- أما على مستوى المجتمع: فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: كان الناس إذا نزل رسول الله صلي الله عليه وسلم منزلاً تفرقوا في الشعاب والأودية. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((أن تفرقكم في هذه الشعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان)) فلم ينزل بعد ذلك منزلاً إلا انضم بعضهم إلى بعض حتى يقال: لو بسط عليهم ثوب علمهم)) رواه أبو داود و إسناده حسن 0
- أما على مستوى الأسرة: فقد قال تعالى: ((ولهن مثل الذي عليهن و للرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم))
فجعل نظاماً وحقوقاً لزوجة ولزوج وفضل الرجال على النساء بدرجة.
ثم بعد الإشارة إلى هذه الحقوق المنظمة قال تعالى ((والله عزيز حكيم)) فهذا التقسيم والتنظيم صدر عن حكمة وهي وضع الشيء في موضعه المناسب 0
وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((لا تصم المرآة وبعلها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته وهو شاهد إلا بإذنه)) رواه مسلم.
- أما على مستوى الفرد: بوب البخاري في صحيحه باب: يجلس حيث ينتهي به المجلس.
وذكر الطبراني وغيره من أهل الحديث أن النبي صلي الله عليه وسلم كان من صفاته أنه يجلس حيث ينتهي به المجلس 0
وهكذا كان الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين فعن جابر بن سمره رضي الله عنه قال: ((كنا إذا أتينا النبي صلي الله عليه وسلم جلس أحدنا حيث ينتهي)) رواه أبو داود والترمذي واحمد وصححه الألباني 0
إذا كان الصحابة رضوان الله عليهم إذا جاء أحدهم إلى المجلس لم يتكلف الجلوس في المقدمة أو مزاحمة ومضايقة الجالس بل كانوا يجلسون حيث ينتهي بهم المجلس وهكذا ينبغي أن يكون أحدنا إذا جاء إلى مكان فيه طابور أن يقف حيث انتهى تراص الواقفون لا يتكلف المزاحمة في المقدمة أو النصف الطابور والتحليل ونحو ذلك.
لقد كان النبي صلي الله عليه وسلم يهتم بالنظام والتنظيم حتى في كلامه كما تصفه لنا أم معبد رضي الله عنها في حديثها الذي وصفت فيه الرسول صلي الله عليه وسلم حيث قالت: ((كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن)).
يعنى أن كلامه عليه الصلاة والسلام كان ينساب مرتباً منسقاً كأنه خرزات عقد تنساب في سلاسة وترتيب فلا يتأخر ما حقه التقديم من الكلام ولا يتقدم ما حقه التأخير إنما يضع كل كلمة في مكانها اللائق بها في الجملة وهذا من شديد حرصه عليه الصلاة والسلام بالالتزام بالنظام الذي وضعه اللسان العربي للمتكلم 0
من أسباب عدم الالتزام بالنظام:
1) الجهل بالواجبات المفروضة على الفرد تجاه نفسه وأسرته ومجتمعه 0
2) عدم احترام حقوق الآخرين وتعدى عليها. ونسيان حديث ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)) رواه البخاري ومسلم من حديث أنس رضي الله عنه.
3) الاشتغال بالكماليات وترك الأساسيات ومنها النظام والتنظيم.
من فوائد النظام على الفرد والمجتمع:
1) دليل على نضوج العقل الفكر 0
2) الالتزام بالنظام يمكن من القيام بالأعمال الكثيرة في الأوقات القليلة.
3) التزام النظام يبعد الشيطان و العداوة و يجلب المودة والمحبة 0
4) التزام النظام مثلاً في ترقيات الموظفين يحفظ أمر جماعة الموظفين ويقيها من شر الاختلاف والتفرق والتحاسد والتباغض 0
5) التزام النظام في الأسرة يقوى أركان الأسرة ويخرج جيلاً يستطيع مواجهة التغييرات العالمية ومواكبتها دون التنازل عن مبادئه الشرعية وقيمه الاجتماعية 0
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين 0
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته