تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

3. كان الرجل حين يدخل في الإسلام يخلع على عتبته كل ماضيه في الجاهلية، و كان يشعر في اللحظة التي يجيء فيها إلى الإسلام أنه يبدأ عهداً جديداً، منفصلاً كل الانفصال عن حياته التي عاشها في الجاهلية، و كان يقف من كل ما عهده في جاهليته موقف المستريب الشاك الحذر المتخوف؛ و بهذا الإحساس كان يتلقى هدي الإسلام، فإذا غلبته نفسه مرة، و إذا اجتذبته عاداته مرة، و إذا ضعف عن تكاليف الإسلام مرة .. شعر في الحال بالإثم و الخطيئة، و أدرك في قرارة نفسه أنه في حاجة إلى التطهر مما وقع فيه، و عاد يحاول من جديد أن يكون على وفق الهدي القرآني.< SUP>([17] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn17))

4. أن الجيل الأول بتلك المنهجية في تلقي الوحي عاشوا بالإسلام واقعاً حياً، و نالوا شهادة الرضوان من ربهم، و شهادة خير القرون من نبيهم – صلى الله عليه و آله و سلم- و كانوا الميزان الذي توزن به الأجيال من بعدهم، فمن كان على مثل ما كانوا عليه مع نبيهم – صلى الله عليه و آله و سلم، فهو من الفرقة الناجية، قال تعالى: ((فإن ءامنوا بمثل ما ءامنتم به فقد اهتدوا)) < SUP> ([18] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn18))

قال ابن الأمير الصنعاني – رحمه الله - على حديث افتراق الأمة إلى سبعين فرقة: وكان الأحسن بالناظر في الحديث أن يكتفي بالتفسير النبوي لتلك الفرقة فقد كفاه - صلى الله عليه و آله وسلم - معلم الشرائع الهادي إلى كل خير المؤنة، وعين له الفرقة الناجية؛ بأنها من كان على ما هو - صلى الله عليه و آله وسلم - وأصحابه، وقد عرف بحمد الله من له أدنى همة في الدين ما كان عليه النبي - صلى الله عليه و آله وسلم – وأصحابه، ونقل إلينا أقوالهم، وأفعالهم، حتى أكلهم وشربهم ونومهم ويقظتهم، حتى كأنا رأيناهم رأي عين، وبعد ذلك فمن رزقه الله إنصافا من نفسه، وجعله من أولي الألباب، لا يخفاه حال نفسه أولاً، هل هو متبع لما كان عليه النبي - صلى الله عليه و آله وسلم - وأصحابه أو غير متبع؟ ثم لا يخفى حال غيره من كل طائفة، هل هي متبعة أو مبتدعة؟ ومن ادعى أنه متبع للسنة النبوية متقيد بها يصدق دعواه أقواله وأفعاله أو تكذبها، فإن ما كان عليه - صلى الله عليه و آله وسلم - قد ظهر بحمد الله لكل إنسان فلا يمكن التباس المبتدع بالمتبع.< SUP>([19] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn19))

و" إنَّ المتأمل في تاريخ الصحابة – رضي الله عنهم – ليرى إخلاصهم، و صدق إيمانهم، و محبتهم لله و لرسوله – صلى الله عليه و آله و سلم – و أنهم قد بلغوا في ذلك درجة لم يبلغها أحد ممن بعدهم، من تقيدهم بنصوص الوحي و وقوفهم عندها، و متابعتهم لها فلا يتقدمون بين يدي الله و رسوله برأي أو عادة أو تقليد أو رغبة أو شهوة ولا يحدثون أمراً إلا بعد التلقي عن رسول الله – صلى الله عليه و آله و سلم – و معرفة أمره و نهيه، كما يرى حماستهم و علو هممهم و رغبتهم القوية في نشر الدين و الجهاد في سبيل الله و القيام بواجب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر"< SUP>([20] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn20)).

و ذلك لعلمهم أن " رأس الأدب مع الرسول – صلى الله عليه و آله و سلم – كمال التسليم له و الانقياد لأمره، و تلقي خبره بالقبول و التصديق، دون أن يحمله معارضة بخيال باطل يسميه معقولاً أو يحمله شبهة أو شكاً، أو يقدم عليه آراء الرجال و زبالات أذهانهم، فيوحده بالتحكيم و التسليم، و الانقياد و الإذعان، كما وحّد المرسِل – سبحانه و تعالى - بالعبادة و الخضوع و الذل و الإنابة و التوكل"< SUP>([21] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn21))

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير