تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يومه، وقد أهملته واطّرحته، ومنه ما يُقرأ في كل الأوقات، وقد اخترت منه هذه الكلمات".

فمن هذه الكلمات القصيرة، مما لم ينشر في الكتاب السابق، اخترت معظم مقالات هذا الكتاب; وهي تقع في القسم الأول منه الذي يشكل الجزء الأكبر فيه. ولكني لم أقتصر على كلمات تلك الزاوية اليومية، بل ضممت إليها بعض المقالات القديمة التي كتبها جدي في مطلع حياته وهو في أول العشرينيات من عمره; وهي تشكل القسم الثاني من الكتاب (ولم أجد من هذه المقالات الكثير، بل هي سبع لا غير). وكذلك وضعت -في القسم الثالث منه- مجموعة من المقالات التي نقلتها عن أصول مخطوطة، أُذيعت من إذاعة المملكة ورائيها من نحو ثلث قرن ولكنها لم تُنشر من قبل قط، لا في صحيفة ولا في كتاب ولا في أي مكان.

* * *

ولكن ما الذي صنعته سوى اختيار المقالات وتجميعها وتبويبها؟

علمتُ -بادئ ذي بدء- أن جدي ما كان ليقبل أن يعبث بكتابته أحد; فلم أتجرأ على شيء من ذلك، وحرصت على أن أنقل ما كتب بالشكل الذي كتب. ولكني اضطررت إلى الاجتهاد في بعض المواقع وأنا أقف أمام خطأ مطبعي واضح مما نُشر في صحيفة ولم يمر عليه قلم جدي بالتصحيح (وقليلة هي المقالات التي عاد إليها بالتصحيح، على كثرة أخطاء الطباعة) أو وأنا أحاول فك رموز جملة مخطوطة (وخط جدي كان -إذا استعجل فيه- من الرموز التي لا يفهمها غير الخاصة)، على أنه لم يكن اجتهاداً مطلقاً بل هو مقيد بما أعرفه من مفردات جدي التي تدور على قلمه أو تعبيراته التي تتكرر في كتاباته. وأرجو ألا أكون قد أغربت.

ثم كان عليّ أن أضع للمقالات عناوين; إذ أن أقل القليل منها قد حمل عنواناً بخطه، لأنها كانت -في الأصل- مقالات قصيرة بلا عنوان تحت عمود يومي ذي عنوان، وآمل أن أكون موفقاً فيما اجتهدت فيه من ذلك.

وأخيراً تجرأت فوضعت بعض الهوامش في مواضع معدودة حيث أحسست بحاجة لهامش، ولكني لم أخلط ما أدرجته من ذلك بالهوامش الأصلية التي كتبها جدي لمقالاته وميزتها عنها باسمي بين قوسين.

* * *

ذلك كل ما صنعته لا أكاد أزيد عليه. وما هو بالعمل الجليل ولا بالجهد الكبير، ولكن طمعي في المشاركة بالأجر يحملني على أن أسأل من قرأ هذا الكتاب فوجد فيه نفعاً (وهو لابد فاعل) أن يدعو لكاتبه ولا ينسى جامعه من الدعاء.

ولن أنسى -ختاماً- أن أشكر بنات الشيخ رحمه الله; أمي وخالاتي، اللائي آثرنني بهذا العمل فأتحن لي أن أكون شريكاً في الأجر فيه، وكذلك زوج خالتي، نادر حتاحت، الذي كان لجدي -ما علمتُه- خير ما يكون ابنٌ بار لأبٍ محب، والذي ينشر -اليومَ- هذا الكتاب.

من كتاب "علي الطنطاوي .. أديب الفقهاء، وفقيه الأدباء"

بقلم حفيده مجاهد مأمون ديرانية. نشر دار القلم بدمشق

لا تحرمنا أخي الكريم من الدعاء بظهر الغيب

ـ[محمد محمد السيد]ــــــــ[19 - 12 - 06, 10:46 م]ـ

جزاكم الله خيرا

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير