تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حديث وضعه " وعن الحاكم " هذا البورقى قد وضع من المناكير على الثقات ما لايحصى وأفحشها روايته. . . . سيكون فى أمتى رجل يقال له: أبو حنيفة هو سراج أمتى. . هكذا حدثبه فى بلاد خراسان ثم حدث به بالعراق بإسناده وزاد فيه أنه قال: وسيكون فى أمتى رجل يقال له: محمد بن إدريس فتنته على أمتى أضر من إبليس " وذكر الخطيب غير هذا من مناكيره. قال الأستاذ ص30: " استوفى طرقه البدر فى (تاريخه الكبير) واستعصب الحكم بالوضع مع وروده بتلك الطرق الكثيرة وقد قال: ". . . . فبهذا الحديث كما ترى قد روى بطرق مختلفة ومتون متباينة ورواة متعددة عن النبى صلى الله عليه وسلم فهذا يدل على أنه له أصلاً، وإن كان بعض المحدثين بل أكثرهم ينكرونه وبعضهم يدعون أنه موضوع وربما كان هذا من أثر النغصب، ورواة الحديث أكثرهم علماء وهم من خير الأمة فلا يليق محالهم الاختلاف على النبى صلى الله عليه وسلم متعمداً" ذيل عليه الكوثرى بقوله: " والم مضطهد طول حياته يموت وهو محبوس ثم يعم علمه البلاد من أقصاها إلى أقصاها شرقاً وغرباً ويتابعه فى فقهه شطر الأمة المحمدية بل ثلثاها على توالى القرون، رغم مواصلة الخصوم من فقيه ومحدث ومؤرخ مناصبة العداء له، نبأ جلل لا يستبعد أن يخبر به النبى صلى الله عليه وسلم. . . . "!

أقول: لا أدرى أعلم هؤلاء القوم أحرى أن يؤسف عليه أم دينهم أم يقولهم ظ! قد تأملت هذا الحديث فى (مناقب أبى حنيفة) وغيرها فرأيته يدور على جماعة: أولهم البورقى وقد عرفت حاله رواه عن مجهول عن مثله عن اليينانى بذلك السند، وقد صح عن السينانى أنه قال: " سمعت أبا حنيفة يقول: من أصحابى من يبول قلتين. يرد على النبى صلى الله عليه وسلم: إذا كان الماء قلتين لم ينجس " ذكره الأستاذ ص83.

الثانى: أبو أحمد بن عبد الله بن خالد الجويبارى الهروى وهو مشهور بالوضع مكشوف الأمر جداً وله فيه أريع طرق:

الأولى: عن السينانى بذاك السند.

الثانية: عن أبى يحيى المعلم عن حميد عن أنس.

الثالث: عن أبى يحيى عن أبان عن أنس.

الرايعة: عن عبد الله بن معدان عن أنس، والراوى عنه ى بعض هذه مأمون بن أحمد السلمى وهو شبيه فى الشهرة بالوضع الفاحش.

الثالث: أبو المعلى بن مهاجر، إن كان له ذنب، وهو مجهول رواه محمد ين يزيد المستلمى وهو متهم عن مجهول عن مثله عن أبى المعلى عن أنس. ورواه النضرى بثلاثة أسانيد أخرى كلهم مجاهيل عن أبى المعلى عن أبان عن أنس.

الرايع: أبو على الحسن بن محمد الرازى، وهو متهم قد تقدم بعض ما يتعلق به فى ترجمة أحمد بن محمد بن الصلت رقم (34) رواه النضرى من طريقه بسند كلهم مجاهيل إلى عبد الله بن مغفل (؟) عن على بن أبى طالب قوله.

الخامس: النضرى قال فيه ابن السمعانى فى (الأنساب) (الخيوى) باسم أبى القاسم يونس بن طاهر بن محمد بن يونس بن خيو النضرى من أهل بلخ الملفب شيخ الاسلام. . " ولم يذكر فيه توثيقاً ولا جرحاً والله أعلم به وبعض الطرق المتقدمة من طريقه وزاد بسند كلهم مجاهيل عن أبان عن أنس، وبسند كلهم مجاهيل عن أبى هدية عن أنس، وبسند كلهم مجاهيل عن موسى الطويل عن ثابت عن أنس، وبسند كلهم مجاهيل عن حماد عن رجل عن نافع عن ابن عمر، وبسند كلهم مجاهيل عن أبى قتادة الحرانى عن جعفر بن محمد عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس. هذا ما وقفت عليه، فالأربعة الأولون قد عرفتهم، وأما الخامس وهو النضرى فالله أعلم به، وعلى كل حال فكان بين قوم أعاجم جهال متعصبين لابدع أن يتقربوا إلى الله عز وجل بتكثير الطرق وكلهم مجاهيل، وأبان وأبو هدية وموسى الطويل ثلاثتهم هلكى، ومع ذلك لا أراهم إلا أبرياء من هذا الحديث، وإلا لاشتهر فى زمانهم. فما باله لم يعرف له أثر إلا بعد أن وضعه الجويبارى فى القرن الثالث؟ وأبو قتادة الحرانى فسد بأخرة ومع ذلك لا أراه بريئاً من هذا وحماد الذى روى عنه عن رجل عن نافع عن ابن عمر لاأدرى من هو وربما يكون المقصود حماد بن ابى حنيفة فإنه قد قيل إنه يروى عن مالك عن نافع عن ابن عمر، فكان بعض المجاهيل سمع بذلك فركب السند إليه بهذا الحديث فاستحى النضرى عن أن يقول عن مالك عن نافع عن ابن عمر فيكون أشنع للفضيحة فكنى عن مالك برجل! هذا ومن شأن الدجالين أن يركب أحدهم للحديث الواحد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير