[محتصر تفسير البغوي، اختصار وتعليق الدكتور عبد الله الزيد]
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[11 - 12 - 06, 11:30 م]ـ
مختصر
تفسير البغوي
المسمى بـ"معالم التنزيل"
للإمام محيي السنة أبي محمد الحسين بن مسعود
الفراء البغوي الشافعي
المتوفى سنة (516 هـ)
اختصار وتعليق
الدكتور عبد الله بن أحمد بن علي الزيد
مقدمة
الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا، ولمن استمسك به هدى ونورًا ... والصلاة والسلام على من أرسله بالهدى والبينات سراجًا منيرًا، نبينا محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه الذين حفظوا كتاب ربهم وعملوا على جمعه وضبطه وتدوينه ليصل إلى من بعدهم بصورته التي بها نزل.
وبعد: فإن القرآن الكريم هو المعجزة الكبرى الدالة على صدق رسالة محمد ? والدعوة العظمى من الله تعالى إلى التوحيد الخالص والطريق المستقيم، وقد تولى الله حفظه من التحريف والتبديل والتغيير والمعارضة كما قال تعالى: {???????????? ???} ().
وها هو قد مضى على نزوله أكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان ولا يزال كما وعد الله محفوظًا كما أنزل لم يتغير فيه عما نزل حرف ولا كلمة، ولا ترتيب، وسيبقى كذلك إلى آخر الدهر.
وقد ظهر لي من خلال عملي حاجة الناس إلى تفسير مختصر يجمع بين علمي الرواية والدراية، يكون في متناول الكل، يتميز بخلوه من المخالفات الشرعية والعقدية، وذلك لأن الوقت في هذا العصر أصبح قليلًا جدًّا بسبب تزاحم المعلومات في كل العلوم، فرأيت من المناسب اختيار تفسير مختصر يلبي حاجة من أراد الاطلاع على معاني كلام الله سبحانه وتعالى. وقد اطلعت على كثير من المختصرات فوجدت بعضها يهتم بجانب واحد من جوانب إعجاز القرآن كمباحث الإعراب ونكت البلاغة، والبعض الآخر لا يخلو مما يستوجب النظر، ومنها ما يستطرد لعلوم أخرى لا يُحتاج إليها في فهم القرآن.
ولما كان تفسير الإمام البغوي - رحمه الله - المسمى (معالم التنزيل) يجمع بين علمي الرواية والدراية مع وضوح العبارة، وجمعه لكثير من المعاني التي يذكرها المفسرون بأسلوب سهل مقتضب بعيدًا عن الألغاز والتعمية مع ما يتميز به من الالتزام بمذهب السلف الصالح في المجال العقدي وما خص به من ثناء العلماء والأئمة، وما حظي به من القبول لدى الأمة، فقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: أي التفاسير أقرب إلى الكتاب والسنة، الزمخشري؟ أم القرطبي؟ أم البغوي؟ فأجاب في فتواه (ج 2 - ص 193) ما نصه: " أسلمها من البدعة والأحاديث الضعيفة: البغوي ".
وقال محمد رشيد رضا في مقدمة طبعته له عام 1343 هجرية: " هذا التفسير من أشهر كتب التفسير في العناية بما رُوي عن مفسري السلف وبيان معاني الآيات وأحكامها ".
وهو من أجود التفاسير وأنفعها وأشملها أيضًا، إلا أنه يشتمل على روايات كثيرة وبعض القصص الإسرائيلية والأمور التي يغني بعضها عن بعض، ولم يسبق حسب علمي أن قام أحد باختصاره، لذا قمت بهذا العمل لنفسي أولًا، وحرصًا مني على تقريبه وتسهيله لمن يرغب في تفسير موثق لإمام من أئمة أهل السنة والجماعة، أسأل الله الإعانة والتوفيق والسداد والقبول.
منهج البغوي في تفسيره:
1 - من المعلوم أن أحسن طرق التفسير هي تفسير القرآن بالقرآن، فما أجمل في مكان فإنه قد فسر في موضع آخر، ثم بالسنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له، ثم بأقوال الصحابة فإنهم أدرى بذلك حيث إنهم حضروا التنزيل وشاهدوا من القرائن والأحوال ما لم يعلمه غيرهم، ثم بأقوال التابعين الذين تعلموا على الصحابة وأخذوا عنهم، وهذا ما اتخذه البغوي منهجًا له في تفسيره.
2 - سلك البغوي - رحمه الله - مسلكًا متوسطًا بلفظ موجز وسهل بعيدًا عن الاستطراد والحشو، جاء في مقدمة تفسيره: (جمعت بعون الله تعالى وحسن توفيقه فيما سألوا كتابًا متوسطًا بين الطويل الممل والقصير المخل) اهـ.
3 - ما ذكره من الأحاديث النبوية الشريفة فغالبها يسوقها بأسانيدها التي اشترط فيها الصحة أو الحسن، وقد وضح ذلك بقوله: (ما ذكرت من أحاديث رسول الله ? في أثناء الكتاب على وفق آية أو بيان حكم فإن الكتاب يطلب بيانه من السنة، وعليها مدار الشرع وأمور الدين، فهي من الكتب المسموعة للحفاظ وأئمة الحديث، وأعرضت عن ذكر المناكير وما لا يليق بحال التفسير).
¥