تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأسئلة و موضوعات البحث، و يفرقوا بين من يسأل عن (نا) و (أنا) عند المحدثين المختصرة من (حدثنا و أخبرنا)، و عن الرؤى و المنامات التي لا تخلو منها رسالة من رسائله، و بين من يخوض مع الشيخ في وحدة الوجود و نصرف الأولياء في الكون و ديوان الأولياء، و إيمان فرعون التي تورط فيها الشيخ و وقع على أم رأسه، و كانت مع الوقوف على كتابي (الإقليد) و (البرهان الجلي) الذي لم يطبع إلا بعد وفاته، و بعد لطف الله و عنايته، سببا في توبتي و براءتي منه و من الزوايا والتصوف، و الحمد لله على ذلك، كما سيأتي تفصيل ذلك في الفصول العشرين من (الصحيفة) بإذن الله و توفيقه، و قد سمى الجزء (در الغمام الرقيق، برسائل الشيخ السيد أحمد ابن الصديق) وقرأته فإذا به عَرّض بي و بشيخيه: السيد الزمزمي رحمه الله و عبد العزيز، و كنت أحسب أن حُماه هدأت إلا أن شيطانه لم يمهله حتى نَزَغَه بقوة، فقال في صفحة 7، و هو يتحدث عن أبي البيض: (و أوذي في حياته و بعد موته في دينه و عرضه حتى من أقاربه و بعض الخونة من تلامذته الذي تتبع مساويه و عَوَراته، و سيلقى جزاء ذلك وافيا، فلْيطب نفسا بما اكتسب) فعجبت للأحقاد السوداء كيف تتنامى و تعيث فساداً و ضرراً في ضمائر من لا يخشى الله، و أنا على يقين من جزاء الله الوافر، و ثوابه المتكاثر على ما قمت به من الذب عن دين الله و شرعه، و الانتصار للحق و الحقيقة بهدم الهياكل التي لا أساس لها و تعرية المبطلين، و الكشف عن عورات و مساوئ الأفاكين، التي كانوا يجاهرون بها معلنين و لا يبالون، و يدعون إليها ليل نهار و لا يستحون، و لم أبحث عن الخفايا و الأسرار، و إنما تتبعت الموبقات التي أزكمت الأنوف، و فرقت الصفوف، وهي واجب كل من عَرفها و لمس ضررها في الدين و الدنيا، أما ما تضمنه كلام الكرفطي من التهديد الصوفي و الإرهاب الفكري فتلك شنشنة أعرفها من أخزم، و هي مما ورثه هذا الشقي الهالك عن أسلافه الأولين الذين قالوا لنبيهم هود عليه السلام: ( .. إن نقول الا اعتراك بعض آلهتنا بسوء، قال: إني أُشْهد الله و اشهدوا أني برئ مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون)، و في السيرة أن المشركين هددوا خالد بن الوليد رضي الله عنه لما ذهب لهدم صنم العزى، و قالوا: احذر الجنون احذر الجذام الخ، و لكن سيف الله مضى لعمله، و من لنا الآن بمثل خالد و من تبعه من أئمة الهدى كشيخ الإسلام ابن تيمية و ابن عبد الوهاب، يتوجهون إلى المزارات و القباب التي على الأضرحة التي بنيت محادة لله و رسوله فيسوونها بالأرض، و نشير هنا إلى مأثرة إيمانية لشيخنا الدكتور الهلالي رحمه الله التي أقدم عليها على مرأى و مسمع من (الوهابية) و التي لا يعرفها كثير من الناس، و هي اجتثاثه لما يسمى: بستان فاطمة بصحن المسجد النبوي الذي كان يشتمل على نخلة و أشجار، لاحظ شيخنا أن النساء يتمسحون بها و يأخذون من أغصانها للتبرك، و شكا ذلك إلى العلماء و المسؤولين فلم يجد أذنا صاغية، فعمد ليلا مع تلاميذه –و كان وقتها إماما بالحرم النبوي- و استأصلوا تلك الأشجار، و أخرجوا جذوعها إلى البقيع، و هكذا طهر الحرم الشريف من أسباب الشرك و وسائله، فرحمه الله و أجزل ثوابه.

و بعد أن وقفت على صنيع الكرفطي خفت على البقية الباقية من رسائل أبي البيض إليََّ، فأوعزت إلى أخي الأستاذ الفاضل بدر العمراني أن يسعى لطبعها، و أن يسميها: (الجواب المفيد، للسائل المستفيد) و هو الاسم الذي كان اقترحه علي الشيخ أبو البيض عندما أجمع الرسائل حتى لا تضيع، و قد طبع الجزء و فيه من الفوائد و المساوئ ما لا تجده في سواه، و قد كنت كتبت مقدمة ضافية لتنشر مع الجزء، و فيها شرحت بعض مواقف الكرفطي إلا أن بدرا كَعَّ و لم ينشرها مع الأسف، و أحسب أنني ضمنتها أحد أجزاء (جراب السائح)، و منذ سنوات زارني بعض الإخوة من سلا و مراكش و درسوا علي (ملحة الإعراب) للحريري في النحو، و رغب أحدهم و هو الأخ أبو سفيان مصطفى باحو في الاطلاع على آثار أبي البيض من مطبوعات و مخطوطات و منها رسائله قبل أن تطبع فأعطيتهم منها ما شاءوا و وقفوا منها على ما قف له شَعَرُهم، فانبرى أبو سفيان لجمع فضائحها في جزء طبعه بمراكش بعنوان: (تنبيه القاري، إلى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير