خرجه الشيخ -رحمه الله تعالى -: من طرق عن محمد بن إسحاق عن نافع عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.و قال الترمذي: " حديث حسن صحيح "! و قال الحاكم: " صحيح على شرط مسلم "! و وافقه الذهبي! كذا قالا! و ابن إسحاق مدلس , و قد عنعنه في جميع الطرق عنه , و كأنه لذلك قال البيهقي عقبه: " و لا يتثبت رفع هذا الحديث , و المشهور عن ابن عمر من قوله ".ثم ساقه من طريق عمرو بن دينار عنه نحوه.
قلت: و إسناده صحيح. لكن يتقوى المرفوع بأن له طريقا أخرى , و شاهدا. أما الطريق , فهو عند البيهقي عن أحمد بن عمر الوكيعي حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن نافع به بلفظ: " إذا نعس أحدكم في الصلاة في المسجد يوم الجمعة ... " و قال: " و المراد بالصلاة موضع الصلاة , و لا يثبت رفع هذا الحديث ... ". قلت: و رجال هذه الطريق رجال مسلم , إلا أن المحاربي وصفه أحمد بأنه كان يدلس و كأنه لذلك لم يثبت البيهقي حديثه , و لولا ذلك لكان السند صحيحا , فلا أقل من أن يصلح للاستشهاد به. و أما الشاهد , فيرويه إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن سمرة بن جندب .... و هو ضعيف ". قلت: لكن حديثه يتقوى بما قبله. و الله أعلم)).
قلت: أولا وجدت تصريحه في مسند أحمد (6187) ثنا يَعْقُوبُ ثنا أبي عن مُحَمَّدِ بن إِسْحَاقَ حدثني نَافِعٌ مولى عبد اللَّهِ بن عُمَرَ عن عبد اللَّهِ بن عُمَرَ قال سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول إذا نَعَسَ أحدكم في مَجْلِسِهِ يوم الْجُمُعَةِ فَلْيَتَحَوَّلْ منه إلى غَيْرِهِ
فقوله: ((و قد عنعنه في جميع الطرق عنه)) فيه نظر. ولم يتعرض له أحد ممن أعل الحديث
بل إن بعضهم وقف على تحديثه وأصر على استنكاره كما في
((المعرفة والتاريخ)) (2/ 17) ((قال علي - هو ابن المديني -: لم أجد لابن إسحاق إلا حديثين منكرين: نافع عن ابن عمر عن النبي إذا نعس أحدكم يوم الجمعة والزهري عن عروة عن زيد بن خالد إذا مس أحدكم فرجه هذين لم يروهما عن أحد والباقين يقول ذكر فلان ولكن هذا فيه حدثنا)).
لكن العلة في مخالفة الرفع لذا استنكروه له
أما طريق الوكيعي فإنها معلة بل منكرة فالكل متفق على تفرد ابن اسحاق به عن نافع
وقد ورد في ((علل)) الدارقطني _المخطوط _
قال: ((وسئل عن حديث لنافع، عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: " إذا نعس أحدكم في المسجد فليتحول من ذلك المكان إلى غيره ".
فقال: يرويه أحمد بن عمر الوكيعي، عن المحاربي، عن يحيى بن سعيد، عن نافع، عن ابن عمر ولم يتابع عليه،
- والمحفوظ عن المحاربي عن ابن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر
...
- ورواه عمرو بن دينار، عن ابن عمر، موقوفا)).
وقال البيهقي في ((القراءة خلف الإمام)) (ص60)
: ((وإنما قال هذا علي بن المديني لأن الحديث الأول إنما روي عن عمرو بن دينار عن ابن عمر موقوفا ورواه ابن إسحاق عن نافع عن ابن عمر مرفوعا وقد وجدت هذا الحديث قد روي من وجه آخر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا
أخبرناه أبو زكريا بن أبي إسحاق أنا عبد الباقي بن قانع نا محمد بن نصر بن منصور الصائغ نا أحمد بن عمر الوكيعي نا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نعس أحدكم في الصلاة في المسجد يوم الجمعة فليتحول من مجلسه الى غيره)).
لكنه في ((السنن)) (3/ 237) مال للتضعيف حيث قال: ((هذا الحديث يعد في إفراد محمد بن إسحاق بن يسار وقد روي من وجه آخر عن نافع
ثم خرج طريق المحاربي
ثم قال: ولا يثبت رفع هذا الحديث والمشهور عن ابن عمر من قوله)).
ثم رواه بسند صحيح (5720) عن الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار كان ابن عمر يقول للرجل إذا نعس يوم الجمعة والإمام يخطب أن يتحول منه.
وهو الصواب وطريق المحاربي معلة كما سبق في كلام الدارقطني
قلت: وقوله: ((لكن يتقوى المرفوع بأن له طريقا أخرى , و شاهدا)).لا يتمشى مع القواعد ,فقد ثبت وهم من رفعه وعليه فتعد هذه الطريق شاذة والشاذ لا يتقوى لأنه غلط وقد مر في صنيع الأئمة اعلال المرفوع بها فكيف بعد يجوز تقوية ما صار وهما وغلطا
قلت: وفي الباب حديث ضعيف أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (7/ 246ح7003 و7004) و البيهقي (5721) عن طريق إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن سمرة بن جندب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا نعس أحدكم يوم الجمعة فليتحول إلى مقعد صاحبه ويتحول صاحبه إلى مقعده.
وقال البيهقي:إسماعيل بن مسلم هذا غير قوي.
وهو صاحب مناكير عن الحسن خاصة.
ـ[المقدادي]ــــــــ[26 - 03 - 07, 02:17 م]ـ
بارك الله فيكم
و ما هي اخبار كتابكم في الرد على محمود سعيد ممدوح - و هل هو اجزاء ام مجلد واحد - حيث ذكرتموه هنا في موضوع لكم
و ليتكم تعطوننا لمحة عن منهجكم في الرد على ممدوح - هل تم تعقبه في كل نقاطه مثلا ام لا -
¥