المتواري على أبواب البخاري لابن المنيّر
ـ[أم عبدالحميد]ــــــــ[06 - 09 - 03, 03:34 م]ـ
قال (رحمه الله):
والمقصود بهذه المقدمة أن الإمام أبا عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري لما أودع كتابه من الفقه الذي اشتملت عليه التراجم ما أودع، ورصّع في عقود تلك الأبواب من جواهر المعاني والحق اللباب ما رصّع، ظهرت من تلك المقاصد فوائد، وخفيت فوائد، واضطربت الأفهام فيما خفي، فمن محوِّم وشارد.
فقائل يقول: اخْتُرم ولم يُهذب الكتاب، ولم يرتب الأبواب.
وقائل يقول: جاء الخلل من النساخ وتجذيفهم والنقلة وتحريفهم.
وقائل يقول: أبعد المنجع في الاستدال، فأوهم ذلك أن في المطابقة نوعاً من الاعتدال.
وبلغني عن الإمام أبي الوليد الباجي أنه كان يقول: "يسلم للبخاري في علم الحديث، ولا يسلم له في علم الفقه"! ويعلل ذلك بأن أدلته عن تراجمه متقاطعة، ويحمل الأمر على أن ذلك لقصور في فكرته وتجاوز عن حد فطرته، وربما يجدون الترجمة ومعها حديث يتكلف في مطابقته لها جداً، ويجدون حديثاً في غيرها هو بالمطابقة أولى وأجدى. فيحملون الأمر على أنه كان يضع الترجمة ويفكر في حديث يطابقها، فلا يعن له ذكر الجلي فيعدل إلى الخفي، إلى غير ذلك من التقارير التي فرضوها في التراجم التي انتقدوها فاعترضوها.
ويقابل هذه الأقاويل ما أثرته عن جدي (رحمه الله) سمعته يقول: كتابان فقههما في ترجمهما: كتاب البخاري في الحديث، و"كتاب سيبويه" في النحو.
فلما قدر لي أن أتصحفها وأتلمحها، لاح لي عن قرب وكثب مغزاه فيها، فألفيتها أنواعاً:
منها ما يتناوله الحديث بنصه أو ظاهره وهذه هي الجلية.
ومنها ما يتناوله أي يصدق عليه بإطلاقه والأصل نفي القيود.
ومنها ما يكون ثبوت الحكم فيه بطريق الأولى بالنسبة إلى المنصوصة.
ومنها ما يكون حكم الترجمة فيه مقيساً على حكم الحديث قياساً مساوياً.
وقد يعن له نص الترجمة فيعدل عنه اكتفاء بظهوره، ويعمد إلى حديث آخر تتلقى منه الترجمة بطريق خفي لطيف فيذكره.
ومنها ما لا يذكر له في الحديث الذي أثبته، لكن يكون الحديث ذا طرق أثبته من بعضها لموافقة شرط الكتاب، ولم يثبته من الطريق الموافقة للترجمة لخلل شرطها، فيأتي بالزيادة التي لم توافق شرطه في الترجمة، وربما أتى بها في صيغة التعليل كحديث وقع له في "اللقطة"، وقد بينه في بعض التراجم على مواضع الخلاف.
وقد يترجم على صورة ويورد فيها الأحاديث المتعارضة، ثم قد يبينه على الجمع إن سنح له، وقد يكتفي بصورة المعارضة تنبيهاً على أن المسألة اجتهادية. اهـ.
ـ[أبو عبد الغفور]ــــــــ[09 - 03 - 07, 12:47 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ...
ـ[خليل الشافعي]ــــــــ[09 - 03 - 07, 02:52 م]ـ
أحسن الله إليك.
ـ[أبو معاذ الأثري]ــــــــ[10 - 03 - 07, 06:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[10 - 03 - 07, 09:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا