تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

اليقين بصحة النسبة، و الله تعالى أعلم. و هذا لا قيمة له في الميزان العلمي، و الله المستعان على ما يصفون.

و بالمناسبة نقول عن نسب شيخ عزنان الأثير أبي الفتوح بأنه شديد التمسك بالنسب النبوي لما يتوهمه فيه من النفع و المجد كمشايخه الغماريين، و إن كان شيخه أبو البيض لم ينعته في فواتح رسائله بهذا الوصف على خلاف عادته مع الأشراف، فهذا رصيفه البقالي ذو اللحية الحمراء، وعدوه اللدود يصفه شيخهما أبو البيض بالشرف في رسائله إليه و هي كثيرة وقفت عليها، و هذه رسائل الشيخ إليّ و هي تناهز المائة و كلها كما يعلم أبو الفتوح متوّجة! بهذا الوصف الفَضْلة الذي لا يسمن و لا يغني من جوع، و إنما أتكلم الآن بلسانهم مجاراة لهم، و من الوقاحة بمكان و اقتحام عقبة الباطل دعوى أبي الفتوح النسب النبوي و إثباته سلسلته –و هي قطعا مما عملت أيديهم- نقلا عن رجل سماه (ابن الحوات) ذكره في تقييده الشهير!؟ و الواقع

أن ابن الحوات هذا هَيَّان بن بَيّان، أو صلمعة بن قلمعة، أو عوج بن عنق، لا وجود له بين الخلائق، و تقييده (الشهير) لم يسمع به، فهو كأوراق الكنوز و الجداول و كتابة العطف و المحبة الموجودة بكثرة عند الفقهاء المشارطين في البادية، و عهدي بأبي الفتوح يُعْنى بها، و يبحث عنها، و يُجَربها، و يجيز بها، لما كان يُعانيه من فقر و حاجة، و المعروف بعلم الأنساب هو النسابة الأديب أبو الربيع سليمان الحوات العلمي، وله عدة كتب في الأنساب، و لا يعرف أنه تناول هؤلاء بكلمة، فهل يثبت النسب الشريف برجل نكرة غير مقصودة، يُسمى (ابن الحوات) في تقييد مجهول لا خطام له و لا زمام، و لكن لا غرو ممن يفتات على الله و رسوله، و يعيش عمره في الترويج للرؤى و المنامات، و دعوى رؤية الأنبياء و الرسل؛ بل رؤية رب العالمين، و جمع الناس على السماع المذموم و الرقص اليهودي، و هو في نفس الوقت يزعم أنه خادم الحديث بالمغرب، و أنه يدعو إلى العمل بالسنة، و هذا لعمر الله الدَّجل و البُهتان، فكيف تستوي الظلمات و النور؟

الطرة 2:

حول (تقديم) أبي الفتوح لكتاب عزنان، فإنه يتضمن مغالطات، و فيه كذب مفضوح، و هو يعرض بي بالدرجة الأولى و يمزج ذلك تلبيسا و تدليسا بمؤلف (تنبيه القاري) و شيخه المغراوي، و من العجب أن يصف الشيخ و تلميذه فواقر أبي البيض بهفوات اجتهادية مغفورة له، والتي لا يخلو منها عالم في كل زمان و مكان على حد تعبيره [ص: ب]، فهل اعتقاد وحدة الوجود، و اعتقاد أنها ما انطوت عليه ضمائر الأنبياء و المرسلين، و الأولياء و الصالحين، من عهد آدم إلى النفخ في الصور، و من لم يعتقدها فإيمانه مدخول، مع أن العلماء المحققين بحثوا عن تلك الموبقة فوجدوها عريقة في الوثنية، و أنها لم تظهر في الإسلام إلا في القرن الثالث، و من يعتقد إيمان فرعون (حشره الله معه)، و أن إبليس كان على حق لما امتنع من السجود لآدم؛ لأنه –أي: إبليس- هو الله تعالى، فكيف يسجد لنفسه؟ و من يرجح فناء النار، و أن عذابها قبل فنائها عذب لذيذ، و أن جماهير العلماء و الأولياء في مختلف العصور لم يفهموا التصوف الحق أي الباطني الوثني؛ لأنه لا يدرك إلا بالذوق، كما زعم اتباعا لأسلافه الزنادقة، و هل من زعم أن

نبوة التشريف ما زالت مستمرة و أن النبي بل و الأولياء يعلمون الغيب حتى الخمس التي استأثر الله بها، ... إلى غير ذلك من المصائب و البوائق التي لا تمحوها البحار، و من آخرها و قد مات و هو يلهج بها: المطاعن في عدد من الصحابة و الوقيعة في بعض أفاضلهم كخال المومنين، و كاتب وحي رب العالمين، سيدنا معاوية بن أبي سفيان، و إنكار عدالة الصحابة، و تسجيل أن أغلبهم كانوا يبغضون علي بن أبي طالب (هكذا بخطه: أغلب الصحابة)، فيلزم عليه أنهم منافقون للحديث المعروف: "لا يحبك إلا مومن و لا يبغضك إلا منافق"، فهل هذا و غيره هفوات اجتهادية (مغفورة له)، و هذه جرأة على الله تعالى، فمن أنبأ أبا الفتوح بأنها مغفورة له، و كيف تكون لا يخلو منها عالم في كل زمان ومكان، و قد حكم الفقهاء في باب الردة من الفقه في جميع المذاهب بردة من يرتكب أقل منها كما يعلم من مراجعتها، فما نقول في هذا الفدم الغبي الدعي؟ على أنني أعترف بعلم الشيخ و

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير