فوقع في أشد منها وهي النكارة: فتفرد أبي قيس بهذا الحديث دون الستين الذين رووا
حديث الخفين قادح كذلك في الحديث! فلو كان محفوظًا لشركه واحد أو اثنان على الأقل
من هؤلاء الستين الذين رووا حديث الخفين.
فمن المستبعد تفرد أبي قيس به دون هذا الجمع الغفير ويكون محفوظًا وأبو قيس قليل
الحديث يخالف في أحاديث.
فهذه أوصاف لا يقبل معها التفرد أبدًا , بل الوهم إلى صاحبها أقرب.
وقال عبد الله بن أحمد: حدثت أبي بهذا الحديث فقال أبي: ليس يروى هذا الحديث إلا
من جهة أبي قيس. قال أبي: أبى عبد الرحمن بن مهدي أن يحدث , يقول: هو منكر.
وقال ابن المديني: خالف الناس – يعيني هزيل -.
وكذا قال ابن معين: الناس كلهم يروونه (على الخفين) غير أبي قيس.
وقال ابن المنذر: روى المسح على الجوربين عن تسعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: علي وعمار
وأبي مسعود الأنصاري وأنس وابن عمر والبراء وبلال وعبد الله بن أبي أوفى وسهل.
قال ابن القيم: وزاد أبو داود: وأبو أمامة وعمرو بن حريث وعمر وابن عباس، فهؤلاء
ثلاثة عشر صحابيًّا , والعمدة في الجواز على هؤلاء رضي الله عنهم , لا على حديث أبي
قيس!.
ثم قال ابن القيم: ((لا نعتمد على حديث أبي قيس وقد نص أحمد على جواز المسح على
الجوربين , وعلل رواية أبي قيس وهذا من إنصافه وعدله رحمه الله , وإنما عمدته:
هؤلاء الصحابة , وصريح القياس , فإنه لا يظهر بين الجوربين والخفين فرق مؤثر يصح أن
يحال الحكم عليه , والمسح عليهما قول أكثر أهل العلم ... )).
قلت: لما كان حديث أبي قيس شاذًا أو منكرًا عند الأئمة طرحوه , واعتمدوا على عمل
الصحابة وعدم الفرق بين الخفين والجوربين فمن يأتي فيعكس الأمر: فيجعل حديث أبي قيس من نوع الضعيف ويقويه بآثار الصحابة , وعمل أهل العلم , وحديث أبي موسى الأشعري حيث أنه ليس فيه متهم , فقد فارقت طريقته طريقة أهل العلم جملةً وتفصيلاً.
كذلك من يأتي لحديث أبي قيس فيقويه بدعوى أنه ثقة ... إلخ , فإنه لم يفهم مسالك أهل العلم أيضًا.
فممن وثقه: ابن معين , ومع هذا رد حديثه! , وأحمد قال فيه: ليس به بأس , ومرة
قال: يخالف في أحاديثه , وقال: هو كذا وكذا , وحرّك يده.
ـ[أبو وسام الأزهرى]ــــــــ[27 - 03 - 07, 02:22 ص]ـ
فضيلة الشيخ الكريم عبد الفتاح
هل من ترجمة لفضيلتكم وعلى من درستم وأخذتم هذا العلم زادك الله فيه وبارك لك فى وقتك وعلمك
ـ[عبدالفتاح محمود]ــــــــ[28 - 03 - 07, 03:18 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم/ أبا الوسام الأزهري
ومعذرة عن التأخير
أخي الكريم
أنا من الذين نشأوا على الكتب , وليس يعني هذا أني لم أتلق العلم مشافهة لكن مفهوم التلمذة والمشيخة المتعارف عليه قديما لا أستطيع أن أدعيه ولا ينفي الاستفادة من دروس بعض المشايخ
فمثلا:كنت قد حضرت منذ سنوات بعض الدروس لأهل العلم مثل درس الشيخ مصطفى بن سلامة الفقيه في شرح كتاب نيل الاوطار منذ نحو 12 سنة في الجيزة بارض اللواء وخطب للشيخ فوزي السعيد حفظه الله بمسجده المعروف وبعض الدروس بمقر مجلة التوحيد بعابدين
لكن طبيعة دراستي كانت حائلا بيني وبين الاستمرار حيث كنت ادرس في كلية الهندسة
فوجدت الكتب أقرب ملاذ للتحصيل ولكتب العلامة الألباني – رحمه الله- أكبر الفضل في توجيهي نحو دراسة الحديث
وكما نوهت في كتاب الاسعاف ان بعضهم اتخذ ذلك ذريعة للطعن في والله حسيبه
ولست أقلل من الدراسة على يد المشايخ ولكن كل ميسر لما خلق له والناس تتفاوت في كل شيء والمعول على العواقب والنتائج.
أما عن دراستي:
-فقد تخرجت من كلية الهندسة في قسم الهندسة المدنية سنة 1992 وعملت مهندسا فترة ثم أنا الان ومنذ بضع سنين متفرغ للبحث العلمي بكليتي
الا من درس لبعض الطلبة في المصطلح الحديثي في منزلي.
- هذا بالإضافة لكوني شاعرا قديما ونشرت على نفقتي الخاصة ديوانا منذ نحو العشرين سنة وهو من الشعر الموزون المقفى ولي أضعاف هذا الديوان ما زال مخطوطا عندي ينتظر الفرج ولله الحمد فقد أثنى عليه الكثيرون ومن اشهرهم الدكتور عبد القادر القط والشاعر ابراهيم عيسى وغيرهم
وذلك لاني من الصغر شغوف بالقراءة واللغة العربية
¥