[النظام و التنظيم برؤية شرعية]
ـ[عباس رحيم]ــــــــ[06 - 09 - 03, 02:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.
الموضوع: النظام والتنظيم.
المقدمة:
أن النظام والتنظيم والالتزام به دليل من أدلالة التطور والتطوير والنمو العقلي والاجتماعي لأن تنظيم حياة الفرد والمجتمع بما يواكب القواعد العامة لشريعة الإسلامية من أكبر أسباب الألفة والدعم للعلاقات الاجتماعية والمحافظة على الحقوق والأوقات 0
ظاهرة عدم النظام والتنظيم في حياة كثير من الناس:
- ولكن عندما نفسر حال وبعض من الناس في المجتمع تري أن الاهتمام بالنظام والتنظيم من آخر إهتمامته 0
- فهو غير نظامي في وقف سيارته سواء عند المسجد أو المستشفى أو عند مراكز التمويل سواء الغذائي أو المالي 0
- والآخر غير ملتزم بالنظام في قواعد السير والمرور أو الصف (ما يسمى بالطابور) فتجده لا يقف حيث ما انتهى به الطابور بل يتقدم الجميع دون أدنى احترام لمشاعر الواقفين كأنه هو الوحيد صاحب الضرورة والوقت الضيق 0
- وهناك صنف غير منظم ولا ملتزم بنظام داخل الأسرة فالزوجة خراجة ولاجة وليس هناك وقت محدود للنوم أو للمذاكرة أو الطعام بيت كأنه حديقة حيوان بل ربما الحديقة أحسن تنظيم منه 0
- حتى بعض المهتمين بالإسلام والمسلمين لم يترتب نشاطه وقته ويلتزم بالنظام الذي جعله الشارع الكريم لدعوة فتجد البعض يهتم بالصغائر ويترك الكبائر ويتهم بالفضائل ويترك التوحيد الذي هو أصل دعوة الرسل عليهم السلام.
ديننا دين منظم ويأمر بالنظام:
ديننا دين منظم ويأمر بالنظام ويهتم به في كل جوانب الحياة سواء على مستوى الفرد أو المجتمع في باب الحياة الشخصية أو الأسرية أو الاجتماعية أو في باب العبادات أيضاً 0
أولاً: اهتمام الإسلام بالنظام في العبادات:
عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: ((لتسؤن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم)) رواه البخاري وفى راوية مسلم ((أو ليخالفن الله بين وجوهكم)) 0
أن من أكبر أسباب اختلاف وجهات النظر بين الناس هو عدم تنظيم صفوفهم في الصلاة 0
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه فإذا ركع فاركعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقالوا ربنا لك الحمد. وإذا سجد فاسجدوا وإذا صلى جالساً فصلوا جلوساً أجمعون)) رواه البخاري 0
حتى الصلاة العبادة المخصصة جعلت الشريعة نظام معين لأدائها ثم أمرت بالالتزام بهذا النظام وسير عليه حسب ما وضع له 0
بل النظام والتنظيم ملازم حتى في أشد حالات الخوف وهو وقت الحرب قال تعالى: ((إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص)).
ولم يترك الرسول صلي الله عليه وسلم المقاتلين في سبيل الله يصلون كيف يشاؤنا بل وضع لهم نظاماً معين لكيفية أداء الصلاة جماعة. موجودة في الفقه الإسلامي.
ثانياً: اهتمام الإسلام بالنظام في الدعوة:
لم يترك الإسلام شأن الدعوة أصولها وفروعها للأفراد لكي ينظموها بل جعل هناك قواعد ونظم يسير عليه الراغب في الدعوة.
وترك بعض المسائل الفرعية للداعية يقدرها حسب المصلحة 0
فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: لما بعث رسول الله صلي الله عليه وسلم معاذاً رضي الله عنه إلى اليمن قال له: ((يا معاذ أنك تأتى قوماً أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة إن لا أله ألا الله وان محمداً رسول الله)) وفى رواية ((إلى أن يوحدوا الله)) ((فإنهم أطاعوك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة فإذا هم أطاعوك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذوا من أغنامهم وترد على فقرائهم واتق دعوة المظلوم فليست بينها وبين الله حجاب)) رواه البخاري ومسلم.
ثالثاً: اهتمام الإسلام بالنظام في الحياة الاجتماعية
لقد اهتمام الإسلام بالنظام والتنظيم في الحياة الاجتماعية سواء على مستوى المجتمع أو الأسرة أو الفرد.
¥