تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

معظمها لا يصح حسبها تشهد لزندقته، و قد كتبت ردا عليه سميته "تحصين الجوانح، من سموم السوانح" لأنني لما رأيته لم أستطع السكوت عنه و هو من الكفر البواح. و بالجملة فحالي مع مُحْدِث البْرِيجَة (بضم الميم و كسر الدال) عَزْناَن زُحَار، و سيأتي شرح هذا الاسم، كما قال علي بن الجهم و لله دره: [الوافر]

بَلاءٌ لَيسَ يُشبِهُهُ بَلاءٌ * عَداوَةُ غَيرِ ذي حَسَبٍ وَدينِ

يُبيحُكَ مِنهُ عِرضاً لَم يَصُنهُ * وَيَرتَعُ مِنكَ في عِرضٍ مَصونِو قد أتاني الأخ بدر بكتاب زَعْنان أواخر شعبان، فلم أشأ أن أخوض مع المبطلين و رمضان على الأبواب، و بعد العيد وافاني بدر سدده الله و جزاه خيرا برده عليه، سماه: (وقفات مع عدنان زهار في دفاعه عن الشيخ أحمد بن الصديق الغماري) في 35 صفحة بالحرف الصغير، و قد قرأتها فألفيتها وقفات موفقة مؤيدة، استوفى فيها أغراض البْريجي، و ناقشه بأدب و موضوعية، دون تهويش و لا تهويل و لا تكرار ممل، و ترديد للتكذيب و التخوين دون دليل و لا حجة، كعادة عزنان الذي أخرج كتابه من بين فرث و دم، فبرز خلقا مشوها ملطخا بعذرة صاحبه، بعد ما سكت عنه الغضب، و من تأمل (وقفات بدر) بإنصاف، وجدها كافية مفحمة، و إن كان عزنان سوف لن يسكت لما فُطر عليه من اللدد و الخصومة التي كان بها أبغض الرجال إلى الله، و "أبغض الرجال إلى الله الأَلَدُ الخَصِم" كما ورد، و نحن معه كما قال الشاعر –و هذا قدرنا-: [السريع]

إن عادت العقرب عدنا لها ** وكانت النعل لها حاضرهْ

و قد رأيت قبل الكلام على فواقر أبي البيض في الفصول العشرين التتي تتألف منها (صحيفة سوابق) أن أسجل (طُررا) على هامش دفاع عزنان أرد بها عُدوانه عليّ، و أضع لها رقما مسلسلا منبها على مسائل و فوائد مهمة، و مشيرا إلى أنني لم أستوعب جرائمه، فإنها بلغت من القرف حدا أثار الغثيان، فمررتُ بها مُرور الكرام باللغو، و هذا أوان الشروع في الطُّرَر:

الطُّرة 1:

تتعلق بعنوان الرسالة "دفاع عن كرامة و عرض سليل الأشراف .. "، ففي وصف سليل الأشراف يعني أنه شريف الأب و الأم، و أبادر فأقول قبل كل شيء أنا لا غرض لي في هذا البحث، و أنا أعلم أن الناس مصدقون في أنسابهم، و أن الطعن فيها من خصال الجاهلية، و المقصود التنبيه على شيء غير معهود بدافع الشفقة على الأدعياء، و هم يعلمون ما ورد فيمن انتسب إلى غير مواليه من اللعن و الحرمان من الجنة، و نحن نعلم أن نسب أبي البيض من جهة الأب و الأم لم يتناوله النسابون في المغرب و غيره، و هم كثيرون، و كتبهم متداولة، و قد راجعناها فلم نجد من أشار إلى نسبهم إلا إدريس الفضيلي، و هو متأخر جداً (ولد سنة 1260 هـ، و توفي سنة 1312هـ)، فقد أوردهم في (الدرر البهية و الجواهر النبوية) و نسبهم إلى سليمان أخي إدريس دفين عين الحوت قرب تلمسان، في حين أنهم ينتسبون أدارسة كما بينه أبو البيض في "سبحة العقيق"، و اختصارها "التصور و التصديق "، و هذا بدون شك يدعو إلى التوقف و الورع، لأنه شبهة قوية في موضوع صعب، علما أن نسّابة المغرب لم يدعوا نسبا مهما كان خفيا إلا نبهوا عليه، و تتبعوا ذلك بأوامر سلطانية، و عين لذلك نقباء عدة كما هومعروف، و ما يقال عن نسب أبي البيض من قبل الأب كذلك يقال من قبل الأم، فإن نسب بني عجيبة لم يثبت، و قد قيل بأن الشيخ أحمد رأى النبي صلى الله عليه و آله و سلم في المنام و هو يقول له: أنت ولدي حقا، و مع ذلك فلم يكن ينتسب إلى البيت النبوي تورعا، و كان يقول: فحسب المرء دينه و شرفه تقواه، قال تعالى: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم". و قال صلى الله عليه و آله و سلم: "إنه لا فضل لعربي على عجمي، و لا عجمي على عربي، و لا أحمر على أسود، و لا لأسود على أحمر إلا بالتقوى". أو كما قال عليه السلام. لكن غلبت عليه شقوته و اطمأن للترهات و المرائي التي لا يثبت بها حكم أو نسب، فانتكس و قال: و قد كنت أتنكب الانتساب و أتحرج منه في شهادتي و كتبي لعدم تحقق ذلك حتى رأيت شيخنا (أي: البوزيدي) و شيخه (أي: الدرقاوي) يصرحان به في كتبهما لي ولأخي، و هما يتكلمان بالله و ينظران بنور الله فعلمت صحة النسبة مع الحكاية المتقدمة قبل. والرؤيا التي رآها الشريف العلمي و غيرها، فقوي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير