[بشرى: دورة علمية بعنوان: مدخل إلى علم الحديث (في الشارقة)]
ـ[سعداوي أبو بكر]ــــــــ[13 - 02 - 07, 08:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
دورة: مدخل إلى علوم الحديث
تحت شعار: "السلسلة الذهبية"
الحمد لله وكفى وصلاة وسلام على عبده الذي اصطفى, وعلى آله وصحبه ومن اقتفى. وبقوله %: «نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ غَيْرَهُ» عَمِلَ وَوَفَّى.
وبعد: فإن الله تعالى مَنَّ علينا بالرحمة المهداة, والنعمة المسداة, محمد بن عبد الله, %. بعَثَه الله تعالى بالوحيين يدعو بهما الثقلين, فبث فيهما العلوم بثا, وسقاهم بحكمته حتى صاروا أكياسا, ملئوا علما وحكمة وحرصا, فتلقى ذاك العلم منهم مَنْ بَعْدهم من التابعين, وهكذا دواليك يتناقل هذا العلم صاغر عن كابر , وقبيل بعد قبيل, وجيل بعد جيل, في محيط مليء بالأمانة والصدق والعدالة والمروءة, حتى دب في الأمة ما دب فيها من الفرقة والضعف وكثرة الدخلاء, ورُكبَ الصعب والذلول, فطولب المحدِّث بتسمية محدِّثه, وبتعزيز روايته, والتفتيش عن رواته, فسُمِّيَتْ الرجال, ودونت السنن, وحُفِظَ كلامُ النقاد وصيارفةِ الحديث في الرواة, فصار الإسناد من الدين, ومن أبرز خصوصيات هذه الأمة الأمينة, وصَدَقَ الرسول %القائل: «يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ يَنْفُونَ عَنْهُ تَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ وَتَحْرِيفَ الْغَالِينَ».
ونتاجاً لجهود عظيمة بذلها أئمة الحديث وحفّاظه من لدن الصحابة؛ وضعوا لهذا العلم منهجاً علمياً فريداً؛ كان هو المعيار الذي توزن به الأخبار، إلى أن استقرت قواعده، ورست أركانه، واتضحت معالمه، فكان ذلك تأسيس علم الحديث في القرن الثالث الهجري.
عن الدورة:
وفي إطار الأمانة التي قطع المنتدى الإسلامي العهد على نفسه بتحملها مِنْ نَشْرِ الثقافة الإسلامية المتجذرة, والتي يَنْظُرُ إليها بعَيْنَيْ الأصالة والمعاصرة معا, وضِمْنَ سلسة الدورات العلمية التي ينظمها المنتدى الإسلامي: "المخطوط" "البحث الفقهي" "المدخل إلى أمهات علوم الشريعة" شعر "قسم البحوث والدراسات بالمنتدى الإسلامي" بالفراغ الكائن في هذا الجانب فكانَت فكرة هذه الدورة.
وإن تلك الدورات الفارطة لهي بمثابة جذع شجرة يانعة الثمار, وهذه الدورة جزء من أس تلك الشجرة؛ إذ علم الحديث منطلق المنقول وميزان تصحيحه.
أهداف هذه الدورة:
أولا: مصاحبة أنفاس النبي% وإبراز تلك الفضيلة الشريفة للباحثين, وأن الاعتناء بأحد الوحيين ليس أقل أهمية من الاعتناء بوحي القرآن, وقد عاش لهذا العلم جهابذة من أسلافنا فلْتَهَبْ أيها الباحث جزءا من وقتك لوحي السنة .. !.
ثانيا: مكتبة علوم الحديث من أضخم المكتبات الإسلامية, فكيف للباحث فتح مقفلها, والاستفادة من مشروحها, وما السبيل لخدمتها .. ؟
ثالثا: غرابة هذا العلم وأهله فرغم كثرة مدعيه في العصر الحاضر إلا أنه من أكثر العلوم التي تتجلى فيه الفوضى العلمية بأبهى صورها. وحالُ الباحثين فيه وجهتان؛ بين يائس محبط قائل: "إن علم الحديث نضج واحترق" وبين حاطب ليل قائل: "كم ترك الأول للآخر" .. ؟!
رابعا: لشدة يقظة أهل الحديث وعنايتهم العظيمة بكلام مَنْ أوتي جوامع الكلم, كان علم الحديث أتقن العلوم الإسلامية إحكاما, وكُتُبُهُ أسلم الكتب إخلالا, وأسباب الفساد فيه أقل من العلوم الأخرى, إلا أنه في الآونة الأخيرة بدت فيه أزمات تترى وتتوالى؛ فمِنْ خلط بين المناهج فيه, وظهور مصانع للتخريج والتصحيح والتضعيف والتعليل والتحقيق, إلى انتشار الدعاوى في حماه, وتَصَدُّرِ كلِّ مهوس لتعاطيه, فحُقَ لقائل القول بأنه السلعة التي سامها كل مفلس.
خامسا: عُقِدَتْ كثيرٌ من الندوات والدورات والموائد العلمية في سبيل معالجة هذا الخلل, ولدى المنتدى الإسلامي رغبة في أن يدلي بدلوه بين تلك الدلاء, ويقدم رؤيته للباحثين؛ لإنقاذ هذا العلم وحياطة أحواضه؛ وعَونُه في تحقيق ذلك -بعد توفيق الله تعالى- ثلة من المحدثين الحفاظ, والجهابذة النقاد, يمثلون مدارس متعددة من مختلف أصقاع العالم الإسلامي سيثرون هذه الدورة بخبرتهم, وينَمُّون قدرات الباحثين بدُرْبَتِهِم.
¥