تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إِ نَّ الزَرازيرَ لَمّا قامَ قائِمُها ... تَوَهَّمَت أَنَّها صارَت شَواهيناو هكذا تزبّب عزنان قبل أن يتحصرم، و أراد أن يطير و لما يريش، كما قال الذهبي.

ثم إنني لا أعرف سببا مباشرا لهذا العدوان الذي هو أشبه بسُعار شيخه أبي الفتوح، ثم توقفت بعد تفكير أن السبب هو تردده الكثير على شيخه الذي كان يفاوضه في الرد و فصوله، و ما كان يلقاه منه من تشجيع تدل عليه مقدمته العوراء، و حث متواصل، و ما شحنه به من كراهية و بغضاء ما زال قلبه الأسود يُفرزها رد الله كيده في نحره، و كفانا خبث شره، و قد فعل قبله ذلك مع فتى آخر ممن أشرب قلبه حب الخرافات و المنامات، و ترامى في أحضان الأحلام و الترهات، فكتب رسالة أشاد فيها بأبي الفتوح و تناولني بيراع مبحوح، دون سابق معرفة، و لم أدر سبب ذلك إلا رغبته في استدراجي إلى الرد عليه، و لذلك أعرضت عنه امتثالا لأمر الله تعالى ( ... و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما)، و قد عرفت من قراءة كتاب عزنان أنه أفرده للرد على أبي سفيان مصطفى باحو و شيخه مقدم كتابه المغراوي، و حشرني معهما معتقدا أنني مؤلف (تنبيه القاري)، و لذلك كتبت هذا انتصارا للحق و دفاعا عن نفسي تمسكا بقوله تعالى: (و الذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون) و قوله جل و علا: (و لمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل)، أما ما يتعلق بالأخوين باحُّو و المغراوي، فهما أولى بالرد و الدفاع عن أنفسهما، وبينهما و بين الوقح عزنان بون شاسع، و لهما و لا سيما باحّو من الأوضاع العلمية التي تجاوزت العشر ما تعجز عنه الجماعة، و لو كان بعضهم لبعض ظهيرا، و ما زال الأخ باحو عاكفا على التدوين، ويتحرى أن يأتي بجديد يحسن السكوت عليه، و يجمع كل دواعي التأليف و شروطه أو بعضها، لا كتأليف المقبوح المصري التي هي مصادرة و جهالة، و قد تورط أخيرا في الكذب على رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بتقديمه لجزء مختلق موضوع زعم ولي نعمة ممدوح عيسى المانع أنه جزء من مصنف عبد الرزاق، من وقف عليه جزم للوهلة الأولى أنه مما عملت أيديهم، و السبب أن الجزء يتضمن أحاديث موضوعة تؤيد غلو الصوفية في أولية النور المحمدي و نحو هذه البلايا، وسيصدر الرد على هذا الكذب المكشوف الذي ضحى بدينه المقبوح المصري في سبيل نفع مادي، أما السقاف فتنافضاته التي سماها شيخه عبد الله، لم يكتبها لخدمة الحديث، و إنما حسدا للألباني الذي أصبح مرجعا لعلماء المسلمين في مشارق الأرض و مغاربها، و قد خلف من التلاميذ جمهورا يدافعون عن الحق عدولا علماء ثقات، و هذه آثارهم بارك الله فيهم ملأت السهل و الوعر، أقامهم الله شجى في حُلوق المجرمين المبتدعين، و قذى في أعينهم، و هذا شيخك أبو الفتوح و قد ابتلى الله به الكتب و المطابع، و وجد في الناشرين التجار من لا يهمه من ذلك إلا المال، فخف الشيخ لذلك و شرع في الاختصار، فاختصر "جامع الترمذي" و هدّمه معتمدا على الألباني دون شك و لا ريب، و كان قبل ذلك سبه و نال منه، و اختصر خصائص السيوطي مستعينا بطبعة الشيخ خليل هراس دون أن يشير إليه كالعادة، هذا في الطبعة الأولى، أما في الطبعة الثانية فشانه بالنقد و التنقيص، كما شان شيخه عبد الله بن الصديق حينما حذف تصديره المثبت في الطبعة الأولى، و جمع الأحاديث القصار، و ليس فيها قصير، و اختصر شفا عياض، و قد نفس شيخه عليه اختصار الخصائص، و قال بأنه سبقه إليه، و جمع آيات التوحيد، و قد سبقه جمال الدين القاسمي في (دلائل التوحيد) و الدكتور الهلالي في (سبيل الرشاد)، و بالجملة، فتآليف الشيخ المربي كلها على هذا المنوال، لا يعجز عنها إلا من يعجز عن الكتابة و النسخ، و لعله يفكر الآن في اختصار القرآن لإنهاء السلسلة، نسأل الله العافية، و بالمناسبة فقد حدثني الثقة عن الشيخ عبد الله بن الصديق، و قد كان من أخص تلاميذه أنه حدثه مرارا أنه ينقم على أبي الفتوح أمرين: دعواه النسب النبوي، و دعواه المشيخة الصوفية، كما حدثني عنه –و هو من أعجب ما سمعت- أنه كان في أواخر عمره ينكر وحدة الوجود و يناظر شقيقه عبد العزيز الذي كان كأخيه الأكبر أحمد غاليا فيها لدرجة المقت، وألف مجلدا قصره عليها سماه (السوانح) أورد فيه عشرات الآيات و الأحاديث

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير