تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فَيَا حَسْرَتَا كَيْفَ بِالْعِلْمِ يُمْسِي ... يَتِيماً يَزِيدُ الّلآمَ ابْتِعَادَا

أَفِقْ إِنَّمَا الْعِلْمُ تَقْوَى الإِلَهِ ... وَرُكْنَاهُ إِنْ تَذْكُرَنْ يا مُنَادَا

فَإِخْلاَصُ فِعْلٍ وَتَحْقِيقُ سُنَّهْ ... فَبَادِرْ إِلى الْحَقِّ تُرْزَقْ سَدَادَا

وَأَخْلاَقُ رُسْلٍ كِرَامِ السَّجَايَا ... وَفِي الآيِ وَعْظٌ جَلِيلٌ كهذا

أَلاَ فَاتَّبِعْهُمْ وَدَعْ عَنْكَ غَيَّكَ ... فَفِي ذَاكَ عِنْدَ الْمَضِيقِ النَّفَادَا

وغيرها كثير. ونرجو أن يكون قد بذل جهده، واستفرغ وسعه، ووافق الإثمد الحدقة، وشن طبقة. (وكم ترك الأول للآخر) وقد قال ابن مالك في أول كتابه (التسهيل): (وإذا كانت العلوم منحاً إلهية، ومواهب اختصاصية، فغير مُسْتَبْعد أن يدخر لبعض المتأخرين، ما عسر على كثير من المتقدمين، نعوذ بالله من حسد يسد باب الإنصاف، ويصد عن جميل الأوصاف) وطالب علم ينبغي أن يكون فعلاً متعدياًً لا جامداً –على حد تعبير شيخنا- وكاتبة حروف هذا التمهيد (كَمُبْضِعَةِ تَمْرٍ إلى هَجَرْ)

تُهْدى العلوم إليه وهو حقيقة ... أدرى من المهدي بهن وأعلَمُ

لأنه لولاه –بعد توفيق من الله- ما وضعت سواداً في بياض عن العلوم الشرعية. فأنا حسنة من حسناته. (وكنت في إهدائه إلى مقامه، كمن يهدى إلى بستان أزهاره، وإلى الفلك شموسه وأقماره، وإلى البحر جدولاً، وإلى السَّيْل وشَلاً).وقد عشت مع هذه الأرجوزة وكتبتها مرتين لأن شيخنا بدأ نظمها بالسجن المركزي بالقنيطرة ولما رُحِّل إلى السجن المحلي بتطوان أعرض عن المنظومة الأولى كلها ما عدا خمسة أبيات، فبدأ نظمها من جديد بالسجن المحلي بأسلوب آخر مختصر أمْلى معظمها عليَّ بالهاتف، وقد صححها ثلاث مرات وكل مرة يزيد فيها وينقص شأنه في ذلك كما قال معمر: (لو عرض الكتاب مائة مرة ما كاد يسلم من أن يكون فيه سقط. أو قال: خطأ). وعن المزني تلميذ الشافعي: (لو عرض كتاب سبعين مرة، لوجد فيه خطأ، أبى الله أن يكون كتاب صحيحاً غير كتابه) ويقول المزني: (قرأت كتاب (الرسالة) على الإمام الشافعي ثمانين مرة، فما من مرة إلا كان يقف على خطأ، فقال: الشافعي: هيه-أي حسبك واكْفُفْ- أبى الله أن يكون كتاب صحيحاً غير كتابه) وقول الشاعر:

كم من كتابٍٍ قد تصفحتُه ** وقلت في نفسي أصلحتُه

حتى إذا طالعتُه ثانياً ** وجدت تصحيفاً فصححتُه

وقد بعث القاضي الفاضل عبد الرحيم بن علي البيساني إلى العماد قائلاً له: (إني رأيت أنه لا يكتب إنسان كتاباً في يومه إلا قال في غده لو غير هذا لكان أحسن، ولو زيد كذا لكان يستحسن، ولو قدم هذا لكان أفضل، ولو ترك هذا لكان أجمل، هذا من أعظم العبر، وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر). (نداء للعلماء)

يا مَعْشر العلمآء لَبُّوا دعوةً ** تُعْلِي مَقَامَكُمُوا على كِيوانِ

يا معشر العلمآء هَبُّوا هَبَّةً ** قد طال نومُكُمُوا إلى ذا الآنِ

يا معشر العلمآء قُومواُ قَوْمَةً ** لله تُعْلِي كِلْمَةَ الإيمانِ

يا معشر العلمآء عَزْمَةَ صادقٍ ** متجرد لله غيرَ جبانِ

يا معشر العلمآء أنتم ملتجا ** للدين عند تفاقم الحدَثانِ

يا معشر العلمآء كونوا قدوة ** للناس في الإسلام والإحسانِ

يا معشر العلمآء أنتم حجة ** للناس فادعوهم إلى القرآن

يا معشر العلمآء إن سكوتكم ** من حجة الجهال كلَّ زمان

يا معشر العلمآء لا تتخاذلوا ** وتعاونوا في الحق لا العدوان

وتجردوا لله من أهوائكم ** ودَعُوا التنافس في الحُطام الفاني

وتعاقدوا وتعاهَدوا أن تنصُروا ** متعاضِدين شريعةَ الرحمنِ

كونوا بحيثُ يكونُ نصب عيونكم ** نصرُ الكتاب وسنةِ الإيمانِ

قد فرقتنا كثرةُ الآراء إذْ ** صِرْنا نُشايعُها بلا برهان

ومن أجلها صِرْنا يعادي بعضنا ** بعضاً بلا حقٍّ ولا ميزانِ

وغَدَتْ أُخوةُ ديننا مقطوعةً ** والظلم معروفٌ عن الإنسانِ

واللهُ ألف بيننا في دينهِ ** وعلى التفرق عاب في القرآنِ

عودوا بنا لسماحة الدين الذي ** كنا به في عزة وصيانِ

عودوا لما كانت عليه من الهدى ** أسلافكم في سالف الأزمانِ

فإليكموا تتطلعوا الأنظار في ** توحيد كلمتنا على الإيمانِ

كتبته تلميذة وحرم المؤلف أم الفضل حنان بنت محمد المساوي بتطوان صبيحة يوم الجمعة 12ذو الحجة 1426هـ اللهم أطلق سراح زوجي وسائر المظلومين من الموحدين.

بسم الله الرحمن الرحيم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير