تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(1) قلت: هذا تفصيل دقيق، يدل على معرفة المؤلف رحمه الله تعالى، وتمكنه من علم الجرح والتعديل، وهو مما أره لغيره، فجزاه الله خيراً. غير أنه قد ثبت لدى بالممارسة أن من كان منهم من الدرجة الخامسة فهو على الغالب مجهول ا يعرف، ويشهد بذلك صنيع الحافظ كالذهبى والعسقلانى وغيرهما من المحققين، فإنهم نادراً ما يعتمدون على ابن حبان وحده ممن كان فى الدرجة، بل والتى قبلها أحياناً. ولقد أجريت لطلاب الجامعة الإسلامية فى المدينة المنورة يوم كنت أستاذ فيها سنة (1382) تجربة عملية فى هذا الشأن فى بعض دروس (الأسانيد) فقلت لهم: لنفتح على آي راو فى كتاب (خلاصة تذهيب الكمال) تفرد بتوثيقه ابن حبان، ثم لنفتح عليه فى (الميزان) للذهبى، و (التقريب) للعسقلانى، فسنجدهما يقولان فيه " مجهول " أو " لا يعرف "، وقد يقول العسقلانى فيه " مقبول " يعنى لين الحديث، ففتحنا على بضعة من الرواة تفرد بتوثيقهم ابن حيان فوجدناهم عندهما كما قلت: إما مجهول، أو لا يعرف، أو مقبول. إلا أن ما ذكر المؤلف من رد الكوثرى لتوثيق ابن حبان، فإنما يكون هواه فى ذلك، وإلا فهو يعتمد عليه ويتقبله حين يكون الحديث الذى فيه راو وثقه ابن حبان، يوافق هواه، كبعض الأحاديث التي رويت فى " التوسل " وقد كشفت عن صنيعه هذا فى كتابى (الأحاديث الضعيفة) رقم (23).

ثم قال الأستاذ ص122: " وقد حاول بعض الكذابين رواية كتاب فى الحيل عن أبى حنيفة فى زمن متأخر بسند مركب فافتضخ وهو أبو الطيب محمد بن الحسن بن حميد بن الربيع الكذاب ابن اكذاب حيث زعم بعد سنة ثلاثمائة أنه كان سمع (كتاب الحيل) سنة 258 بـ (سر من راى) من أبى عبد الله بن محمد بن بشر الرقى عن خلف بن بيان. وقد قال مطيّن: إن محمد بن الحسن هذا كذاب ابن كذاب، وأقره ابن عقدة، ثم ابن عدى وأبو أحمد الحاكم ابن عقدة فى ذلك. وقد قوى ابن عدى أمر ابن عقدة. ورد على الذين تكلموا فيه بل قال السيوطى فى (الثقات) ص57: ابن غقدة من كبار الحفاظ وثقه الناس، وضعفه غلا عصرى متعصب ا هـ، ثم شيخ محمد بن الحسن مجهول الصفة، بل مجهول العين، وشيخ شيخه مجهول أيضاً بل ى وجود له.

أقول: اما رواية ابى الطيب هذا الكتاب قليس فيها ما يريب فى صدقه، فقد تحقق أن الكتاب كان موجوداً بأيدى الناس بذاك الاسم،فأى ريبة أم آي بعد فى أن يجده أبو الطيب عند بعض الوراقين فيزعم الوراق أنه يرويه بالسماع فيسمعه منه أبو الطيب، وقد يكون ذاك الوراق كذاباً زعم ما زعم ليروج له الكتاب، ولم يفتش أبو الطيب عن حاله على عادتهم فى ذاك العصر من الأخذ عن كل أحد وترك التحقيق لأهله أو لوقته. ثم إن صح قول الأسناذ " بعد سنة ثلاثمائة " فليس يلزم من ذلك أن يكون أبو الطيب ذكر قبل ذلك أن الكتاب عنده يرويه، وكثيراً ما يروى الرجل بعد أن يسمع بستين أو سبعين سنة أو أكثر وقد كان الأستاذ فى جهله شيخ ابى الطيب وشيخ شيخه ما يكفيه فى دفع النسبة إلى حنيفة عن محاولة الطعن فى أبى الطيب الموثق كما يأتى، ومحاولة الدفاع عن ابن عقدة المجروح كما تقدم فى ترجمة وهو أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة، مع دعوى تقوية ابن عدى له، وفى ذلك ما فيه. أما ما نسب إلى مطين فدونك شرحه:

زعم ابن عقدة أنه عند مطين فمر أبو الطيب فقال مطين هذا كذاب ابن كذاب. وقى بعض المواضع زيادة " ابن كذاب " أخرى، فحكى ابن عدى عن ابن عقدة هذا وقواه بالنسبة إلى حسين بن حميد أبى الطيب كما تقدم فى ترجمته مع النظر فيه، فأما أبو أحمد الحاكم فإنما قال فى أبى الطيب: " كان آبن عقدة سىء الرأى فيه وهذا يشعر بأنه لم يعتمد على رواية ابن عقدة عن مطين وإلا لقال: " كان مطين سىء الرأى فيه "، وابن عقدة ليس بعمدة كما تقدم فى ترجمته. وقد تعقب الخطيب حكايته هذه فى (التاريخ) ج2 ص237 فقال: " فى الجرح بما يحكيه أبو العباس بن سعيد {ابن عقدة} نظر، حدثنى على ابن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة السهمى يقول: سألت أبا بكر ابن عبدان عن ابن عقدة إذا حكى حكاية عن غيره من الشيوخ فى الجرح فهل يقبل قوله أم لا؟ قال: لا يقبل ". وهذهالرواية مأخوذة عن كتاب معروف لحمزة. ثم روى الخطيب عن أبى يعلى الطوسى توثيق أبى الطيب قال: " كان ثقة صاحب مذهب حسن وأمر

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير