ـ[ Ahmed Salem] ــــــــ[11 - 10 - 03, 10:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ترقيم المحاضرة فى الاسطوانة (3)
شروط لا إله إلا الله – الشرط الثالث
الإخلاص المنافي للشرك
الحمد لله الكبير المتعال، ذي القدرة والجلال، والكمال والجمال، والنعم والأفضال، سبحانه هو العلى الكبير، هو العليم القدير، هو اللطيف الخبير، تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير، أحمده حمد المعترف بالعجز والتقصير، وأشكره على ما أولانا من نعم وفضل كبير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة من يؤمن بأنه لا معين له ولا ظهير، ولا وزير له ولا مشير، سبحانه منفرد بالخلق والتدبير، سبحانه منفرد والأمر والتقدير، ليس كمثله وهو السميع البصير.
وأشهد أن سيدنا وحبيبنا محمدا عبده ورسوله، البشير النذير، والسراج المنير، المبعوث إلي كافة الخلق من غني وفقير، ومأمور وأمير، صلي الله عليه وعلى آله الطاهرين، وسائر أصحابه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلي يوم الدين، صلاة تنجي قائلها من هول المطلع في يوم عسير، ومن حساب يحصي الصغير والكبير، صلاة تباعد بيننا وبين عذاب السعير، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الذِي خَلقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلقَ مِنْهَا زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الذِي تَتَساءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَليْكُمْ رَقِيبًا) (النساء:1) (يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (الحشر:18) (يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلمُون) (آل عمران:102)، أما بعد ..
فإن كثيرا من الناس يقولون لا إله إلا الله، وتراهم يهدمون توحيدهم وينقضونه بسوء أفعالهم ويحسبون أنهم بمجرد قولهم: لا إله إلا الله قد عبدوا ربهم ووحدوه وأنهم لا محالة سيدخلون الجنان ولا يعذبون في النيران، فتراهم يتوجهون بقلوبهم إلي الأضرحة والقباب، ويطوفون حولها خاشعين مقبلين العمم والأعتاب، يدعونهم ويضرعون إليهم ويطلبون المدد منهم، ويضعون في صناديق النذور أفضل ما عندهم، ويقيمون الموالد والمشاهد والعمائم والمعابد، زيادة في حبهم وتعظيمهم، ودعوة في شد الرحال إليهم، مستبيحين حرمة الأدلة في النهي عن بناء القبور على المساجد، وشد الرحال إلي الأضرحة والموالد، يزعمون أن الأولياء يتحكمون في المنافد والطرقات، ويحمون أتباعهم ولو كان على أبعد المسافات.
والناس بالملايين يصدقون ويقبلون في حلقات الذكر يتراقصون، يهللون ويتمايلون، تراهم عشرات الآلاف مجذوبين قائمين ملهوفين، عاكفين على القبر مستغيثين بصاحب الضريح، آلاف وآلاف من الأضرحة والقباب، منتشرة في كثير من البلدان، وقائمةُُُ في كل ميدان، وهؤلاء يظنون أنهم بهذه الأعمال في أعلى مقام من مقامات الإيمان، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن؟ كيف يكون العبد مخلصا لله حنيفا موحدا لا يشرك بالله شيئا؟
وجواب ذلك سهل ويسير على من هداه اللطيف الخبير، وهذا هو الموضوع الذي نتحدث عنه بشيء من التفصيل في محاضرة اليوم، اعلم أخي المسلم يا من ترغب في توحيد الله بيقين وصدق وتبحث عن عقيدة حق، أن لا إله إلا الله لا تفع قائلها إلا إذا حقق شروطها واستوفي أركانها، فلا يصح قول اللسان ولا يصلح ركن من أركان الإيمان إلا بهذه الشرط.
علم ينافي الجهل، ثم يقين ينافي الشك، وإخلاص ينافي الشرك، ثم الصدق الذي ينافي الكذب، ثم المحبة التي تنافي البغض، ثم القبول الذي ينافي الرد ثم الانقياد الذي ينافي الترك، والثامن من هذه الشروط هو الكفر بما يعبد من دون الله، وقد أحسن من جمعها وعدها وحصرها في هذين البيتين فقال:
علم يقين وإخلاص وصدقك مع: محبة وانقياد والقبول لها
وزيد ثامنها الكفران منك بما: سوي الإله من الأشياء قد ألها.
¥