تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مواقف يعرفها أبو الفتوح نتركها الآن، و قد سجلها التاريخ الذي لا يرحم، نسأل الله العافية.

الطرة 9:

ثم عقد عزنان فصلا في أقوال العلماء في التحذير من الكلام في أعراض العلماء، و هو كالفصل السابق لا داعي إليه إلا تضخيم حجم الرسالة، و لا نزاع في تحريم الغيبة و أنها من الكبائر، إلا أن العلماء ذكروا لها مُسوّغات معلومة، منها جرح من يستحق التجريح نصحا و ذبا عن الدين، قالوا: و ربما كان ذلك واجبا حياطة للدين، و ذبا عن السنة و انتصارا للحق، و قد سئل الإمام أحمد عن الرجل يكثر من الصلاة و الصوم و الحج و غيره من نوافل الخيرات، و غيره لا يفعل من ذلك شيئا إلا أنه ينصر الحق و يحارب البدعة و أهلها، فأجاب الإمام: أن فعل الأول لنفسه، و هذا للمسلمين نصيحة. و قد نقل عزنان عن ابن رجب كلاما طيبا في الموضوع، و كذلك عن ابن عبد البر، و قال بعده ص 16: فكيف بربك لو سمع ابن رجب بهُراء الفاري، في الحافظ الغماري؟ فكتبت أنا عليه بالهامش رداً عليه: و كيف لو سمع ابن رجب كلام الغماري فيه، و في شيخه ابن القيم، و شيخه ابن تيمية، و تلاميذه الأبرار، كالذهبي، و المزي، و ابن كثير، و ابن عبد الهادي، و أضرابهم، و تصريحه بضلالهم، و أنهم أصابوا الإسلام في مقاتله، و أنه ما ضل من ضل إلا بقراءة كتبهم، و لا سيما إمامهم شيخ الإسلام ابن تيمية، فإنه قاء ما في صدره من القيح والصديد ذما و سبا و شتما، لم أعرف عن غير أبي البيض أنه بلغ من الكراهية و البغض ما بلغه حتى لليهود و النصارى و المجوس و الذين أشركوا، و هو يكرر ذلك التذاذا و تشبعا بمناسبة و بدونها، ويدعو عليهم بقوله: قبحها الله من عصابة، ما عدا المزي فإنه غلا في حبه فجأة و هو يعلم أنه من كبار تلاميذ ابن تيمية، و هكذا الرجل ذو أحوال شيطانية، و أهواء إبليسية، و قد بسطت في فصول (النصيحة) شتائمه و مطاعنه في ابن تيمية، و لم أستوعبها فراجعها لتعرف أي جريمة اقترفها أبو البيض في حق أولياء الله حقا الذين جاهدوا في الله بالكلام و القلم و السيف و السنان، و أوذوا في نصرة الحق على يد متعصبة الفقهاء، و مبتدعة الصوفية المسؤولين عن ضياع دولة الإسلام و مجده، و نشر الضلال و الابتداع و حمايته في ربوع العالم الإسلامي يومئذ. و من ذلك التاريخ والمسلمون يخبطون خبط عشواء في ضلالة عمياء، لا يرفعون للحق رأسا و لا يهتدون سبيلا. إن هي إلا الزوايا و السماع و الرقص و الشطحات، و صحبة المردان، و مخادنة النسوان، و مشايخ الفتنة و الضلال يخبون و يوضعون

في نشر الخرافات، و اعتماد المنامات و لم يفيقوا إلا و أمم الغرب الكافر تطرق أبوابهم، و تستولي على أوطانهم، و تذيقهم ألوانا من الذل و الصغار، و لم ينفعهم معها أقطابهم و لا أغواثهم المتصرفون في الكون، و قد تعامى عزنان عن هذا كله، و راح يتكلم عن التكفير و أحكامه، و هو في هذا يهرف بما لا يعرف، لأن تلك المسائل معروفة و لا علاقة لها بالرد على الغماريين الضالين المضلين، الذين أفرزتهم عصور الظلام الدامس الذي أطبق على المسلمين، والتاريخ لا يرحم، و قد سجل بمنتهى البسط و البيان ما جرى خلاله من الحروب المذهبية بين الحنفية و الشافعية، و كم سفكت فيها من دماء، بَلْهَ السنة و الشيعة، فإن العداء المستحكم والقتال بينهم كان و ما زال مستحرا بالعراق و باكستان و إيران إلى الآن، و ما يجري الساعة في العراق من حرب إبادة للسنة، و هدم مساجدهم، و هتك أعراضهم، و قطع رؤوسهم، مستعينين بالصليبيين من دول التحالف و على رأسهم أمريكا، و الأكراد المجرمون، لا يكاد يجهله أحد، و مع هذا فإن إمامكم أبا البيض كان يضمر للروافض كلّ حب و تقدير، و لا أعرفه تعرض لهم بنقد أو بسب، بل كان يشيد بمذهبهم، و يقرظ كتبهم المنتنة كشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي، و كتاب الألفيْن، الفارقة بين الشك و المَيْن للحلي صاحب منهاج الكرامة الذي دمّره ابن تيمية رضي الله عنه بمنهاج السنة، الذي يُعد غرة في جبين كتب العقيدة و الانتصار لها، و الذي يسميه الغماريان أحمد و عبد الله: منهاج البدعة.

الطرة 10:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير