تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالأنعام غافلة عن عاقبة الذبح والنحر بعد الطعام. وهؤلاء أيضاً ساهون عما في غدهم قال سعد بن معاذ: (رأيت قوماً ليس لهم فضل على أنعامهم، لا يهمهم إلا ما يجعلونه في بطونهم، وأعجب منهم: قوم يعرفون ما جهل أولئك، ويشتهون كشهواتهم)، قال أبو حازم: (رحمه الله): (صار الناس في زماننا يعيب الرجل من هو فوقه في العلم ليرى الناس أنه ليس به حاجة إليه، ولا يذاكر من هو مثله، ويزهو على من هو دونه، فذهب العلم وهلك الناس). وقال أبو الدرداء: (ما لي أرى علماءكم يموتون وجهالكم لا يتعلمون، لقد خشيت أن يذهب الأول ولا يتعلم الآخر، ولو أن العالم طلب العلم لا زداد علماً، ولو أن الجاهل طلب العلم لوجد العلم قائماً، ما لي أراكم شباعاً من الطعام جياعاً من العلم). قال حافظ إبراهيم: (أرى كل يوم بالجرائد مزلقا). مقالات تنهش في أحشاء الأمة، وتطعن رموز الإسلام من الخلف، (تختلف أساليبهم ولا تختلف عزائمهم ونواياهم، وتختلف ألسنتهم ولا تختلف أفئدتهم وقلوبهم). يريدون للمرأة حرية بلا شرف ولا ضمير، ولا وازع ديني، أو أخلاقي أو حتى إنساني. وصدق من قال: (أما والله إني لأرى العالم قد حفر قبراً للمرأة ثم وأدها فيه، ثم رفع قبعته محييا لها) لكن نحن المسلمات لا نريد حرية تجعل المرأة شاذة لا هوية لها!! لا هي بالشرقية ولا هي بالغربية، ولا هي بالعربية ... بل خليط عجيب من ذلك كله؟ إنها المذلة والتبعية للغرب! والمرأة نفسها –للأسف- تريد حرية تحررها من دينها، وتُعَريها في الشوارع والأسواق والشواطئ، وتدفعها إلى أحضان الشيطان دفعاً عن طرائق قِدداً: مرة باسم: (الخطة الوطنية) ومرة باسم: (حقوق النساء) إنها ألعوبة التمدن، والتحرر، والتحضر. وأصاب المِفصل من قال: (تعالت هُتافاتُهم. حرروها. تعالت هتافاتهم. أطلقوها. دعوها تمارس حق الحياة تميطي اللثام وتُلْقي الحجاب، تحطم كلَّ قيود القديم. تثور على كل شيء قديم. تعالت شعارات. أهل الفساد. لكي يخدعوها. فباسم التقدم واسم التحرر. واسم التمدن. قالوا دعوها، دعوها تمارس ما تشتهي. دعوها تعاشر من تشتهي. دعوها تطالبكم بالحقوق، دعوها تشارككم في الحقوق. دعوها دعوها ولا تمنعوها. أفيقي أُخية، وقولي دعوني، دعوني فإني أريد حيائي، أريد إبائي. دعوني دعوني فإني أبيّة. أنا لست أُلعوبة في أيديكم. تريدون أن تعبثوا بشبابي فألقي حجابي. وأخرج أَلْقى قطيع الذئاب. وبعض الكلاب ... أَفيقي أُخية يريدون هدم صروح الفضيلة. يريدون قتل المعاني الجميلة. يريدون وأْدَكِ والنَّفْسُ حية. أَهذي الحقوق كما تزعمون فأُفٍّ لكم ولما تَدَّعون. أنا لست أقبل هذا الهراء. فهيا اخرسوا أيها الأدعياء، أنا لست أقبل غير تعاليم ديني. ففيها النجاة. وفيها الحياة، وفيها السعادة حتى الممات. أفيقي أُخية، أفيقي أُخية). إنها الحرية الملغومة، إنها حرية إخراج المرأة من بيتها لتحتك بالرجال في الشوارع والأسواق، وفي الحافلات و الحفلات، وفي المدارس والشواطئ، وفي المعامل والعمل الخ. نحن المسلمات نريد حرية تعيدنا إلى ديننا الحنيف ومجدنا وعزنا، حرية تصلح آخر هذه الأمة بما صلح به أولها، نريد حرية تحرر ديننا قبل بلداننا، تحرر أفكارنا قبل أجسادنا، تحرر تصورنا قبل سلوكنا، تعيننا عن حمل سلاح العلم والفهم والوعي، تقوّم سلوكنا وتضبط عواطفنا، وتحرر رقابنا من الاستعباد: (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً) نريد حرية تجعلنا أحراراً أمام البشر عبيداً أمام الجبار، حرية تزرع النور والأمل في أنياط قلوبنا، حرية تنقل مجتمعنا من الرذيلة إلى الفضيلة، حرية تمنع المرأة من الترجل، والرجل من التخنث، حرية لا تعرضنا للطرد من رحمة الله. ورحم الله من قال:

إِنْ عَجِبْنا مِن إنَاثٍ تَمَرَّدْن بكبرياء

يطالِبْن التسَاوِي بِالرِجَال اعتدَاء

فعجب كُلّ عَجب مِن رِجال كالنِّسَاء

إن لِلْكَوْن نِظاماً فِي الوجُود وَفِي النمَاء

مِن ذُكور وَإنَاثٍ لَيْس عنهن عَنَاء

فإذا تأنثَتِ الرجَال وترجَلت النِّسَاء

فعلى الدنيَا السلاَمُ، وعلى الجنسين العفاء

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير