قال الشيخ -رحمه الله تعالى -في 1/ 714: ((رواه أبو بكر الشافعي في " الرباعيات " (2/ 22 / 1): حدثنا محمد بن يونس:حدثنا الضحاك بن مخلد حدثنا شبيب بن بشر حدثنا أنس بن مالك مرفوعا.قلت: و هذا إسناد رجاله موثقون غير محمد بن يونس و هو الكديمي و هو متهم بوضع
الحديث , لكنه قد توبع على هذا الحدث , فأخرجه الضياء في " المختارة " (131/ 1) من طريقين آخرين عن الضحاك به. فالسند حسن إن شاء الله تعالى.و قال الهيثمي في " المجمع " (3/ 13) تبعا للمنذري في " الترغيب " (4/ 177): " رواه البزار و رجاله ثقات ".و له شاهد يزداد به قوة , أخرجه الحاكم (4/ 40) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عطاء عن جابر عن عبد الرحمن بن عوف قال:" أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيدي , فانطلقت معه إلى إبراهيم ابنه , و هو يجود بنفسه , فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم في حجره حتى خرجت نفسه , قال: فوضعه و بكى قال: فقلت: تبكي يا رسول الله , و أنت تنهى عن البكاء ? قال: إني لم أنه عن البكاء , و لكني نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لهو و لعب و مزامير الشيطان , و صوت عند مصيبة لطم وجوه و شق جيوب , و هذه رحمة و من لا يرحم لا يرحم , و لولا أنه وعد صادق , و قول حق , و أن يلحق أولنا بآخرنا لحزنا عليك حزنا أشد من هذا , و إنا بك يا إبراهيم لمحزونون , تبكي العين , و يحزن القلب , و لا نقول ما يسخط الرب ".
سكت عليه الحاكم و الذهبي , و رجال إسناده ثقات , إلا أن ابن أبي ليلى سيىء الحفظ , فمثله يستشهد به و يعتضد.
وكرره في " 5/ 189: 2157بلفظ: " لا , و لكن نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند مصيبة , خمش وجوه , و شق جيوب , و رنة شيطان ".
وذكر نفس الطريقين السابقين.
قلت: لا يمكن الاطمئنان لسند الديلمي الذي هو من مصنفي الفرن السادس (توفي 509) ومعلوم أن ما ينفردبه يغلب عليه الضعف والوهاء
والسند لو سلم حتى شبيب بن بشر فإنه ضعيف حتى عنده فقد ضعفه في أحاديث منها:
حديث " النفقة كلها في سبيل الله إلا البناء ; فلا خير فيه ".
خرجه الشيخ -رحمه الله تعالى- في ((الضعيفة)) (3/ 173): 1061عن زافر بن سليمان عن إسرائيل عن شبيب بن بشر عن أنس بن مالك مرفوعا , و قالالترمذي: هذا حديث غريب قلت: يعني ضعيف , و ذلك لأن شبيب بن بشر صدوق يخطىء , و زافر كثير الأوهام
وفي تحقيقه على كتاب الإيمان أبو عبيد القاسم بن سلام
قال: ((رواه ابن أبي حاتم عن شبيب بن بشر حدثنا عكرمة عن ابن عباس في قوله عز وجل (فلا تجعلوا لله أندادا) فذكره بنحوه. وهذا سند ضعيف، شبيب هذا أورده الذهيى في الضعفاء وقال: " قال أبو حاتم لين الحديث)).
وفي ارواء الغليل - (ج 6 / ص 244) وشبيب بن بشر ضعيف، قال الحافظ في " التقريب ": " صدوق، يخطئ ". وقال الذهبي في " الضعفاء ". " قال أبو حاتم: لين الحديث ". قلت: فقول الهيثمي في " المجمع " (7/ 86): " " رواه البزار والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح غير شبيب بن بشر وهو ثقة ". ليس منه بجيد، مع تضعيف من ذكرنا لشبيب هذا.
قلت: الراجح ضعفه
ومما فات الحافظ في ترجمة شبيب ما ذكره الترمذي كما في ترتيب علل الترمذي الكبير - (ص 169) عن شيخه البخاري قال: شبيب بن بشر منكر الحديث.
أما الشاهد فهو مثال لمعلول المتن
لذا ذكره ابن حبان من منكرات ابن أبي ليلى في ترجمنه في ((المجروحين)) (2/ 245)
وقال: ((سمعت محمد بن إسحاق السعدي يقول في عقب هذا الخبر لما قرأه لو لم يرو بن أبي ليلى غير الحديث لكان يستحق أن يترك حديثه ذكر لابن المبارك حديث بن أبي ليلى في رفع اليدين في المواطن السبع فقال هذا من فواحش بن أبي ليلى)).
وقال ابن طاهر في ((كتاب السماع)) (ص85)
((واحتجوا بحديث جابر أن رسول اللَّهِ أخذ بيد عبد الرحمن بن عوف فذكر حديثا فيه نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين صوت عند مصيبة وصوت عند نغمة لعب ولهو ومزامير شيطان وهو حديث رواه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عطاء عن جابر وأنكر عليه هذا الحديث وضعف لأجله قال أبو حاتم بن حبان كان ردي الحفظ كثير الوهام فاحش الخطأ يروي الشيء على التوهم ويحدث على الحسبان وكثرت المناكير من حديثه فاستحق الترك وتركه أحمد بن حنبل ويحيى ابن معين)).
¥