[شروط لا إله إلا الله – الشرط الأول لفضيلة الدكتور محمود عبد الرازق]
ـ[ Ahmed Salem] ــــــــ[14 - 09 - 03, 07:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ترقيم المحاضرة في الاسطوانة (1)
شروط لا إله إلا الله – الشرط الأول
العلم المنافي للجهل
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الذِي خَلقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلقَ مِنْهَا زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الذِي تَتَساءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَليْكُمْ رَقِيبًا) (النساء/1) (يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (الحشر/18) (يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلمُون) (آل عمران/102) أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلي الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ..
عباد الله أفضل كلمة تقال: لا إله إلا الله محمد رسول الله، روي أبو ذر رضِي الله عنه أن رسول الله صَلي الله عَليْهِ وَسَلمَ قال: (مَا مِنْ عَبْدٍ قَال لا إِلهَ إِلا اللهُ ثُمَّ مَاتَ على ذَلكَ إِلا دَخَل الجَنَّةَ) وهو حديث صحيح رواه البخاري، وروي أيضا أن النبي صَلي الله عَليْهِ وَسَلمَ قَال لمُعاذ بْنَ جَبَلٍ رضِي الله عنه: (مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صِدْقًا مِنْ قَلبِهِ إِلا حَرَّمَهُ اللهُ على النَّارِ).
لا إله إلا الله كلمة التوحيد، تلك الكلمة التي كان المشركون يعلمون أبعادها ويفهمون مرادها، وشق عليهم أن يشهدوا بها لأنهم كانوا يدركون أن قولها يغير معالم الحياة، لا إله إلا الله تعني عندهم أنه لا معبود بحق سواه، فلا يخضع العبد عن حب إلا لربه وهمه في الحياة ابتغاء قربه، يخافه ويرجوه ويحبه ويدعوه.
كثير من الناس يظنون أنهم سيدخلون الجنان ولا يعذبون في النيران بمجرد قولهم لا إله إلا الله، ويحتجون بقول رسول الله صَلي الله عَليْهِ وَسَلمَ: (مَا مِنْ عَبْدٍ قَال لا إِلهَ إِلا اللهُ ثُمَّ مَاتَ على ذَلكَ إِلا دَخَل الجَنَّةَ) ولم يعلم هؤلاء أن شهادة التوحيد إن لم يحقق العبد شروطها ويستوفي أركانها فهي مجرد كلمة خرجت من اللسان، أو نطق بها أعجمي لا يفهم القرآن، قيل للحسن بن على رضي الله عنه: إن أناسا يقولون من قال لا إله إلا الله دخل الجنة، فقال: من قال لا إله إلا الله فأدي حقها وفرضها دخل الجنة.
وقال الحسن بن على للفرزدق وهو يدفن امرأته: ما أعددت لهذا اليوم، قال: شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة، قال الحسن: نعم العدة، لكن اعلم أن لا إله إلا الله لها شروط، فإياك وقذف المحصنة، وقيل للحسن أيضا: إن أناسا يقولون من قال لا إله إلا الله دخل الجنة، فقال: من قال لا إله إلا الله فأدي حقها وفرضها دخل الجنة.
وقال وهب لمن سأله: أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟ قال: بلي، ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح المفتاح لك.
ومن حديث أبي هريرة رضي الله عنه لما عزم أبو بكر على قتال مانعي الزكاة، قال له عمر بن الخطاب رضي الله عنه: كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها) فقال أبو بكر رضي الله عنه: الزكاة حق المال، والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها) ففهم عمر وجماعة من الصحابة أن من أتي بالشهادتين امتنع من عقوبة الدنيا بمجرد ذلك فأرادوا أن يتوقفوا في قتال مانع الزكاة، وفهم أبو بكر الصديق أن لها حقوقا لا تمنع القتال إلا بأدائها
¥