[بيان الفجر الصادق للشيخ الهلالي. تقديم للرسالة الشيخ محمد بوخبزة.]
ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[17 - 02 - 07, 04:36 م]ـ
بيان الفجر الصادق
للشيخ:
محمد تقي الدين الهلالي
قدّم لها
الشيخ العلامة
محمد بن الأمين بوخبزة
-حفظه الله -
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
أما بعد:فمن المسائل المهمة جدا في الدين لتعلقها بركنين كبيرين منه: الصلاة والصيام , وقد اكتنفهما من البدع الشيء الكثير , من أقبحها أثرا: الفجر الذي يتعجل جمهور الناس في المغرب وغيره من الأقطار من الأقطار الإسلامية الصلاة قبل تبينه ووضوحه , فيترتب على ذلك بطلان الصلاة لوقوعها خارج الوقت الشرعي , ومعلوم أن دخوله شرط صحة فيها ,كما يحرم الناس أجر تأخير السّحور الذي هو الفرق بين صيام المسلمين وأهل الكتاب , ونحن مأمورون أن تخالفهم لا سيما فيما يتعلق بالدين , كما أن الله تعالى يبارك المتأخرين بالسحور المبارك , وقد علق النبي صلى الله عليه وسلم استمرارية خيرية أمته ما دامت تعجل الفطر وتؤخر السحور و ومن عجب أن يجلب الشيطان بخيله ورجله على هذا التشريع المبارك فيمِيّعه بشبه ودعاوى ما أنزل الله بها من سلطان.
ومنذ مدة طويلة كتب شيخنا المبرور العلامة الداعية الواعية الدكتور محمد تقي الدين الهلالي السلجلماسي رسالته المباركة هذه: " بيان الفجر الصادق" وطَبَعها وكما بفضل الله تعالى ثم بإرشاده و بيانه اهتدينا إلى الحق وفيما هو أهم منها معرفة توحيد الله تعالى تعالى في أسمائه وصفاته , والتفقه في الدين على منهج السلف الصالح من الأخذ بالدليل , والعناية بالتعليل , واستبعاد التقليد فيه. وانتفع من أراد الله به خيرا بتلك الرسالة الطيبة , ومنذ سنوات فقدت من السوق وتكرر الطلب عليها , وكثر تصويرها , ومسّت الحاجة إلى إعادة طبعها وخدمتها , فألهم الله أخانا في الله الأستاذ المؤلف المدرس الداعية , عمر بن مسعود الحدوشي , فخدمها خدمة علمية جيدة و بتخريج أحاديثها وبيان مشكلها , وتحرير روايتها , وإرجاع ذلك كله إلى مصادره الأصلية الحديثية والفقهية , فلم يكن ذلك إحياء ً للرسالة فقط ,بل دعما وتأييدا وتخريجا علميا يشهد بأهلية القائم به , وبروره بشيخنا الهلالي ,نوّر الله مضجعه , وأجزل له ثوابه , ونحن معه إن شاء الله تعالى , والله ولي التوفيق.
تطوان صباح الجمعة 18 ذي القعدة 1422هـ.
وكتبه:
أبو أويس محمد بوخبزة الحسَني.
- 1 - للعلم فقد حقق الرسالة الأستاذ عمر أبو الفضل التطواني – فرج الله عنه -. وطبعت في تطوان.
ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[17 - 02 - 07, 06:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل السعادة في الدنيا والآخرة خاصة لمن اتَّبَعَ صِراطه المستقيم متمسكا بكتابه وسنة نبيه الكريم، اللهم صل عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين واجعلنا منهم يا رب العالمين.
أما بعد:
فيقول أفقر العباد إلى رحمة الكبير المُتَعال محمد تقي الدين بن عبد القادر الهلالي:
قضيت شبابي وكهولتي وبعض شيخوختي في الشرق ولما رجعت إلى المغرب بسبب الفتنة التي صارت في العراق سنة (1379 هـ) اكتشفت بما لا مزيد عليه من البحث والتحقيق والمشاهدة المتكررة من صحاح البصر وأنا معه لأني كنت في ذلك الوقت أبصر الفجر بدون التباس أن التوقيت المغربي لأذان الصبح لا يتفق مع التوقيت الشرعي، وذلك أن المؤذن يؤذن قبل تَبَيُّنِ الفجر تَبَيُّنا شرعيا، فأذانه في ذلك الوقت لا يحل صلاة الصبح ولا يحرم طعاما على الصائم، وصرت أُفتي بذلك وأعمل به إلى يومنا هذا، وفي رمضان من هذه السنة (1394هـ) حدث تشويش عند إخواننا، وسببه أن بعض الإخوان من أهل الوعظ والإرشاد زار المغرب في رمضان، فزعم قوم ممن رافقوه أنه شاهد الفجر الشرعي مطابقا للتوقيت المغربي، وحدثني الثقة عنه أنه وجد بين الفجر الشرعي المشاهد بالعيان وبين التوقيت المغربي وكان في الفضاء خارج المدينة (13) دقيقة أو (15) دقيقة شك هو نفسه، فهذا الخبر متناقض من شخص واحد، فإن كان ما حدثوا به صحيحا من مطابقة تبين الفجر الشرعي التوقيت المغربي فهو خطأ عند كل من يعرف الفجر الشرعي وله بصر يبصر به، ولا يخفى أن أهل البلاد التي يكثر فيها الغيم والضباب لا يعرفون الفجر وكذلك لم يعنوا به من أهل الصحراء، ومن أراد معرفة
¥