غيرها فهي تكفيك انتهى (فكان) زيد بن ثابت (اولى) من غيره (باتباع التابع) وتقليد المقلد لأمرين أقواهما هذه الأحاديث والثاني أنه تكلم أحد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في الفرائض إلا وقد وجد له قول في بعض المسائل قد هجره الناس بالاتفاق إلى زيد فانه لم يقل قولا مهجوراً بالاتفاق وذلك يقتضي الترجيح كما قال القفال رحمه الله تعالى (لاسيما) قال ابن الهاشم رحمه الله تعالى هي من أدوات الاستثناء عند بعضهم والصحيح أنها ليست منها بل مضادة للاستثناء فان الذي بعدها داخل فيما دخل فيه ما قبلها وشهود له بأنه أحق بذلك من غيره (وقد نحاه) محا مذهب الإمام أبو عبد الله محمد ابن ادريس بن عباس ابن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف ابن قصي (الشافعي) القرشي المطلبي الحجازي المكي رضى الله عنه يلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في عبد مناف ومناقبه شهيرة وفضائله كثيرة وقد صنف الأئمة رضى الله عنهم في مناقبه قديماً وحديثاً ولد رضى اله عنه سنة خمسين ومائة والذي عليه الجهور أنه ولد بغزة وقيل بعسقلان وقيل باليمن وقيل بخيف منى ثم حمل إلى مكة وهو ابن سنتين وتوفى بمصر ليلة الجمعة بعد الغروب آخر بوم من رجب سنة أربع وخمسون سنة ودفن بالقراة بعد العصر يوم الجمعة وعلى قبره من الجلالة والاحترام ما هو لائق بمقام ذلك الإمام رحمه الله ورضى عنه ومعنى كون الإمام رحمه الله نحا مذهب زيد رضى الله عنه أنه قصده ومال إليه موافقة له في الاجتهاد كما سبق حتى تردد حيث تردد وليس المراد أنه قلده لأن المجتهد لا يقلد مجتهداً (فهاك) أي فخذ (فيه) أي مذهب زيد رضى الله عنه (القول عن إيجاز) أي اختصار والمختصر ماقل لفظه وكثر معناه (مبرأ) منزها (عن وصمة) واحد الوصم والوصم اسم جنس جمعى بمعنى العيب (الألغاز) جمع لغز وهو الكلام المعمى يقال ألغز في كلامه عمى وشبه فيه واليربوع في حجره مال يمينا وشمالا في حفره ومعنى البيت فخذ القول في علم الفرائض على مذهب زيد بن ثابت رضى الله عنه قولا مختصرا واضحا منزها عن عيب الخقاء

{مقدمة}

علم الفرائض هو فقه المواريث وعلم الحساب الموصل لمعرفة ما يخص كل ذي حق من التركة وموضعه التركات لا العدد خلافا لمن زعم ذلك.

واعلم أنه يتطلق بتركة الميت خمسة حقوق مرتبة أولها الحق المتعلق بعين التركة كالزكاة والجناية والرهن

فيقدم على مؤن التجهيز والثاني مؤن التجهيز بالمعروف فان كان الميت فاقدا لما يجهزه فتجهيزه على كمن عليه نفقته في حال الحياة فإن تعذر ففي بيت المال.

¥