تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

التاسع: ليبحث عن رأي كل إمام من أئمة الجرح والتعديل وإصطلاحه مستعيناً على ذلك بتتبع كلامه في الرواة واختلاف الرواية عنه في بعضهم مع مقارنة كلامه بكلام غيره، فقد عرفنا في الأمر السابق رأي بعض من يوثق المجاهيل من القدماء إذا وجد حديث الراوي منهم مستقيماً، ولو كان حديثاً واحداً لم يروه عن ذاك المجهول إلا واحد، فإن شئت فاجعل هذا رأياً لأولئك الأئمة كابن معين، وإن شئت فاجعله اصطلاحاً في كلمة " ثقة" كأن يراد بها استقامة مابلغ الموثق من حديث الراوي لا الحكم للراوي نفسه بأنه في نفسه بتلك المنزلة.

وقد اختلف كلام ابن معين في جماعة، يوثق أحدهم تارة ويضعفه أخرى، منهم اسماعيل بن زكريا الخُلقاني، وأشعث بن سَوّار، والجراح بن مليح الرواسي، وجرير بن أبي العالية، والحسن بن يحيى الخُشني، والزبير بن سعيد، وزهير بن محمد التميمي، وزيد بن حبان الرقي، وسَلم العلوي، وعافية القاضي، وعبد الله الحسين أبو حريز، وعبد الله بن عقيل أبو عقيل، وعبد الله بن عمر بن حفص العمري، وعبد الله بن واقد أبو قتادة الحراني، وعبد الواحد بن غياث، وعبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، وعتبة بن أبي حكيم، وغيرهم. وجاء عنه توثيق جماعة ضعفهم الأكثرون منهم تمام بن نجيح، ودراج بن سمعان،والربيع بن حبيب الملاح وعباد بن كثير الرملي، ومسلم بن خالد الزنجي، ومسلمة بن علقمة، وموسى بن يعقوب الزمعي، ومؤمل بن اسماعيل، ويحيى بن عبد الحميد الجِماني. وهذا يشعر بأن ابن معين كان ربما يطلق كلمة " ثقة " لا يريد بها أكثر من أن الراوي لا يتعمد الكذب.

وقد يقول ابن معين في الراوي مرة " ليس بثقة " ومرة " ثقة " أو " لا بأس به " أو نحو ذلك (راجع تراجم جعفر بن ميمون التميمي وزكريا بن منظور ونوح بن جابر) وربما يقول في الراوي " ليس بثقة" ويوثقه غيره (راجع تراجم عاصم بن علي وفليح بن سليمان وابنه محمد بن فليح ومحمد بن كثير العبدي). وهذا قد يشعر بأن ابن معين قد يطلق كلمة " ليس بثقة" على معنى أن الراوي ليس بحيث يقال فيه ثقة على المعنى المشهور لكلمة " ثقة ".

فأما استعمال كلمة " ثقة " على ماهو دون معناها المشهور فيدل عليه مع ماتقدم أن جماعة يجمعون بينها وبين التضعيف، قال أبو زرعة في عمر بن عطاء بن ورَاز " ثقة لين" وقال الكعبي في القاسم أبي عبد الرحمن لاشامي " ثقة يكتب حديثه وليس بالقوي " وقال ابن سعد في جعفر بن سليمان الضبعي " ثقة وبه ضعف" وقال ابن معين في عبد الرحمن بن زياد بن أنعُم " ليس به بأس وهو ضعيف " وقد ذكروا أن ابن معين يطلق كلمة " ليس به بأس " بمعنى " ثقة " وقال يعقوب بن شيبة في ابن أنعُم هذا " ضعيف الحديث وهو ثقة صدوق رجل صالح" وفي الربيع بن صبيح:" صالح صدوق ثقة ضعيف جداً " وراجع تراجم إسحاق بن يحيى بن طلحة، وإسرائيل بن يونس وسفيان بن حسين وعبد الله بن عمر بن جعفر بن عاصم وعبد الأعلى بن عامر الثعلبي وعبد السلام بن حرب وعلي بن زيد بن جُدعان ومحمد بن مسلم بن تدرسُ ومؤمل بن اسماعيل ويحيى بن يمان. وقال يعقوب بن سفيان في أجلح " ثقة حديثه لين " وفي محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى " ثقة عدل في حديثه بعض المقال لين الحديث عندهم ".

وأما كلمة " ليس بثقة " فقد روى بشر بن عمر عن مالك إطلاقها في جماعة منهم صالح مولى التوءمة وشعبة مولى ابن عباس، وفي ترجمة مالك من (تقدمة الجرح والتعديل) لابن أبي حاتم عن يحيى القطان أنه سأل مالكاً عن صالح هذا؟ فقال:" لم يكن من الفراء" وسأله عن شعبة هذا فقال " لم يكن من القراء" فأما صالح فأثنى عليه أحمد وابن معين، وذكر أنهاختلط بأخرة، وأن مالكاً إنما أدركه بعد الاختلاط، وأما شعبة مولى ابن عباس فقال أحمد" ماأرى به بأساً " وكذا قال ابن معين، وقال البخاري" يتكلم فيه مالك ويحتمل منه " قال ابن حجر " قال أبو الحسن ابن القطان الفاسي: قوله ويحتمل منه. يعني من شعبة وليس هو ممن يتركه حديثه، قال ومالك لم يضعفه وإنما شح عليه بلفظة ثقة ـ قلت: هذا التأويل غير شائع بل لفظة ليس بثقة في الاصطلاح توجب الضعف الشديد، وقد قال ابن حبان روى عن ابن عباس مالا أصل له حتى كأنه ابن عباس آخر ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير