تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد كان سلفنا الصالح، يصنفون الناس في العلم إلي ثلاثة أنواع: عالم رباني، ومتعلم على سبيل النجاة، وهمج رعاع يتبعون كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يدركوا بركة الفهم، العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، العلم يكسب العالم الطاعة في حياته، وجميل الذكري بعد وفاته، مات خزان الأموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وآثارهم موجودة، وأمثالهم في القلوب محمودة، يموت العلم بموت حامليه، ولا تخلو الأرض من قائم لله بحجة، لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل، أولئك هم الأقلون بين الناس عددا، الأعظمون عند الله قدرا، حفظوا الله فحفظهم ونصروا الله فنصرهم وشكروه فشكرهم وذكروه فذكرهم أولئك هم أولياء الله المتقون وحزبه الغالبون الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

وخلاصة شرط العلم، الشرط الأول من شروط لا إله إلا الله، دوام السؤال، عن كل ما يمر به الإنسان من أفعال، هل فعلها رسول الله صَلي الله عَليْهِ وَسَلمَ أو أمر بها أو أقرها، وما هو الدليل على ذلك؟ اسأل في ذلك عالما فقيها، ولا تسأل أحمقا سفيها، يدعي العلم والفهم، فينبغي عليك أن تقصد من الفقهاء من اشتهر بالديانة، وعرف بالستر والأمانة، فقد ثبت عن نبينا صَلي الله عَليْهِ وَسَلمَ أنه قال: (إن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عن الأصاغر) (البركة مع الأكابر).

وقال عبد الله بن مسعود: (لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم فإذا أخذوه من أصاغرهم وشرارهم هلكوا) فاسمع من العالم التقي وانتبه لجوابه وانظر في خطابه، ولا تفتن بمن يأتيك بكلام غريب، بعيد عن سنة الحبيب، فيأتيك بالتأويل والتعطيل أو التحريف والتبديل، تحت ستار الأقيسة العقلية أو الأصول الكلامية أو المواجيد الذوقية وخرافات الصوفية، أو قد يقول لك هذا علم لدني قوي، ويفتيك بكلام عجيب فقل له العلم اللدني في اتباع سنة الحبيب صَلي الله عَليْهِ وَسَلمَ، فإن علمت الحكم ونور الله بصيرتك بالفهم فاستجب لله كما أمر المؤمنين الموحدين فقال: (يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَللرَّسُول إِذَا دَعَاكُمْ لمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلبِهِ وَأَنَّهُ إِليْهِ تُحْشَرُونَ).

فيا عبد الله أدعوك إلي أن تحقق شروط لا إله إلا الله أدعوك - إلي علم تكون به إماما مطاعا إن نهيت وإن أمرتا - وتجلو ما بعينك من غشاها وتهديك السبيل إذا ضللتا - وتحمل منه في ناديك تاجا ويكسوك الجمال إذا اغتربتا -ينالك نفعه ما دمت حيا ويبقي ذخره لك إن ذهبتا - يزيد بكثرة الإنفاق منه وينقص به إن كفا شددتا- فلو قد ذقت من حلواه طعما لآثرت التعلم واجتهدتا - ولم يشغلك عنه هوى مطاع ولا دنيا بزخرفها فتنتا - فرأس العلم تقوى الله حقا وليس بأن يقال لقد رأستا - إذا ما لم يفدك العلم خيرا فخير منه أن لو قد جهلتا - وإن ألقاك فهمك في مهاو فليتك ثم ليتك ما فهمتا - ولا تحفل بمالك واله عنه فليس المال إلا ما علمتا- وليس لجاهل في الناس معني ولو ملك الأرض له تأتي - وما يغنيك تشييد المباني إذا بالجهل نفسك قد هدمتا - لئن رفع الغني لواء مال لأنت لواء علمك قد رفعتا - وإن جلس الغني على الجبال لأنت على الكواكب قد جلستا - وإن ركب الجياد مسومات لأنت بمنهج التقوى ركبتا - فقابل بالقبول صحيح نصحي فإن أعرضت عنه فقد خسرتا - وصلي الله على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين، وسائر أصحابه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلي يوم الدين.

ـ[أبو عبد الرحمن الدرعمى]ــــــــ[14 - 09 - 03, 05:26 م]ـ

أخى لماذا لا ترسلها لموقع كصيد الفوائد أو مفكرة الإسلام للنشر والدوام؟

ـ[ Ahmed Salem] ــــــــ[14 - 09 - 03, 08:59 م]ـ

جزاكم الله خيرا للنصيحة.

ولكن طلب مني فضيلة الدكتور محمود عبد الرازق أن أقوم بعمل موقع يستوعب جميع المحاضرات المسموعة والمقرؤة وفيه ساحة حوار ليرد فضيلة الدكتور على الأسئلة المخصصة في العقيدة وأنا أحاول إنجاز هذا الموقع ولكن وقتي ضيق بسبب قبولي في الجيش

ولكن عند توفر الأمكانيات سيتم عمل الموقع إن شاء الله.

ـ[ Ahmed Salem] ــــــــ[09 - 10 - 03, 07:44 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير