تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

، فهومحمول على الغالب، وهو الإصابة، سواء أكان محدثاً أم قاضياً أم منفتياً كما هو معروف، وقد جاء عن ابن معين الذى جرح عامراً هذا أنه قيل له: إن أحمد يحدث عنه، فقال ابن معين: " ما له، جنّ؟! وهذا يدل أوضح دلالة على ابن معين يعرف من أحمد أنه لا يروى إلا عن ثقة.

فإن كنت ما كتبت فى (الطليعة) استحضرت هذه الأقوال أو النقول أو بعضها فذاك، وإن كنت بنيت على ما عرفته بالممارسة من حال الامام أحمد فذلك أكمل، وعلى كلا الحالين فقد تبين أنه ليس برأى مبتكر، كما زعم الكوثرى. والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات. (1) (2)

195 - محمد بن بشار بندار. فى (تاريخ بغداد) 13/ 407 من طريقه: " سمعت عبد الرحمن {بن مهدى} يقول: كان بين أبى حنيفة وبين الحق حجاب ". قال الأستاذ ص32: " تكلم فيه الأقدمون إلى أن اتهموه بالكذب وسرقة الحديث، ثم استقر عمل المتأخرين على الانتقاء من رواياته ".

(1) قلت: بل هو من ألفاظ الكبار، وأورد الذهبى فى (التذكرة) 2/ 163 ووصفه بـ " الحافظ الكبير الثقة. وقال الخطيب: كان متقناً مشهوراً بمذهب السنة. . . ". وقال الحافظ فى (التقريب) " ثقه حافظ، لم يتضح كلام ابن أبى حاتم ". ن

(1) محمد بن أيوب بن هشام، راجع (الطليعة) ص12 – 19.

(2) محمد بن أيوب الذراع تقدم فى ترجمة عبد الله العتكى.

أقول: هذا ثقة جليل وثقة أبو حاتم مع تشدده والنسائى والذهلى ومسلمة وابن خزيمة وكان يسميه: " إمام زمانه وآخرون، واحتج به الشيخان فى (الصحيحين) وبقية الستة. وفى (التهذيب) عن الزهرة: " روى عنه البخارى مائتى حديث وخمسة أحاديث، ومسلم أربمعائة وستين ". ولم يتهمه أحد بالكذب بالمعنى المتبادر ولا بسرقة الحديث، وفى ترجمة محمد بن المثنى أبى موسى الزمن من (التهذيب) وغيره عن السلمى عن الدارقطنى أن عمرو بن على الصيرفى سئل عنه وعن بندار هذا فقال: " ثقتان يقبل منهم كل شىء إلا ما تكلم به أحدهم فى الآخر "، يعنى لأنه كانت بينهما منافسة. والدارقطنى لم يدرك عمرو بن على ولكن الاستشهاد بمثل هذا مقبول. قالبن سيار: وبندار وأبو موسى ثقتان، وأبو موسى أصح " وإنما أراد عمرو بن على بالكذب الوهم والخطأ بدليل أنه قد جاء عنه توثيق بندار كما مر، وأن الراوى عنه وهو ابن سيار وثق بندار، وإنما رجح أبا موسى عليه، وقد كانت بين عمرو بن على وبندار مخاشنة، ففى ترجمة عمرو من (التهذيب): " حدث عمرو بن على عن يحيى القطان فبلغه أن بنداراً قال: ما نعرف هذا من حديث يحيى، فقال أبو حفص {عمرو بن على}: وبلغ بندار إلى أن قال: ما نعرف؟! فإذا قضى عمرو بن على على بندار وأبى موسى ألا يقبل كلام كل منهما فى الآخر فقد قضى على نفسه، والحق إنما أراد الوهم والخطأ. وقد قال الأستاذ ص163: " الأخبار بخلاف الواقع هو الكذب، والكذب بهذا المعنى يشمل الغالط والوهم. . فلا يعتد بقول: فلان يكذب ما لم يفسر وجه كذبه. . . " وفى (التهذيب): " قال عبد الله بن على ابن المدينى: سمعت أبى وسألته عن حديث رواه بندار عن مهدى عن أبى بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: " تسحروا فإن فى السحور بركة فقال: هذا كذب، وأنكر أشد الإنكار، وقال: حدثنى أبو داود: " موقوفاً يعنى ليس فيه: " عن النبى صلى اللله عليه وسلم "، وقد رواه النسائى عن بندر مرفوعاً، ثم قال: " وقفه عبيد الله بن سعيد " ثم رواه من طريقة: موقوفاً، والمتن ثابت عن النبى صلى الله عليه وسلم من حديث أنس وهو فى (الصحيحين) وقد روى من حديث ابى هريرة، والخطأ فى مثل هذا يقع كثيراً من الثقات، فإنما أراد ابن المدينى أن رفعه من تلك الطريق غير واقع، لا أن بندار تعمد الكذب، وهذا واضح، فبندار قد يقع له الخطأ فى مظانه كالحديث المذكور.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير